قال تعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة ايه (8).
إن الله عزو جل لما علم أن الناس عاجزين عن رسم طريق السعادة لهم في الدنيا والآخرة ؛ فكان ارسال الرسل اليهم ليرشدوهم الى طريق السعادة ، فلم يكن الله ليتركهم بلا موجه يصحح مسار حياتهم فقال سبحانه (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الاسراء ايه (15) . فكلف الرسل بإبلاغ رسالات ربهم من لدن نوح عليه السلام إلى محمد عليه السلام خاتما به الرسلات فأرسله رحمة للعالمين قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الانبياء (107).
فأرسى العلاقات بين المسلمين وغيرهم من الناس على اساس من الرحمة وعدم الاعتداء ما دام هذا الآخر انضبط بما اورد الله تعالى في محكم تنزيله سبحانه : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة ايه (8).
فجاءت هذه الآية لتضع اسس للعلاقة بين المسلم وغيره ممن لم يقاتلك بسبب ايدلوجيا معلناً العداء لك ولم يخرجك من بلدك فلا مانع يمنعك أن تحسن اليه بمختلف أنواع المحاسن
وقد جاء في نهج البلاغة قول الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه في كتابه إلى مالك الأشتر )الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)
فما اروعها من عبارة وانت ترى كيف كان الرجال العظام والمبشرين بالجنة كأمثال الامام علي رضي الله عنه كيف فهم معنى رحمة للعالمين فهم بيت النبوة والاقرب للنبع الصافي الذي لم تختلط به أدراِن التعصب والجهل ، وانظروا كيف تلقف الغرب هذه العبارة وهو ما فعله كوفي انان امين عام الامم عندما اقترح على اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد دارسات طويلة، طرحت: هل هذه ترشح للتصويت؟ ومرّت عليها مراحل، ثم رُشِّحت للتصويت، وصوتت عليه الدول بأن العبارة: "أحد مصادر التشريع الدولي" .
نعم أنه الاسلام العظيم الرحمة المهداة لم يرفض الآخر بل حاوره وتواصل معه للعيش المشترك احترم حقوق الجوار والعلاقات الإنسانية والاردن خير مثال حي على ذلك .