facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استشراف مستقبل الحكومات


المحامي عبد اللطيف العواملة
15-02-2020 02:18 AM

استشراف المستقبل ليس التنبؤ به و حسب بل اكثر من ذلك . فبينما يكون التنبؤ محاولة معرفة ما ستؤول اليه الامور في مجال معين كالتكنولوجيا مثلا ، فان استشراف المستقبل هو التأثير فيه عن طريق دعم توجهات معينة من الان تؤدي الى حصول نتائج مرغوبة. فمثلا قد يكون التوجه العالمي نحو استخدام السيارات ذاتية القيادة ، و هو كذلك ، فتقوم الحكومة من الان بالاستعداد عن طريق تهيئة البنية التحتية في كل طريق او شارع جديد و البدء في التفكير في القوانين و السياسات الواجب تعديلها للموائمة المستقبلية ، كالتأمين مثلا.

تقوم الحكومات حول العالم بمحاولات جادة لاستشراف المستقبل في كل مجال تقريبا و معرفة التوجهات العالمية لها وذلك من اجل تأهية الظروف الملائمة اما لاستغلال الفرص او مواجهة التحديات . العملية علمية و منهجية و ليست كالتننجيم او العرافة . و قد شكلت الدول هيئات و لجان او حتى في بعضها وزارات تعنى بهذه الدراسات و تقديم النصح و المشورة لمؤسسات الدولة و قطاعاتها الرئيسية.

الاتجاهات الكبرى حول العالم واضحة و على رأسها استخدامات اوسع للتكنولوجيا في كل مجال ، و التوجه نحو الطاقة النظيفة و الاقتصاد الاخضر المبنى على اعادة التدوير لجميع المواد ، ارتفاع كبير في متوسط العمر و ما له من انعكاسات هائلة على شكل التقاعد و الرعاية الصحية ، تركيز اكبر على المهارات بدلا من الشهادات العلمية ، و الفروقات الكبيرة في اجيال ما بعد الالفية عن ما قبلها من حيث انماط الحياة . كل هذه و غيرها من التوجهات المتوقع حدوثها خلال الخمسين عاما القادمة ستشكل قفزات هائلة في قطاعات الحياة الرئيسية كالتعليم و الصحة و النقل و العمل و الاسكان اضافة الى تغييرات جوهرية في طريقة تفكير الناس و قيمهم و انماط حياتهم .

معظم الحكومات لا زالت غير جاهزة للتعامل مع المستقبل و لكن الكثير منها قد بدأ. قد تكون نقطة البداية هي تشكيل مجالس للمستقبل في القطاعات الحيوية من باحثين و صناع سياسات بمشاركة من الحكومة و القطاع الخاص لتشكيل صورة مستقبلية يمكن التعامل معها. قال الرئيس الاميريكي ابراهام لنكولن ان افضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي ان تصنعه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :