facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أغلى بدلة


م. أشرف غسان مقطش
05-02-2020 05:57 PM

قبل نحو اثني عشر عاما، ذهبنا أنا وأحد اصدقائي لديرة سيتي مول في دبي للبحث عن "بدلة عرس" مناسبة له.

صديقي كان قادما للتو من مكان عمله أحد المشاريع الإنشائية التي يعمل بها. كان ينتعل "بسطارا" مزركشا بذرات الغبار، وحال ملابسه لا يشير لأحد إلا بأنه أحد المسؤولين عن العمال في المواقع الإنشائية إن لم يكن واحدا منهم رغم أنه مهندس "قد الدنيا".

أما أنا فحدث ولا حرج، فقد كنت مطلقا لحيتي العثة، منتعلا "الحفاية" تفوح منها رائحة قدمي المتعرقتين، مرتديا "شورتا" باليا رثا لا يوحي لأحد إلا بانني أحد المسؤولين عن عمال النظافة إن لم اكن أحدهم.

دخلنا أحد المحلات لإحدى العلامات التجارية العالمية، بادرنا العاملين فيه بالإبتسامة المشرقة، والتحيات الدافئة، والكلمات الطيبة، وإذا رد أحدكم علينا، كان أحدهم قد رد علينا.

كان في المحل زبونان بكامل أناقتهما، تفوح منهما رائحة الثراء الفاحش، يظهر العز على كل منهما "من راسه لساسه"، والنظارات الفخمة تعلو رأس كل منهما. وطبعا مدير المحل بنفسه الوقورة بشخصه الكريم يتجول معهما، يجيبهما على كل سؤال بلباقة وكياسة، يحاول قدر الإمكان إقناعهما بشراء اي شيء متوفر في المحل؛ فالزبونان "لقطة"، وإذا إلتقت نظراتنا أنا وصديقي بنظرات مدير المحل كان قد أشاح بوجهه عنا متجاهلا وجودنا ولسان حاله "معوضين".

وكلما نادينا على أحد العاملين في المبيعات تهرب منا باية حجة حتى لو بدت كأنها "حجة المفلس"، وإعتذر منا بأي عذر حتى لو بدا كأنه عذر اقبح من ذنب إخوة يوسف.

طالت المسألة، وإستطال الموقف، فضجر صديقي بداية ثم إستاء ثم إجتاحه الغضب الساطع أخيرا، فقال لي بنبرة حادة: "أشرف خلينا نطلع بكرامتنا"؛ فقلت له: "أعطيني (ديم) أتصرف"؛ فأجابني: "جو أهيد".

ذهبت إلى مدير المحل المرافق الشخصي للزبونين المحترمين؛ ولما رآني اقترب منه كان يبتعد بالزبونين عني رويدا رويدا، حتى صرت قاب قوسين أو أدنى من حضرة جنابه، وقلت له: "لو سمحت، وين منلاقي أغلى بدلة؟"

"أغلى بدلة؟؟؟" سالني مدير المحل مصدوما مذهولا مصعوقا بعد ما "جمط ريقه"!

"نعم، أغلى بدلة بكل المحل!" أجبته وإبتسامتي تتراقص على أطراف شواربي.

"تفضل تفضل يا مية أهلا وسهلا شرفتونا" رد علي مدير المحل بعدما ترك الزبونين مكانهما مثل تمثالي شمع لا حياة فيهما إذا نودي بهما يوم ينقر في الناقور، وسار معي مدير المحل بكل تواضع وإحترام وتقدير معتذرا لي عن تقصيره معنا بكل ما أوتي من عذر خبيث، وحجة ماكرة، وراح يستعرض لنا أنا وصديقي أنواع البدلات واسعارهن ومميزاتهن، باسطا لنا مختلف الالوان والموديلات، وصديقي فاغرا فمه لا يدري القصة من عنوانها مثل "الأطرش بالزفة".

يقولون: الكلمة الحلوة بتطلع الحية من جحرها؛ أما أنا فاقول: التعريفة الحمرا بتطلع الحنيش والحية من جحرهما.

و"سجل ئلبك للتاريخ ... مصاري مصاري" على رأي المغني محمد إسكندر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :