facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طاهر المصري .. الرائد الذي لم ولن يكذب أهله


د. عادل يعقوب الشمايله
02-03-2020 09:48 AM

في رسالته المعنونة " رسالة الى الشعب الفلسطيني" خرج طاهر المصري بلباس القائد العسكري التاريخي، ولكن بدون ترس وبدون خوذة وبدون درع لأنها عدة وعتاد من يخشون على أنفسهم. خرج طاهر المصري السياسي المثقف الشريف المسالم، بشجاعة نادرة، كاتبا برمحه شهادته عن القرن العربي الردئ. شهادة مدججة بالوطنية والغيرة والغضب ورصانة الامل.

تناول الكاتب في رسالته الثائرة، والتي بالتأكيد ليست حائرة، الاسباب التي ادت الى صفعة القرن على وجوه العرب جميعا، ومآلات الصفعة على العرب جميعا.

لم يبرأ طاهر المصري، الشعب الفلسطيني من المسؤولية، وهذا ما يبعد عنه تهمتي تحميل العرب وحدهم المسؤولية، وأنه من مجموعة القائلين " اذهب انت وربك فقاتلا اننا هنا قاعدون". كما لم يبرأ معظم القيادات الفلسطينية التي رفضت رفضا قاطعا منذ اوائل القرن الماضي الاحتكام الى العقل والعلم ووسائلهما في مواجهة عدو مدجج بالعقل والعلم ووسائلهما. قيادات رفضت ان تضع ثقتها بالإمكانات النضالية الهائلة للشعب الفلسطيني، وآثرت بدلا من ذلك، الانحياز إلى معرشات الانظمة العربية العسكرية الانقلابية المصنعة في عواصم الدول المستعمرة التي انشأت الكيان الصهيوني ايضا، والرهان على وعودها الخادعة المتخاذلة. مما مكن تلك الأنظمة الاستبدادية الواهنة المخادعة، من العبث بحاضر العرب ومستقبلهم، مستندة الى شرعية مزورة اكتسبتها مقابل شعارات تحرير فلسطين، بصكوك التفويض والتقديس لهم، الممهورة بتواقيع من اختطفوا ارادة الشعب الفلسطيني من سياسيين وكتاب وشعراء وائمة مساجد ووجهاء.

لقد رسم طاهر المصري في رسالته الى صاحب السيادة الحقيقي، من يملك السيادة لا من يدعيها، وهو الشعب الفلسطيني، شعب الجبارين، طريق النجاة من بيت عنكبوت صفقة القرن. وبين انه ان الاوان لرمي "لهايات الاطفال" من افواه ابناء هذا الشعب، والتي برع مغتصبوا قيادته وتسييره، من فلسطينيين وباقي الحكومات العربية تسكينه بل تخديره بها، كلما أن من قتل أو اضطهاد أو غربة وضياع.

نجح طاهر المصري، وهو يكتب رسالته، بل وهو يرسم لوحته الأشهر، في إظهار بقع الدم الفلسطيني متناثرة عليها حيث مواقع ووقائع النتوءات القزمية الانفصالية، والتشنجات السياسية والمذهبية والعرقية والطائفية والقبلية التي استأثرت بالاهتمام حتى العبادة خلال قرن من الزمان، رامية بكل المرتكزات الفكرية الحضارية ووحدة المصالح والتحديات والطموحات التي كان يجب ان يقوم عليها مشروع الولايات العربية المتحدة. كما تم توريط الامة بتنفيذ الاستراتيجية التي وضعها قادة اسرائيل الهادفة لاظهار الصراع على ارض فلسطين بانه صراع ديني بين يهود العالم والمسلمين في البدايات، ثم حولوه الى صراع واسع النطاق يضم المسيحيين البروتسانت الذين اصبحوا يؤمنون بأن المسيح، لن يعود ويهبط الا على الهيكل حيث المقدسات الاسلامية في القدس، مع ان القدس كلها مقدسة، والقدس كلها ترحب به وتتطلع الى عودته كما جاء من قبل، رسولا للسلام والمحبة. فاندفعت فئات بعضها خدع والبعض الاخر باعت دينها ودنياها لتستخدم الدين الاسلامي في صراع دموي ارهابي على مساحة العالم كله ليقابل الارهاب الصهيوني المدعوم من فئة محدودة من المسيحيين المسيسين. وهكذا علا وتمدد جدار المواجهة لتختبأ اسرائيل خلفه آمنة اكثر من غيرها، ولتتعمق الاهات العربية كلما تعاظم حجم التهديد وخطورته.

لقد ان للشعب الفلسطيني ان يدرك، ان افراد الشعوب العربية والاسلامية لا يملكون سوى قلوبهم لدعمهم. أما السيوف فإنها متوارية في أغمادها، المعلقة بأحزمة الحكام "الغير معنيين حقيقة" بالقضية الفلسطينية، الا عند كتابة البيانات الختامية لاجتماعات البزنس السياسية. قلوب العرب والمسلمين ودعائهم لم تسترجع لحد الان سنتمترا من ارض فلسطين ولن تسترجع. لذا فإن على الفلسطينيين ممن يكتنزون حب فلسطين قدر حب طاهر المصري، ان يدركوا ان عبء التحرير يقع عليهم أولا، وهذا يتطلب ان يتحولوا إلى نماذج أسطورية في التضحية بعد تحطيم القيود التي صدأت على معاصمهم، مستعينين بقلوب وضمائر احرار العالم الذين يمتلكون القدرة على الحركة وحرية التعبير. فهم افعل في نصرة الفلسطينين ممن عداهم. هؤلاء الاحرار المستقلين عن دوافع وحسابات سياسات حكوماتهم، لم ينالوا الاهتمام الكافي، لا من القيادات الفلسطينية ولا من افراد الشعب الفلسطيني المتميزين المستنيرين. لذلك، فإن من واجب الشباب الفلسطيني الواعي المتحضر الذي يعيش في البلدان المتحضرة الحرة، ان يشاؤوا، فيمدوا اياديهم وقلوبهم وعقولهم لهؤلاء الأحرار ، الذين يفهمون ويجيدون الإجابة على اسئلة "الحق والعدالة والحرية والإنصاف" التي اشار اليها طاهر المصري، وان ينشأوا معا، جيش الحكمة والانسانية والعدالة المقدام، لاعادة الحق لاصحابه، ولانقاذ الفلسطينيين واليهود معا، من البغاة، ومن بغي ترهات واحلام عفا عليها الزمن. مستعينين بوسائل الاعلام المستقلة، وموظفين آليات التواصل الاجتماعي برسائل عصرية راقية المضمون. واخيرا، لا بد ان تذكرنا رسالة طاهر المصري القائدة الموحدة للشعب الفلسطيني المتشظي حاليا، الجوهرية في معانيها، الصادقة في مراميها، العارفة بدهاليز السياسة وجسورها، رسالة الرائد التي بعثها من قلبه، إلى من هم في قلبه، بهذه الابيات من قصيدة لحكيم عربي.

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم/
ولا سراة اذا جهالهم سادوا
اذا تولى سراة الناس امرهم/
نما على ذاك امر القوم وازدادوا
كيف الرشاد اذا ما كنت في نفر/
أبعدهم عن الرشد اغلال واقياد
والبيت لا يبتنى الا له عمد/ ولا عماد اذا لم ترسى اوتاد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :