اوائل الثمانينات من القرن الماضي كنت ادخل الجامعة الاردنية موظفا في الامانة العامة للجامعة ..ثم في دائرة العلاقات العامة والاعلام حيث توليت مهمة سكرتير تحرير مجلة انباء الجامعة واستحدثت فيها زاوية بعنوان ضيف العدد ..ومن خلالها التقيت مع معظم القيادين في الجامعة..وذات يوم اتصلت بمكتب الاستاذ الدكتور محمد حمدان وكان عميدا لكلية العلوم والتقيته وكان خلال اللقاء مبتسما مبحرا بدراسته في الرياضيات وايام دراسته في جامعة سدني الاسترالية واشياء اخرى اعطت للقاء جمالا وادبا ومذاقا رائعا..وتوالت لقاءاتي بالمرحوم حمدان ايام كان رئيسا لجامعة اليرموك والهاشمية..وذات يوم اتصل بي الاستاذ الدكتور سليم صبري وكان يومها معارا من الجامعة الاردنية للعمل نائبا للرئيس في الجامعة الهاشمية وقال انه يريدني لامر ما والتقينا في يوم سبت في رحاب الجامعة الاردنية حيث اخبرني ان الدكتور محمد حمدان رئيس الجامعة الهاشمية يرغب في استعارتي من الجامعة الاردنية للعمل مديرا للعلاقات العامة والاعلام في الجامعة الهاشمية..لكنني شكرت الدكتور صبري والرئيس حمدان..واعتذرت بسبب رغبتي في مواصلة دراستي العلمية في الماجستير والدكتوراة وخوفا من ان يسيطر الق العمل الاداري على استكمال دراستي ..وذات يوم اقامت الجمعية الثقافية للشباب والطفولة ورشة عمل بالتعاون مع جامعة عمان الاهلية وطلبنا يومها رعاية معالي الدكتور محمد حمدان وكان وزيرا للتعليم العالي ومن محاسن الصدف في حفل الافتتاح ان يلتقي الشقيقان د.محمد و .د.ساري وكان رئيسا لجامعة عمان الاهلية كما هو اليوم وعلى نفس الطاولة وكانت سعادتي كبيرة بهذا اللقاء الجميل المتع وكان افتتاحا رائعا..والتقيت الدكتور محمد حمدان اكثر من مرة ايام عندما عملت محاضرا غير متفرغ في الجامعة العربية المفتوحة وايام كان وزيرا للتربية والتعليم وايام رئاسته لمجلس امناء جامعة ال البيت وايام كان عينا..كان في كل اللقاءات ودودا دمثا مبتسما متحليا بالبساطة والامل والطموح..
يرحل الاستاذ الدكتور محمد حمدان تظلله المحبة وسمعته الطيبة وطلبته الذين ينتشرون في رحاب المعمورة وزملائه الذين يمتدون على مسافات الوطن والعالم يذكرون بساطته وادبه وعلمه ومحبته..احر العزاء لعائلته واهله وكل من عرف هذا الانسان النبيل..رحمه الله واسكنه العليين من جنانه.