التنزه في الكرك .. خيارات ضيقة والمتاح لا يسر
28-02-2020 11:43 PM
عمون – محمد الخوالدة - يحفز استقرار الحالة الجوية وميل درجة الحرارة للارتفاع واكتساء الخلاء رداء ربيعيا اخضر ، كما هو الحال في مثل هذا الوقت من كل عام وخاصة ايام عطلهم الاسر الكركية لكسر رتابة الحياة اليومية بتنظيم رحلات للتنزه كل وفق قدرته المالية .
فالاسر "المتبحبحه" ماليا تشد الرحال الى العقبة او الى حمامات ماعين او الى بعض مناطق شمال المملكة ذات المحتوى الطبيعي اللافت ، اما الاسر الاخرى فيلزمها ضيق ذات اليد باقتصار رحلتها وتجنبا لزيادة التكلفة المالية لاقرب مكان يتوفر فيه بعض من مقومات الماء والخضراء ، والخيارات هنا يشير مواطنون محدودة ، فمحافظة الكرك على سعتها ليس من خيار امام مواطنيها للتنزه سوى التوجه الى سيل الكرك او الى منطقة العينا وغابة اليوبيل وبعض خيارات اخرى ضيقة ، وما يقال ان جميع الاماكن المتاحة غير مواتىة لتنزه يوفر ادنى حدود الامتاع .
والحديث عن اماكن التنزه في محافظة الكرك يلفت بالضرورة الى الحالة التي عليها تلك الاماكن ، فهي تفتقر لادنى مقوم يساعد المتنزه في امضاء وقت مؤنس ، فالنظافة ان لم تكن غائبة نهائيا فهي شبه ذلك ، ثم لا خدمات ولا مرافق يضطر لها المتنزه بالتاكيد ، وهنا يسجل اللوم على بلديات المحافظة والادارة السياحية فيها.
وبرغبة مواطنين نعطي في هذه المتابعة خصوصية لمنطقة اغوار الكرك حيث جانب طويل ممتد من شاطى البحر الميت الشرقي ، ولحيوية المنطقة نفرد لها مساحة ارحب من القول ، بمقارنة تفرض ذاتها ، اذ شتان ما بين الحالة التي عليها شواطىء البحر الميت في منطقة الزارة فما بعد باتجاه الاغوار الشمالية ، ففي حين لايولي صانع القرار السياحي والترويحي ادنى اهتمام بشواطىء اغوار الكرك ، فان جارتها الشمالية في انعم حال واهدأ بال ، فكل مافي شواطىء اغوار الكرك رمال وصخور وحجارة وبقايا شجيرات ذاوية ومخلفات بشرية من كل نوع ، ثم بالكاد يجد المتنزه فيها ولو حيزا متواضعا لافتراشه ، وقد يضطر المتنزه مكرها لمغادرة المكان والعودة لتوه الى حيث اتى ، مدفوعا اضافة لرداءة المكان باسراب الذباب التي تدهمه ملوثة طعامه وشرابه وكل اشيائه ، اما شواطىء الشمال ففنادق وشاليهات راقية تجتذب علية القوم .
يلفت مواطنون من ابناء منطقة اغوار الكرك ومن مواطني المحافظة بشكل عام الى ان مطالب تطوير شاطىء البحر الميت في الاغوار وتحديثه ليكون بسوية امتداده الشمالي ، ظل مطلبا قائما منذ عقود ، وفي هذا خدمة لمحافظة الكرك ، والاهم تنشيط الحركة السياحية في منطقة الاغوار لانعاش اقتصادياتها ، وتوفير فرص العمل لابنائها الذين يهدد مستقبل شبابهم بطالة متصاعدة وفقر مدقع تخطت نسبة المتأثرين به من ابناء المنطقة وفق دراسات اجريت حاجز ال(50) بالمئة ، نسبة مقلقة يراها عارفون بشؤون التنمية الاقتصادية ، بل هي في تقدير هؤلاء الى ارتفاع ، ما يقتضي علاجا اعتبروا التنمية السياحية احد اذرعه الاساسية .