facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى المبدعة دلال ابو آمنة


د.هيا عاشور
03-02-2020 01:55 AM

منذ أربع سنوات أو أكثر سمعت صوتها لأول مرة، كانت بداية غربتي في موسكو، وانا اسمع أغاني عبر اليوتيوب صادفت صوتها الشجي غنت :"يا حادي العيس سلملي على امي" برداء ابيض وكأنها ملاك تحوم كغيمة غضة عبر شاشة الهاتف.
‏‎تماما كخنجر غرس في وجداني.. ذاك الصوت الملائكي.

‏‎لم احلم بحنية صوت، توصل لامي سلامي كما حملته الجميلة دلال ابو آمنة دون ان تعرف. وكم تراها حملت لأمهاتنا سلامات وقُبل على اليدين والجبين.

‏‎لربما دلال ابو آمنة حالة استثنائية ومحطة وجب علي ان اكتب عنها.. مثلما كتبت عن محطات كثيرة في رحلتي الطويلة هذه، من المدهش ان تشعر ان دلال تتنقل بخفة ورشاقة بين حنين بعيد فتصيبك تارة بمقتل الحنين، وجمال الأصالة بالصوت والغناء لتحملك بخفة لفلسطين .. فلسطين التي لم أرها الا بالصور وتنفستها فقط بصوت دلال ابو آمنة واحسستها بأبيات محمود درويش.

‏‎من المصادفات التي كانت تلحق غناء دلال ابو آمنة هاتفي الذي اتصل به على اخي في الولايات المتحدة الأمريكية بعد سماعها بأغنيتها: "منشان الله يا خويا"

‏‎حتى ان اخي كان يميز لهفتي وتهدج صوتي بعد سماعي فقط، بمرحبا، فيسعفني:" شو في؟ مالك شي، لازمك شي"

‏‎واهمس فقط: "اشتقتلك حبيبي" يأتي الشوق موجعا بعد صوت دلال ابو آمنة، يأتي حقيقيا وصادقا جدا، قويا ومتدفقا بعاطفة مرافقة لحالة.. اسميتها.. متلازمة غناء دلال ابو آمنة، ويأت صوتك وانت تتحدث بعد انفكاك من متلازمة حب دلال ابو آمنة، ممزوجا ببحة كبحة صوتها من كثر سجنك للعبرات ومن كثر صدق حبها المفعم بهذا الصوت الملائكي، يذوب كبرياؤك وتتقهقر شجاعتك امام موجة عالية من الحنية.. حتى انك تذوب انت من الحنية.

‏‎وبعد: صوتها غنته شوارع موسكو ومحطات المترو ورافق خطواتي بسماعات ارتديها انقطع بها عن العالم وابقى انا ودلال ابو آمنة فقط. رافق مقعدي في الغابة ورفعته تارة حتى وصل لاعالي أشجار الحور، رافق هطول الثلج الكثيف، ورافق أبحاثي وكتاباتي، رافق عزلتي، رافقني كُلي.

‏‎وفي الليالي التي يهجم بها الحنين عليّ، وبعد ان يلقي الليل عباءته السوداء اسمع صوتها.

‏‎"مرار الليالي بالقلب ما حلو .. ريحتهم في بالي.. اليرموك في بالي.. امتى فيك يحلو"

‏‎دلال ابو آمنة حالة ابداعية استثنائية تدهشك وتبقى متجمد الأطراف منعزلًا عن العالم غارقا امام امواج بحر عالية كبحر يافا، وحلاوة وانتعاش في الروح كحلاوة برتقال فلسطين.

‏‎هذه السيدة الجميلة والمتفردة جدا.. ادين لها برفقة مجانية لا تعلم عنها، بصداقة استثنائية، لا اعلم كيف سأسحب هذا الخنجر الذي غرس في وجداني مذ سماع صوتها اول مرة، ولربما الشفاء من صوتها بغرسه اكثر.

‏‎شكرا للجميلة جدا دلال ابو آمنة ..قُبل وتحيات من موسكو البهية لفلسطين الحبيبة.

‏‎من القلب سلام وتحية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :