facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأجداد والأحفاد .. محبة رغم صراع الأجيال واختلاف الأفكار


26-01-2020 11:47 PM

عمون - يحظى الجد والجدة بمكانة خاصة في حياة أطفالنا، فهما الملاذ والملجأ الحاني إذا ما قسا عليهم الآباء والأمهات، لكن قد يكون تدخلهما في تربية الطفل مصدرًا لإزعاج الوالدين نظرا لتدليلهما الزائد للحفيد، ورغبتهما الدائمة في التجاوز عن أخطائه.

والعلاقة التي تربط الأجداد بالأحفاد هي علاقة محبة تفوق التوقع، إذ يشكل الجدّان صورة أساسية لمرحلة الطفولة ودعامة للأسرة. فهما ينقلان للأحفاد الأمان العاطفي، ويمنحانهم الشعور بالحماية وكأنهما سور يمكنهم الاتكاء عليه، رغم أن بعض العلاقات لا تخلو من التشنجات والصدامات بين الجد والحفيد خصوصا فيما يعرف بصراع الأجيال واختلاف الأفكار والطباع.

فإلى أي مدى يؤثر تدخل الأجداد في تربية الطفل على تنشئته؟ وهل من سبيل للتوافق بين حزم الآباء وعطف الأجداد؟ نستعرض بعض التجارب الحياتية التي تظهر إيجابيات وسلبيات هذه العلاقة وطبيعتها:

الجد يدلل أحفاده ويبادر لحمايتهم

نادين غالب (35 عاما) تقطن مع والدتها، فهي جدة أولادها الثلاثة، تتذكر والدها الذي توفي منذ أشهر عدة وكيف كان يفرط في تدليلهم ويسعى لتلبية كل مطالبهم، وإذا ما أخطأ الأولاد وحاولت عقابهم يكون هو أول المبادرين للدفاع عنهم لحمايتهم من العقاب.

ولا تخفي نادين أن هذا الأمر كان يتسبب لها في ضيق شديد، ورغم ذلك تخجل من مطالبة الجد بعدم التدخل في تربية أولادها خشية أن يغضبه هذا الأمر. وتحاول معالجة أمور أطفالها الإيجابية والسلبية بعيدا عن الجدّين، ولا تمدح تصرفاتهم حتى لا يفرطا في المديح ولا تعاقبهم على أخطائهم حتى لا يفسدان ذلك أيضا، وتترك لهم الوقت يقضونه سوياً وتتصرف لاحقا مع أولادها.

ومع ذلك تؤكد نادين أن تعامل الأجداد مع الأحفاد له كثير من المميزات، إذ يمنح الأحفاد الأمان والاستقرار الأسري، ويمنحهم التواصل مع أصولهم ويهديهم النصيحة المغلفة بالحنان والعطف، والمدعمة بالخبرات السابقة.

الجيل الحديث مزاجي
أما السيدة أنطوانيت الخوري (والدة نادين) الجدة السبعينية، فتعتبر أن التربية اختلفت بين الجيل القديم والجيل الجديد أو جيل الإنترنت، وهنالك صعوبة في التعامل معه لأنه جيل مزاجي جدا، جيل مستقل ولا يحب السيطرة عليه.

لكن كونها معلمة مدرسة، ونتيجة لخبرتها في التعليم، استطاعت التعامل مع الأحفاد والتعاطي معهم، وعندما تتضايق منهم تعتمد أسلوب الصمت والتجاهل كنوع من العقاب. وتعترف بأن الاختلاف موجود بين التربية الحديثة والتربية القديمة.

وتشير إلى أن كثيرا من المشاكل التي تحدث بين الزوجين والتي ينعكس أثرها السلبي على تربية الأبناء، تحّل بكل سهولة من قبل الجدين بحكم خبرتهما في الحياة. كما أن الجد أفضل معلم للأحفاد، وصغار السن ينصتون لنصيحته أكثر من أي وسيلة إعلامية، لذلك فإن لوفاة جدهم الأثر العميق والحزين في حياتهم.

باختصار وجود الجد والجّدة عنصر إيجابي في حياة الأحفاد -ولو أن بعض الأهل لا يعجبهم هذا الأمر- كما أنهما يسهمان في تكوين شخصيتهم وترسيخ الذكريات الجميلة لديهم.

الأجداد والمشاركة في تربية الأطفال
تعتبر الجدة جميلة عيتاني الأحفاد قطعة من كبد الأجداد ولهم حق في تربيتهم، كما أن على الآباء أن يعطوا هذا الحق للأجداد، فالأحفاد هم حصاد العمر بالنسبة للأجداد وليس من حق الآباء أن يحرموا الأجداد من المشاركة في تربيتهم. وفي كثير من الأحيان تحصل مشاحنات بين الآباء والأجداد بشأن طرق التربية التي ينتهجها الوالدين مثل ضرب الأبناء بقسوة أمام الجدّين.

وتضيف "لا أقبل أبدا أن يجري ضرب أحفادي أمامي، فهذه تثير في نفسي الألم، وعلى بناتي أن يعرفن أن للأجداد خبرة بطرق التربية، ويجب أن نتفق على طريقة معينة لتكون التربية صحيحة وبعيدة عن التشنج الذي ينتج عنه تضارب الآراء حول تربيتهم".

بين تربية الأهل وتربية الأجداد
أما ابنتها غنى عيتاني فلها رأي مختلف، وتوضح أن تربية الأهل للأطفال تعتمد على المسؤولية على عكس الأجداد الذين يقدمون الحب والعطف ويجتهدون في جعل العلاقة وطيدة ومميزة، فمثلاً وهي تحاول تعليم أبنائها وفق أساليب التربية الحديثة والبيئة الحالية لا تفضّل أمها أن تعاقب أحدا أمامها فينشأ الخلاف، أو عندما يجري توبيخهم فلا تتقبله والدتها بتاتا وتعاتبها مطالبة بعدم الصراخ عليهم.

الطفل يرفض نصيحة والديه ويقبلها من أجداده
وتشير الاستشارية الأسرية كاترينا شاهين إلى أن ما يجذب الطفل للجدين هو تدليلهما له، كما أن عاطفة الأجداد تمنع الوالدين من معاقبة أبنائهم، وهذا أكثر ما يحبه الأطفال، مؤكدة أنه "لا يوجد أجداد هدفهم إفساد المنظومة التربوية للأب والأم، وإنما تنشأ تصرفاتهم من دافع الحب، فهم يكسرون قواعد الأب والأم بإغداق المشاعر، فيفسدون الأحفاد بالدلال الزائد".
يرفض الطفل نصيحة والديه أحيانا عندما تحمل توبيخا أو تهديدا، ويقبلها من أجداده لأن أسلوبهم يظهر بمودة وحب أكثر، لذلك على الأهل أن يمنحوا أطفالهم الأمان والحنان.

وتنهي حديثها بأن الأب والأم يعيشان الأبوة والأمومة مع أطفالهما بحلوها ومُرها، لكن الجدَّين يعيشان مع الأحفاد الأبوَّة والأمومة المتأخرة في حلوها فقط، أما الجانب المرّ فيتركانه للأب والأم، لذا يرى الأجداد في الأحفاد امتدادا طبيعيا لسلالتهم ومصدر سعادة وفخر في حياتهم.

وبدورهم، يجد الأحفاد في الأجداد الحضن الذي يعطيهم الإحساس بالأمان والانتماء. لذا وجود الجدّين في الأسرة هو بمثابة صمام الأمان بالنسبة للأحفاد، كما تقول الاستشارية الأسرية كاترينا. (الجزيرة)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :