facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خبصة كوشنر على خشبة المسرح


د. عديل الشرمان
29-01-2020 02:58 PM

لحظات من الترقب قبل إزاحة الستارة، حيث بدأ العرض، واعتلى خشبة المسرح الرئيسان، وفي المقابل جمهور من الكومبارس، جاءوا ليحضروا العرض الذي استمر لأكثر من ساعة من الزمن، في حين حضره ملايين العرب عبر شاشات التلفزيون، وتضمن مشاهد دعائية قصيرة تشبه المزاد، باع واشترى فيها الرئيسان ممتلكات للغير لا تقدر بثمن، وتخللها مرات عديدة من التصفيق، والذي لا يعدو كونه نوع من التلفيق والتطبيل والتمثيل، وكلاهما كان يصفق للآخر ويصدقه، ولا تبدو مشاهد العرض واقعية أو جدية، ولا تخرج عن كونها مشاهد درامية، حيث اعتلت وجهيهما ابتسامات وكأنها توحي بنوبات من الضحك تكاد تنفجر لتفسد العرض المسرحي.

يقف نتنياهو المنتشي على خشبة المسرح بفرح كبير،. ولم يكن قادرا على إخفاء مشاعر الفرح والابتهاج إلى جانب ترامب المغلوب والغالب على أمره، وينظر نتنياهو بين فترة وأخرى للحضور وباتجاه محدد، مطلقا ابتسامة خفيفة توحي بالانتصار، وبأنه كسب الرهان، واستطاع أن ينجح بدفع ترامب لاعتلاء خشبة المسرح، وإعلان خيانة القرن ووعد الجنون والمجون، البائس المشؤوم.

المتابع للعرض المسرحي ولتفاصيل المشاهد، يدرك تماما حجم الخيال الذي احتوته المشاهد، حيث كتب السيناريو أحادي الجانب بواسطة كاتب مبتدئ، وحديث الخبرة في إعداد السيناريوهات، ولم يقرأ صفحة من التاريخ، ولا يعرف مكانة القدس والأقصى لملايين الفلسطينيين أولا، وملايين العرب والمسلمين ثانيا، وتم تنفيذ العرض بطريقة تمثيلية حالمة وبعيدة عن الإتقان ربما لأن الخيال ذهب بعيدا بالمشاهد الساخرة غير الواقعية إلى حد استحالة التصديق، والتطبيق على أرض الواقع.

العرض المسرحي نجح بجمع ملايين العرب، واثارة اهتمامهم لمتابعته باعتباره يتناول واحدة من القضايا الحاضرة في أذهانهم، ومن المؤكد أن العرض أعاد بالقضية إلى المربع الأول في العقول والاذهان، وأظهر بشكل واضح كم تحظى هذه القضية من مكانة في نفوس الشباب والأطفال قبل الكبار، وكم تعني لكرامتهم، لتصل إلى قناعة مؤكدة أن جيوشا من الممثلين لا يمكن لهم أن يدفعوا بطفل عربي الى التخلي عن حفنة من تراب فلسطين، ولا عن ذرة من غبار القدس مهما طال الزمن.

تضمنت بعض المشاهد المسرحية اللعب بطريقة تمثيلية غارقة في الأوهام على أوتار الإغراء بالمال والمليارات، ونسوا من قاموا بأداء الأدوار، أن الشاب الفلسطيني، والعربي عموما يموت جوعا، ولا يتنازل عن حقه الذي يعني كرامته وحياته ومصيره وأمله، ونسوا أن حروبا داحسة شرسة وغبراء قامت بين العرب أنفسهم منذ القدم، واستمرت لعقود بسبب موقف، أو كلمة قالها أحدهم وجرحت مشاعر وكبرياء آخر، ونسوا أن الفلسطيني والعربي لا يعقدون الصفقات على حساب كرامتهم وقيمهم ومبادئهم، وأن العرب مهما ضعفوا، ومهما استكانوا، ومهما تكالبت عليهم المحن والأمم سيبقوا المعادلة الأصعب على مدى التاريخ، ولا يضيع لهم حق.

وتبقى الخطة وصمة القرن مجرد واحدة من مبادرات عديدة، لكنها الاسوأ، والاكثر سوادا، والاكثر خبثا وظلما وهضما للحقوق، والأقل جدية، وهي الأبعد عن الواقع، وتبقى مجرد رأي أحادي ضرره أكثر من نفعه، ولا أفق له، ولا يمكن اعتباره سوى هدية تهدد وتنذر بمزيد من تزاحم الأحداث والتطورات، وخبصة تشعل نار الفتنة والعنف وعدم الاستقرار، وأن القادم صادم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :