facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الموضوع فيه إنّ"


د.خليل ابوسليم
07-01-2010 03:05 AM

عاتبني بعض الأصدقاء متسائلين بإستغراب عن عدم مواصلتي الكتابة كما وعدتهم بذلك سابقا، حاولت الإجابة بدبلوماسية متناهية وتغيير الموضوع، إلى أن فاجأني أحدهم بالقول: ما بالك هذه المرة على غير عادتك لم تكن صريحا وجريئا كما عهدناك من قبل، فقلت يا صديقي إنني للحقيقة أمارس الحرد الكتابي منذ فترة، لأسباب قد لا أتمكن من وضعها على الطاولة، فقال أنا أعرف أن هناك شيئا يسمى الحرد السياسي أو الحرد الإجتماعي، أما الحرد الكتابي فهذا مصطلح جديد قد لا يكون مفهوما أو معروفا لدى الكثيرين، وعلى ذلك فإن في الموضوع إنّ.

طبعا عبارته تلك أثارت شجوني - وقد تثير سجوني لاحقاً - وبادرته قائلا: هل تعرف القصة التي تقول إنّ في الموضوع إنّ؟ فقال هاتها ومنك نستفيد، ومن هنا أبدا مقالي هذا لأوضح للقارىْ الكريم تلك الحكاية، علها تكسر طوق الحرد الذي طوقني، وتجيب للبعض عني.
كثيرا ما نقول: الموضوع فيه إنّ - القصة فيها إنّ - الحكاية فيها إنّ!! فما أصل هذه العبارة؟ ومن أين جاءت؟

يُقال إن أصل العبارة يرجع إلى رواية طريفة مصدرها مدينة حلب، حيث جاء فيها أن رجلا أسمه علي بن منقذ هرب من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما، فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى إبن منقذ رسالة يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب، ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بعلي بن منقذ فكتب له رسالة عادية جدا، ولكنه أورد في نهايتها "إنّ شاء الله تعالى" بتشديد النون، فأدرك ابن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، ويذكره بقول الله تعالى: "إنّ الملأ يأتمرون بك" فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة: "إنّا الخادم المقر بالأنعام". ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى: "إنا لن ندخلها ابداً ما داموا فيها" وعلم أن إبن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس.

ومن هنا صار استعمال (إنّ) دلالة على الشك وسوء النية.

وعلى ذلك فإنني لا أعرف بعد إن كنا سندخلها أو إن بقي لنا مكان فيها ما داموا يسرحون ويمرحون ويقررون فيها، ولعلي أترك للقارىْ الكريم لكي يضع أكثر من (إنّ) أمام الكثير مما جرى وما زال يجري ويصر البعض على إجرائه بمسميات فيها الكثير من إنّ، وللحديث بقية من إنّ.
kalilabosaleem@yahoo.com





  • 1 ZERO 07-01-2010 | 12:31 PM

    موضوع رائع جداً..وشكراً

  • 2 متابع 07-01-2010 | 01:23 PM

    شكرا للكاتب على توضيح اصل هذه الحكاية التي نسمعها باستمرار ولا نعرف من اين جاءت او لماذا تستخدم واعتقد ان رسالتك قد وصلت للقارىء

  • 3 البدور 07-01-2010 | 01:29 PM

    مقال رائع جداً, يحمل طابع المتعة والحكمة ممزوج بأسلوبك الذي يقول:كأن ما تكتبه فيه "إنّ",و"إنّ" من نوع جديد..

  • 4 بسمه عبدالله 07-01-2010 | 02:47 PM

    بالفعل هذه العبارة دارجة و نرددها دائمآ ولانعرف مصدرها ..

    اعجبتني القصه بقدر مااعجبتني فطنتهم وشدة نباهتهم !

    كل الشكـــر لك ..

  • 5 ابو قيس 07-01-2010 | 02:57 PM

    مقالك الرائع يا ابو سليمان فيه الف إنّ وإنّ،ماان تنتهي من إنّ الا وفتحت لك إنّ، واسمحلي أن اقول لك إنّ في النفس بعضا من إنّ،اولها ابتعادك عنا، فلا تحاول الهرب منالان في هروبك إنّ، اعرف انك لا تستطيع مواجهة الحيتان والمتنفذين لكن وجودك فيه بعض من إنّ،اما إنّ التي جعلتك تئن فهي يا صديقي تطوق الكثيرين مناونحن نئن منها مثما انت تئن، وإنّ غدا لناظره قريب

  • 6 مغترب 07-01-2010 | 03:17 PM

    الصديق العزيز دكتور خليل، عرفتك مقاتلا شرسا لا تخشى احدا وفي حديثي معك اوردت اكثر من مئةإنّ، حيث قلت إنّ
    التعيينات بهذه الطريقة فيها إنّ، ومكافحة الفسادايضا فيها الف إنّ، ومواثيق السلوك تحوي مليون إنّ، والتنفيعات لها نصيب من إنّ، والتوريث السياسي فيه إنّ وإنَ، واذكر إنك ختمت مازحا بقولك إنّ العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحين قتلانا وفيها لديك ايضا إنّ
    لماذا لا تضع النقاط على الحروف فكثيرون لا يعرفون من إن الا انها من أخوات إنّ التي نصبت المبتدأ ورفعت الخبر وفي الحالتين المنصوب والمرفوع هو المواطن

  • 7 حسين 07-01-2010 | 03:54 PM

    والله مقالك فيه إنّ وإنّ، ومن يدرك إنّ الاولى لا يدرك إن الثانية، اعجبني المقال مثلما اعجبني الاسلوب المعبر فشكرا للكاتب اللطيف وشكرا لعمون

  • 8 احمد/سوريا 07-01-2010 | 06:29 PM

    وينك دكتور اشتئنالك هون، وينك ما عم نسمع منك، مقالك حلو من زمان ما شفنالك شي

  • 9 سلطيه 08-01-2010 | 02:45 AM

    ماشاء الله عليك وعلى مقالك- بس فعلا موضوعك فيه

  • 10 احمد ابوسليم 08-01-2010 | 02:50 AM

    كل الشكر للدكتور ابوسليم على هذه الاضاءة التي اصبحت حقيقة على ارض الواقع

  • 11 جزازي 08-01-2010 | 02:22 PM

    تسلم العشيرة اللي انت منها والله انك مفخرة للاردن والسلط وعشيرتك اللي بتعتز بيك

  • 12 سومااااااا 08-01-2010 | 08:45 PM

    كل الشكر والتقدير لك أستاذي الغالي أبو سليم على مقالك الرائع والذي ينمي عن احساس عالي في الذوق والرقي من قبلكم نحو القراء وهذا ليس بالمستغرب حقيقة من أستاذ رائع وخلوق كخليل احببت وبكل صدق ذوقك الراقي في أنتقاء المقالات الرائعه كل الامنيات الصادقه لك بالتوفيق في مستقبلك المهني وكل الامنيات بالسعاده لك ..


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :