facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسواق الحرامية


د.حسين الخزاعي
30-12-2009 02:36 PM

التسكع و" القزدرة " هواية لطيفة وظريفة يكتشف من خلالها المتسكعون فنونا لا تخطر على البال ولا في الوجدان لهذا قررت التسكع في سوق " الحرامية" المعروف على لسانة العامة " الجورة " . ولمن لا يعرف هذه السوق او يسمع به واشك في ذلك ، فانها تقع في منطقة سقف السيل القريب من وسط المدينة وسوق الطلياني وموقف باصات سحاب ومادبا والقطرانة وسوق الملابس الاوروبية والدشاديش المغربية والحجازية والاكسسوارات التقليدية والتوابل الهندية وسوق الفواكه والخضار وملتقى بائعي الطيور والارانب والاوز والدجاج البلدي البياض .

التسكع في هذا السوق يدفعك لتذكر ادوات شطبت من قوائم الاستخدام ، ماكينات خياطه ونحاسيات وفضيات وخزائن واطقم كنب وطربيزات وادوات قديمة " انتيكه " اصبحت تراثية ، وتجد بضائع حديثة جدا وموبايلات وماكينات تصوير ومسجلات وكمبيوترات وديسكات وسيدهات وغيرها من الاجهزة الحيوية المستعمله والجديدة ، وتجد ان البسطات تحولت الى محلات صغيرة كل محل فيها متخصص في بيع نوع من انواع البضائع .

نعترف بوجود سوق الحرامية ، ولا نتحرج بالذهاب الى هذه السوق لأننا نذهب بأمان واطمئنان لأن من يعمل فيها اصبح لديه الخبرة والدراية في معرفة وتحديد " الحرامية " الذين ياتون للسوق لبيع بضائعهم التي يسرقونها فيطردونهم من السوق ، لانهم يريدون تغيير هذه التسمية وهذه الصورة النمطية التي علقت في اذهان الناس منذ عقود من الزمن بسبب ضبط بضائع مسروقة فيه . ونجح كل من يعمل في هذه السوق في طرد اللصوص او تسليمهم للامن العام والبحث الجنائي لمعاقبتهم .

سؤال يجول في خاطري ، لو تجولنا في العديد من الوزارات والدوائر والمؤسسات والجامعات ، ما هي اصناف الحرامية الموجودين فيها ، وكم عددهم ومواصفاتهم ، للاجابة على هذا التساؤل وباستخدام منهج الملاحظة المباشرة فاننا سنلاحظ في هذه الاسواق صنفان من الحرامية ، الصنف الاول ديجتال " سوبر " ، وهذا الصنف يمثل فئة من بعض الامناء والمدراء العامين او المدراء ورؤساء الاقسام ورؤساء الاقسام ، وهؤلاء هبطوا في المظلات على هذه المؤسسات والمديريات بفضل " براشوتات " شلة من اللصوص الفاسدين الذين دعمومهم واوصلوهم الى هذه المراكز واصبحو يتربعون على كراسي المديريات والاقسام وهم لا يملكون المؤهلات والشهادات والخبرات التي تؤهلهم لذلك ، كراسي اختلوسوها بفضل المحسوبية والواسطة واستجداء المناصب وغنم المكاسب وتسجيل المواقف وشراء الذمم " ودعم الفاسدين لهم ، اما الصنف الثاني من الحرامية وهم فئة الموظفين " الاغرار " ، اي المبتدئين وهؤلاء ينتشرون في (59) مؤسسة ودائرة مستقلة تمارس التعيين العشوائي المزاجي الاسترضائي حيث قامت هذه الدوائر واستجابة لضغوط الفاسدين والمفسدين في سلب ونهب حقوق الاخرين وتعيين ( 24 ) ألف موظف خارج إطار الخدمة المدنية منهم ( 17 ) ألف مستواهم التعليمي اقل من الثانوية العامة ، وثلاثة آلاف يحملون شهادة توجيهي ناجح ، وألف وخمسمائة من حَملة شهادة الدبلوم المتوسط ، هل يختلف قاريء ومتابع بان هذه المؤسسات اصبحت مرتع خصب لسرقة الوظائف ومنحها للفاسدين الذين سرقوا هذه الوظائف ولم يحترموا مبدأ العدالة والمنافسة بين افراد المجتمع .
انني واذ اكتب عن سوق الحرامية الموجود في وسط البلد اؤكد لكم ان هذا السوق يلفظ الحرامية ويعلن برائته منهم ، فمتى سنحتفل بأعلان برائتنا وطردنا ووقوفنا حيطا منيعا امام لصوص الكراسي والمناصب المتربعين على كراسي وثيره وهم في داخل انفسهم يعرفون بان الكراسي التي يجلسون عليها وصوا اليها بطرق التوائية ممجوجة ، والسخيف والمخيف ان من يجلسون على هذه الكراسي يقنعون غيرهم بانهم الخبراء المبدعون ، ولا يدرون بانهم لو تركوا لجدارتهم وكفائتهم وعبقريتهم لبقوا غارقين في مؤخرة الصفوف او في الصفوف المؤخرة ، واعتذر للقراء الافاضل لاستخدامي كلمة " مؤخرة " ولكن للظرورة احكام ، والاحكام تستدعي بان نُذكِر الذين يدعمون الفاسدين ما هي مخرجات " المؤخرة " .

وبعد ،،، اي منصب في الحكومه من موظف مبتدأ الى رئيس قسم او مدير او امين عام يجب ان يأخذ في عين الاعتبار العدالة والمؤهل والخبرة ، نتمنى ان نرى خطوات فعليه تقنع المجتمع بان هناك حراك فعلي حكومي للتغيير وان لا نفاجأ بان المعينيين تم تعيينهم من مؤخرات الصفوف لاغراض الاسترضاء والاسترخاء في زمن نحن احوج فيه الى الابداع والابتكار والانجاز ، هل ميثاق الشرف الذي وقعت عليه الحكومة ووضع قواعد سلوك خاصة برئيس الوزراء والوزراء للحؤول دون استغلالهم الوظيفة العامة لمصالح شخصية سيتم تعميمه على جميع المسؤولين في كافة الوزارات والدوائر والمؤسسات والجامعات ؟وهل سيلفظ هؤلاء المسترخون المتربعون على الكراسي ؟ ! هل سيضع حدا لسياسات الاسترضاء وبوس اللحى وتبني المنافقين غير المؤهلين ؟! وكم احزن عندما اسمع وارى بان فئة من المتسلقين المفلسين وجدت طريقها وتسللت الى الجامعات واحتكرت عمادات الكليات التي من المفترض ان تكون منارات للفكر واحتضان المبدعين !وكم اشفق على من لا يحترم شهادته العلمية ويقضي جل وقته باحثا عن فاسد لكي يوصله الى منصب وهو غير جدير به .

Ohok1960@yahoo.com

الكاتب استاذ مشارك – تخصص علم اجتماع / جامعة البلقاء التطبيقية





  • 1 دهش الليبراعي 31-12-2009 | 05:36 PM

    ودعنا ""عام الزراعه"" 2009 بخروج صاحبة الصون والعفاف الانسه ""حاكوره"" من منزل ذويها والبحث مازال جاريا عنها ونستقبل عام ""التنميه السياسيه"" 2010 والله يستر على مين الدور تايضيع هاي السنه.

    دهش الليبراعي

  • 2 بلادي 31-12-2009 | 07:55 PM

    لا اريد التعليق على الموضوع ولكن تعليقي يتعلق بالعنوان واقترح ان نسميه بسوق الشرفاء لانهم يكدحون ويجدون في كسب لقمة العيش في حين ان الحرامية الحقيقيون هم من يلهط الملايين ومن ثم يخرجوا منها مثل الشعرة من العجينه؟؟؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :