facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جائزة التميز الحكومي العربي وتطلعات الإدارة العربية


الدكتور ناصر القحطاني
11-02-2020 11:52 AM

تتسابق الأمم والدول من أجل استشراف المستقبل، وتهيئة بناها التحتية للتغيرات الجوهرية التي تطرأ على مفهوم دور الحكومة وما ينتظره المواطنون منها على مختلف المستويات، بما في ذلك الأداء، وعلاقة الحكومات بمواطنيها، لضمان تقديم خدمات سهلة وسريعة تلبي الاحتياجات وترقى للتطلعات.
أحد أهم أوجه التنافس في العالم اليوم، يرتبط بهذا الجانب، من حيث قدرة الحكومات على التميز في تقديم الخدمات وقدرتها على التطوير والتحسين المستمرين، ومناسبة المعايير التي تطورها، بشكل يواكب التغيرات على مستوى التكنولوجيا، وتطور خدمات الإنترنت، بما يحقق اختصار الوقت والجهد والإجراءات، هذا التوجه الجديد لدور الحكومات يعد تحولاً عالمياً تستفيد منه الشعوب في كل مكان، في دولهم أو خلال زيارتهم أو إقامتهم أو تلقيهم للتعليم أو استثمارهم في دول أخرى، وذلك عندما يكون معيار الخدمات الحكومية وجودتها، ركيزة محورية في استقطاب العقول وجذب المواهب.
من هذا المنطلق تبرز أهمية جائزة التميز الحكومي العربي، التي يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتنظم بالشراكة بين المنظمة العربية للتنمية الإدارية – جامعة الدول العربية وحكومة دولة الإمارات، وغايتها تحفيز الحكومات العربية، ووزاراتها ومؤسساتها وقياداتها وموظفيها، على إحداث نقلة نوعيّة في صناعة العمل الحكومي، وصياغة فكر قيادي إيجابي قائم على التميز في تقديم الخدمة، وتطوير العمل وفقاً لأفضل المعايير الإدارية، ولأفضل الممارسات في الأداء الحكومي، كما تهدف الجائزة إلى نقل التجارب والخبرات العربية الأكثر تميزاً إلى بقية الدول العربية.
جائزة التميز الحكومي العربي التي تم إطلاقها في جامعة الدول العربية، بحضور معالي أمين عام الجامعة وعدد من الوزراء العرب، تؤكد أن أمام العرب تحديات كبيرة، تحتاج إلى العمل المشترك وتبادل الخبرات، في تطوير مستوى أداء المؤسسات، وبناء القدرات الحكومية وتزويدها بالمهارات اللازمة لتحقيق التميز الذي تتطلع إليه الشعوب العربية.
نحن نلاحظ الشكوى في العالم العربي من ترهّل بعض الإدارات الحكومية، وتراجع مستوى الخدمات، والروتين، وضياع الوقت، وتبديد الإمكانات والموارد، وضعف مستوى الخدمة وجودتها، رغم أن العالم العربي يزخر بالخبرات الإنسانية، والموارد البشرية والطبيعية، والكفاءات القادرة على تطوير آليات العمل المؤسسي، من أجل بناء حكومات عربية قادرة على خدمة المواطن العربي بشكل يتناسب وتوقعاته.
من خلال جائزة التميز الحكومي العربي، نسعى لتحفيز أصحاب التجارب المتميزة والاستثنائية في العمل الحكومي، على مستوى المؤسسات والأفراد، وما يدعو للتفاؤل أنه تم تسجيل أكثر من (4800) طلب تسجيل حتى الآن من مختلف الدول العربية لفئات الجائزة ال ((15، كما تستمر أمانة الجائزة في استقبال الترشيحات، ونحن على ثقة أن الترشيحات سيرتفع عددها لوجود قصص تميز عربية استثنائية عديدة، وللحرص الكبير لدى الكثير للمشاركة في هذه الجائزة المهمة.
لقد بذل فريق عمل الجائزة جهداً رائعاً للتعريف بالجائزة وفئاتها ومعاييرها، حيث تم تنفيذ أكثر من (12) ندوة تعريفية للجائزة في (12) عاصمة عربية، استفاد منها أكثر من (1000) مشارك من المسؤولين في أغلب الدول العربية، كما حرصت إدارة الجائزة على أن تكون فئات الجائزة متنوعة بما يتيح الفرصة للمشاركة في كل الفئات، من أجل إصلاح مناهج العمل الحكومي، وبث الروح التنافسية الإيجابية من أجل أداء متميز، وللتخلص من ثقافة الركود والاستسلام لأنماط إدارية حكومية لم تعد مناسبة للمتغيرات المعاصرة في هذا العالم المتغير بشكل مستمر.
وهنا، والحديث عن جائزة التميز الحكومي العربي، لا بد أن نتوقف عند مسيرة التميز الحكومي في المملكة الأردنية الهاشمية التي أثبتت قدرتها في تقديم تجربة متجددة ومتميزة، لأنها من الدول العربية التي تتمتع بمورد بشري نوعي، عدا عن مؤشرات الصحة والتعليم وعدد الجامعات، والتخصصات، ونوعيتها، ومعايير التنافسية ما يجعل تطوير أداء المؤسسات الحكومية الأردنية مهمة ناجحة.
قد كانت عمّان من بين العواصم العربية التي عقد فيها فريق عمل الجائزة، ندوة تعريفية بحضور أكثر من (100) جهة حكومية، دعت خلالها معالي ياسرة غوشة وزيرة الدولة لتطوير الأداء المؤسسي، كل القطاعات الأردنية للمشاركة بالجائزة، وأشارت يومها إلى أن إطلاق هذه الجائزة يعبّر عن الحرص الرسمي العربي على التطوير والتحسين والتميز الإداري في الوطن العربي، ويخلق فكراً قيادياً إيجابياً لدى القطاعات الحكومية.
ختاماً، لقد أصبح من المسلمات التنموية أنه لا يمكن تحقيق أهداف التنمية الشاملة بدون إدارة فاعلة، وأن المورد البشري المؤهل شرط أساس للإدارة الفاعلة، وأن الأداء المؤسسي الذي يخضع لحوكمة فاعلة مطلب وشرط أساس للتوظيف الأمثل للموارد. من هنا تأتي أهمية جائزة التميز الحكومي العربي التي تشكل- من خلال معاييرها - خارطة طريق لتحقيق تطلعات الإدارة العربية ... تطلعات يأتي في مقدمها الأداء المتميز للمؤسسات العربية والعاملين فيها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :