facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المملكة الاردنية تغضب لكرامة فلسطين


أمل محي الدين الكردي
28-01-2020 12:34 PM

لم يدم قرار التقسيم الجائر قلب فلسطين وحدها بل في جميع قلوب العرب بأسرها وكان للمملكة الاردنية الهاشمية أثر بالغ من اعلان المفأجاة الاليمة صباح الاحد المنصرم على احر من الجمر وما كادت شمس اليوم المشؤم المشرق حتى كانت شوارع العاصمة عمان تغص بالجماهير وكأنهم يتسألون عن صحة ذلك النبأ المفجع على مر حقيقة راهنة أم انه ضرب من التكهنات والاشاعات والاخبار التي تفتقر الى اثبات .اذ ما كان يدور بخلدهم أن يطالب العالم العربي بأسره على الاعتراف بتلك الجريمة البشعة وتأتي الساعات الرهيبة حينما اتخذ تجار العاصمة وشبابها وطلابها وارباب الوجاهة فيها ويجتمعون ويحتشدون أمام المسجد الحسيني الكبير ثم تألف منهم موكب رهيب يتقدمه صغار الطلاب وهم ينشدون الاناشيد الوطنية ويهزجون بالاهازيج الحماسية ويرددون الهتافات العالية بحياة فلسطين وسقوط الصهيونية المجرمة .وقد ساروا الى فندق فيلادلفيا حيث قابلوا سعادة القائم بالاعمال المفوضية الاسبانية وحيوا حكومته الباسلة التي ابت ان تنضم الى تلك المنظمة الفاجرة التي اتخذت من المبادىء الديمقراطية ستاراً لتضليل العقول والتهويش على الامم والحكومات بغية الوصول الى اهداف غير نبيلة .وقد ابلغوه احتجاجهم الصارخ على قرار التجزئة وتأييدهم لعرب فلسطين في جهادهم المبرور .فأستقبلهم سعادته ببشاته ورحب بهم ووعدهم ان يرفع احتجاجهم الى المقامات المعنية.ثم عاد الموكب المهيب فأستأنف سيره الى ساحة البلدية حيث أنضم اليه الوف الخلائق وتوجهوا الى القنصلية اليونانية وكان العلم اليوناني يرفرف فوقها فأستقبلهم سعادة القنصل الفخري بحرارة وهنا تقدم احد المتظاهرين فأرتجل كلمة حماسية هنأ فيها اليونان الحرة على موقفها المشرف حيال القضية الفلسطينية وانتصارها للحق وتصويتها ضد مشروع التقسيم وما سيلحق بها من خسائر واضرار ثم تابع الموكب الشعبي سيره الى المفوضية اللبنانية حيث هتفوا بحياة لبنان الشقيق حكومة وشعباً واعربوا عن اعجابهم الكبير بمواقف الوفد اللبناني في منظمة الامم المتحدة وما قدمه من خدمات الى القضية العربية والى فلسطين خاصة ورحب بهم يوسف بيك نفاع قنصل اللبنان اجمل ترحيب وشكر لهم ما يحملوه من مشاعر وعواطف طيبة وشعور كريم ثم ساروا الى المفوضية العراقية والمصرية والتركية وفي اليوم الثاني أستأنفت المدينة المظاهرات الكبرى وفي اليوم التالي استمرت البلاد الاردنية وقد اجتمع مجلس الامة والقيت فيها الخطابات شديدة اللهجة من عاطفة منتقدة وشعور فياض وكان النفور كله حول فلسطين وما يترتب على البلاد العربية من الواجبات لأنقاذها وقد اعرب زعماء العشائر وشيوخ القبائل على استعدادهم للشهادة في سبيل فلسطين وتقديم عدد كبير من أبناء عشائرهم لهذا الغرض المقدس وكان من الخطباء شفيق بيك ارشيدات الذي قال بأننا لم نعد نؤمن بالسياسة والاعيبها وإن ساعة الخطر قد قد أتت وأن مستقبلنا مهدد وان شعبنا لا يقبل بأي مساومة دولية على حساب فلسطين وان اي حل لا يشمل على كامل حساب فلسطين ولا يمكن ان يرضى عنه الاردنيين ثم قال انه ليس علينا الا الجهاد والحرب والدمار ونريد حرباُ مقدسة ونرقب بفارغ الصبر رأي حكومتنا وعمل الجامعة العربية هذا
ما نشرته جريدة الجزيرة يوم الاثنين عام 1947العدد 1203 ونشر بنفس العدد للشاعر عبد المنعم الرفاعي قصيدة بعنوان فلسطين الدامية بين الجلاء والتقسيم وكان في حينها وكيل وزارة الخارجية وقال في مطلعها اتركي للطير أرجاء الحمى والضحايا لنسور الملعب -لا تبالي اي كفيك جنت -غلب المظلوم ام لم يغلب.
واليوم ونحن ونرى مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الاخرى تستشيط غضباً بعد الاعلان عن زيارة كوشنر لعدة محطات في الشرق الاوسط لحشد التأييد للخطة الامريكية المعروفة بصفقة القرن والذي عبرت عنه شخصيات فلسطينية ان ترامب يمضي غير ملتفت للمعارضة الفلسطينية ولم يدع احد الاطراف الاطلاع عليها. والخطة ما هي الا تصفية للقضية الفلسطينية من وجهة نظرهم وأنا برأيي الشخصي يجب أن يكون هناك استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة صفقة القرن .ونحن امام اسئلة كثيرة لماذا اختار ترامب هذا الوقت للاعلان عن صفقة القرن وهل هناك شيء متوقع للصالح الفلسطينين وما هي الخيارات المتوقعة في حال تم فرض صفقة القرن . هذه الصفقة هي نقطة تحول من شأن الى شأن في المنطقة ويرجعنا التاريخ ال ماضي وحاضر ومستقبل ،بعد قرن على وعد بلفور وسايكس بيكو نحن اليوم امام صفقة القرن للتصفية القضية وما اشبه اليوم بالأمس مع الفوارق البسيطة .
amalkurdi77@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :