facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكاوي بنت/ استقلالية


31-05-2007 03:00 AM

من الصعب أن أنسى كيف قضيت وقتي يوم رغبت البكاء في حضن لا يسألني صاحبه عن سبب البكاء.. وكان يكفيني أن أشعر وأنا أسترق السمع إلى نبضات قلبه بأنني وجدت وطناً.. لكنني لم أجد ذلك الحضن .. لذا أذكر جيداً أنني أفنيت ساعة وانا أدعو دمعتي أن لا تفر من عيني حتى أجد مكاناً في بيتي أبكي فيه دون أن يتدخل أحدهم في شأني.. فكل ماكان ينقصني ركن يجعلني في سلامة من تدخل سائل عن حالي.. ولأن الدمع لن يتوقف على مشارف عيني حتى أجد ذلك الركن أسرعت نحو "الحمّام" أو التواليت بلغة "موديرن" فهو المكان الوحيد الذي يمكنني أن أبكي فيه طويلاً براحة واطمئنان.. كما أنني كنت أيام المراهقة ألجأ إليه لأتعلم كيف أضع مساحيق التجميل التي تجد والدتي أنه من المعيب أن أتعلم وضعها قبل أن أقترن برجل لأنها تجد أن زينة المرأة هي لزوجها فقط.. وأن عرش الرحمن يهتز إذا خرجت امراة غير متزوجة من بيتها بزينتها.. فكنت حتى أنجو برغبتي من القمع أتعلم فن التزيين بنفسي دون معين لأحافظ على خصوصية أفكاري التي ترفض أن يرتبط اهتمامي بنفسي لأجل الرجل وحسب.
واليوم سيرون من المعيب أن أبكي لأنه من المستهجن على من كبر واعتمد على نفسه أن يمر بلحظة ضعف..
وبيت القصيد في كل هذا ليست هذه الأفكار بحد ذاتها.. لكنه في أن أقضي ساعات وأنا أبحث عن مكان أخفي فيه دمعتي.. لأننا في مجتمع لا يعترف بالاستقلالية.. فكلنا أوصياء على بعض.. وكلنا يعتقد أن ترياق الحياة بحوزته.. فكنت ومازلت أحتاج العيش بمعزل عن انطباعات من حولي ورؤيتهم للحياة..
أكتب ذلك وأعلم أنني لست الوحيدة التي تستعين بـ "الحمّام" لتبكي وتحلم وأعلم أنه سر لا يروق للكثيرين البوح به لكنه واقع.. فنحن في مجتمع لا يسمح لنا أن نسعى نحن النساء في أي وقت كان كما الرجال لنلهو وننسى آلامنا بعيداً عن البيت.. وهنا أرجو أن يفسر معنى اللهو بمعنى اللهو البريء.. فإن ضاقت بنا الاعراف والتقاليد لماذا لا تتسع لنا بيوتنا وأحضان الأهل الذين لم يحمّلوا أنفسهم مؤنة تقبل أننا نحيا ويحق لنا أن نحيا باستقلالية إلى جوار مشاعرهم.. فمشاعرهم تغمرنا لتغرقنا في حين ان الله فطرهم على تلك المشاعر لتغمرنا فنحيا.. ولا يكون ذلك إلا بالاستقلالية التي لم يتفهمها الأهل بعد.. وألخصها بالمطالبة بأن يُحترم نبض قلوبنا ونوبات ضعفنا ودمعنا وأن تقابل بحضن حانٍ لا بالأسئلة التي تطوقنا لتحتل خصوصياتنا.
hakaweebent@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :