facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا التربية الإعلامية؟


سليمان الطعاني
23-01-2020 09:39 AM

الكلام عن التربية الإعلامية يقودنا لطرح عدة تساؤلات، منها: ما المقصود بالتربية الإعلامية؟ وما هو وضعها في بلدنا؟ ما هي الرهانات؟ وما هي التحديات؟ ومن المسؤول عنها؟ وزارة التربية، أولياء الأمور، المؤسسات الإعلامية، أقسام وكليات الإعلام والاتصال، المجتمع المدني... إلخ؟ لماذا نحتاج إلى التربية الإعلامية والوعي الإعلامي؟ وإذا احتجنا إلى هذا الوعي وهذه الثقافة الإعلامية، ما هي السبل والطرق والوسائل لتحقيق ذلك؟ أسئلة كثيرة ورهانات وتحديات أكبر.

في البداية، تجب الإشارة إلى أن الفرد في المجتمع يتعرض يومياً إلى كم هائل من الأخبار والمعلومات والإعلانات، عن طريق وسائل إعلام عديدة ومختلفة.

كما تجب الإشارة هنا إلى أن وسائل الإعلام المختلفة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ما يعني أن العديد من الأفكار والصور والمعلومات نستقيها من هذه الوسائل، وهذه الصور والمعاني تحدد لنا في غالب الأحيان كيف نتصرف وكيف ننظر إلى الآخر ونتعامل معه. والخطير في الأمر، هو أن ما تقدمه وسائل الإعلام، ليس كله بريئاً وصحيحاً وخالياً من التسييس والتوجيه.

فحتى أفلام الكارتون الموجهة للأطفال وبراءتهم، تحتوي على 70% من مشاهد العنف، كما أن صناعة الأخبار والمواد الترفيهية الغربية، وخاصة الأميركية، تقوم على ثلاثية الجنس والعنف والجريمة. من جهة أخرى، تجب الإشارة هنا إلى أن أطفالنا ببلوغهم الثامنة عشرة، يكونون قد قضوا أمام شاشة التلفاز وقتاً يفوق الوقت الذي أمضوه على مقاعد الدراسة.

من هنا تأتي أهمية موضوع التربية الإعلامية والوعي الإعلامي، حتى يعرف أفراد المجتمع كيف يتعاملون مع مختلف وسائل الإعلام وخاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف يستفيدون منها، وكيف يسخرونها لتنمية وتطوير معارفهم وثقافتهم.

فالتطور الذي عرفته البشرية عبر العصور، من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي إلى مجتمع معلوماتي، أدى إلى انتشار وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، ما أثر في طريقة تفكير البشر وتصرفاتهم وسلوكهم ونظرتهم للمجتمع الذي يعيشون فيه، وكذلك نظرتهم للآخرين

مقصود بالتربية الإعلامية، أو كما يسميها البعض بمحو الأمية الإعلامية، Media literacy، هو امتلاك المهارات والفهم والوعي الكامل للتعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، بوعي وذكاء ومسؤولية.

فالسبيل الأمثل لتحقيق التربية الإعلامية أو الوعي الإعلامي أو الثقافة الإعلامية، هو تدريس الإعلام في المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة كالجامعات، لحماية النشء من أضرار الإعلام، وتدريبهم على التفكير النقدي والتحليلي في تعاملهم مع المنتجات الإعلامية المختلفة، إذ تقوم التربية الإعلامية على الوعي بتأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع، وفهم عملية الاتصال الجماهيري، وتنمية مهارات واستراتيجيات تحليل ومناقشة الرسائل الإعلامية، وإدراك المحتوى الإعلامي، كعنصر يمد ويزود الأفراد ببعدهم الثقافي وانتمائهم الحضاري، وتنمية القدرة لديهم على فهم وتقدير المحتوى الإعلامي، والقدرة على إنتاج رسائل إعلامية فعالة ومؤثرة.

ولتحقيق التربية الإعلامية بنجاح، يجب أولاً تبني الفكرة والايمان بها والعمل على تحقيقها. وهنا يجب التركيز على الجهة المحورية والرئيسة في العملية، وهي المدرسة والجامعة. فالمطلوب هو إدماج موضوعات التربية الإعلامية ضمن المقررات الدراسية المختلفة، والمؤسسات الإعلامية مطالبة كذلك بالمساهمة في العملية.

أولياء الأمور من جهتهم، مطالبون بالاهتمام بتثقيف وتوجيه أبنائهم للتعامل الواعي والمسؤول مع وسائل الإعلام.

لماذا التربية الإعلامية؟ لأن الإعلام لم يعد في العصر الراهن وسيلة اخبار أو معرفة أو تسلية فقط، بل أصبح بوسائله الحديثة والمتنوعة أداة فاعلة في تشكيل المجتمعات وسلوكيات المتلقين لما يقدمه من عولمة فكرية وثقافية تهدف الى التغيير الاجتماعي والسياسي سواءً في الجوانب الايجابية أو السلبية، إذ بات الاعلام سلاحا ذا حدين لقدرته على تشكيل الرأي العام وصناعة الاحداث، الى جانب تأثيره اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ... مما جعل العالم الذي نعيش فيه ليس فقط قرية صغيرة كما يصفه الكثير، بل أصبح بيتاً واحداً يستطيع كل فرد فيه الاطلاع على ما يحدث عالمياً من أحداث.

وإن لم يكن العالم غرفة واحدة، أضحى كذلك جهازاً ذكيًّا ملء اليد ويحتضنه الجيب.

ومنذ انفجار الثورة المعلوماتية وانتشار التكنولوجيا العابرة للقارات والمخترقة للثقافات والحدود، دخل العالم مرحلة جديدة، وانطلق الإنسان في الفضاء الإلكتروني الهائل بالمعلومات والمعارف والأخبار والصور والأفكار، واطّلع عن كثب على كل ما يدور في العالم، ليقف الإنسان على التفاصيل ويشفي فضوله الفطري بالتعرف على كل ما يهمه، فيجد مبتغاه بنقرة بسيطة على موقع إلكتروني أو منصة اجتماعية يشارك ويتفاعل مع أصدقاء له لحظياً يتناقلون ما يحدث في مجتمعاتهم بالصوت والصورة ، في آخر بقعة من العالم، ربما يختلف معهم في كل شيء، اللغة والعرق والجغرافيا والتاريخ والثقافة والدين.

ان التدفق الهائل للمعلومات، خصوصاً بعد انتشار الانترنت في العالم، شكّل إرباكاً للمتلقي وتشتيتاً لانتباهه عن قضايا أساسية أو ربما مصيرية تمس حياته، ذلك أن الإعلام يذهب أحياناّ الى تسطيح الاخبار والمعلومات، أو الى تضخيمها أو تعميمها او قولبتها ..ألخ خدمة للسياسة القائمين عليه، والمتلقي لا يملك بالضرورة أدوات الوعي والإدراك اللازمة لسبر أغوار المعلومات التي يتلقاها من وسائل الإعلام المختلفة على مدار الساعة، وبالتالي فإن سيل المعلومات الهائل قد لا يعني مزيداً من التنوع، كما أن كثافة الأخبار قد لا تعني الحقيقة.

نعم نعيش اليوم في عالم تأتينا فيه المعلومات على مدار الساعة وبجميع الصيغ التي يمكن أن نفكر بها، مسموعة ومقروءة، وصور أو رسوم ثابتة أو متحركة أو فيديو. وهي معلومات تحمل قيم واتجاهات أولئك الذين أعدوها أو نقلوها من مصادر أخرى لتحقيق أهداف معينة.

وليست الخطورة في وجود هذا الكم الهائل من المعلومات، وإنما إمكانية الوصول إليها من قبل الأفراد من جميع الأعمار. ولذا، لم يعد للخصوصية مكان في عالم المعلومات المفتوح، فلا الجهات الرسمية تستطيع التحكم بها، ولا الكبار يمكنهم توجيهها زمانًا أو مكانًا كمًا أو كيفًا للأطفال أو اليافعين. في وقت أصبح فيه انتشار وسائل الإعلام وتعددها مع إمكانية الوصول السريع للخبر والتركيز الآني عليه أصبح في متناول الجميع. حتى بات الجميع يحملون العالم بكل ما فيه من ثقافات في هواتفهم المحمولة!

taasoleiman9@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :