facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعريب قيادة الجيش .. فصل من قصة بناء وطن


أحمد معن القضاة
29-02-2020 01:21 PM

قرار تعريب قيادة الجيش الذي اتخذه الحسين، طيب الله ثراه، في الأول من آذار عام 1956م هو قرار سيادي رغم الصعوبات التي كانت تواجه الأردن آنذاك، ولكن الحسين كان يمتلك شخصية القائد الذي يسعى إلى النهوض بدولته والحفاظ على بعدها العروبي القومي.
ولقراءة الحدث بعمقه التاريخي لا بد من وضع مجموعة من الحقائق بالحسبان، فقبل الإعلان عن تعريب قيادة الجيش، كانت إسرائيل تحاول إرسال رسائل لدول المنطقة بأن خطوط الهدنة القائمة ليست حدوداً حقيقية، و كانت كتيبة (101 ) في جيش العدو الصهيوني بقيادة الملازم أرائيل شارون بالدخول إلى القرى القريبة من خط الهدنة، مثل قلقيليا، و قتل من فيها ومن ثم نسف البيوت لكي لا يبقى أثر للمنطقة على الإطلاق، واستمر الأمر لمدة ثلاث سنوات من عام 1952 إلى عام 1955، وهنا أدرك جلالة الملك الحسين بأن القيادة البريطانية للجيش والمعاهدة البريطانية لم يعد لها أي فائدة، فهي لم تحمِ الأردن من الخطر الاسرائيلي.
ورأى الحسين في ظهور موجة القومية العربية سبباً مسانداً لقراره بتعريب قيادة الجيش، مع إدراكه أن موازين القوة قد اختلفت بعد الحرب العالمية الثانية وظهرت قوى دولية جديدة تتمثل بكل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي.
وكان شعور جلالة الملك الحسين بأن الشعب الأردني سيقف معه في خطوته الخطيرة المتمثلة في تعريب قيادة الجيش، وكان يؤمن أن تماسك الجبهة الداخلية مهم في مثل هذه المفاصل التاريخية المهمة.
حظي قرار الحسين بمباركة عربية، وكان خطوة جريئة لاقت القبول لدى الدول العربية، فبعد إعلان القرار تم استقبل جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه بحفاوه كبيرة في نابلس وفي ذلك الوقت كتب أنور السادات، الذي أصبح فيما بعد رئيساً لمصر، في جريدة الأهرام مقالاً بعنوان "ألا سلمت يداك يا حسين".
واستطاع الجيش العربي منذ تعريب قيادته إلى اليوم تحقيق الإنجازات، فحافظ على التراب الأردني في معركة الكرامة، وحافظ على الدولة في أحداث أيلول عام 1970، واستطاع الحفاظ على الحدود الأردنية سالمة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من حين لآخر، وآخرها في وجه موجة الإرهاب التي اجتاحت المنطقة مع انطلاق ما يعرف بالربيع العربي.
واستطاع جلالة الملك عبد الله الثاني تحديث الجيش وتطويره، ليكون جيشنا في مقدمة دول المنطقة من حيث الكفاءة والتجهيز.
وما زالت يداك يا حسين ترفع لها الأعلام فخرا وعزاً بقائد عربي هاشمي أردني نذر حياته فداء لرفعة امته وعز وطنه وشعبه.
رحم الله جلالة الملك الباني وأدام الله عز راعي النهضة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وأطال الله في عمره.
أحمد معن القضاة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :