facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التبرع للجامعات الاردنية: اين نحن من العالم؟


د. عبد المهدي السودي
01-06-2007 03:00 AM

لقد لفت انتباهي تبرع احد خريجي جامعة شيكاغوا بمبلغ 100 مليون دولار لجامعة شيكاغو وهي الجامعة التي تخرج منها عرفانا بما قدمته له الجامعة من علم ومعرفة مكنته من تكوين ثروته علما بأنه لم يتلق اي منحة من تلك الجامعة اثناء دراسته فيها. وهذه المنحة ما هي الا جزء صغير من هبات وتبرعات كبيرة تقدمها الاوساط الشعبية من اغنياء وشركات ومؤسسات في الولايات المتحدة الامريكية للجامعات كل عام. وسوف تستخدم جامعة شيكاغوا هذا المبلغ السخي لتقديم منح كاملة لحوالي 800 ومنح جزئية لحوالي 400 طالب وطالبة من ذوي الدخل المحدود كل عام. وقد بلغ مجموع التبرعات التي تلقتها الجامعات الامريكية العام الماضي 28 بليون دولار وجاءت جامعة ستانفورد في المرتية الاولى من بين الجامعات التي تلقت تبرعات في العام الماضي وبلغت 911 مليون دولار بينما جاءت جامعة كولمبيا في المرتبة الثانية وحصلت على 400 مليون من متبرع واحد. وقد ركزت الجامعات الامريكية في السنوات الاخيرة على الحصول على تبرعات كبيرة بدلا من رفع الرسوم. ولاعطاء فكرة للقراء الاردنيين عن مستوى الدخل في امريكا فقد حددت جامعة شيكاغو دخل الاسرة لمن يستحق منحة كاملة بحوالي 60 الف دولار ودخل من يستحق منحة جزئية بحدود 75 الف دولار.
ولم تعطي الجامعة معلومات او تفاصيل عن المتبرع واكتفت بالقول انه احد خريجيها في الثمانسنات وانه جاء من اسرة متواضعة الدخل ولكنه لم يطلب منحه من الجامعة خلال دراسته فيها. وقد ذكر المتبرع ان حياته قد تغيرت نتيجة لنوعية الدراسة التي تلقاها في تلك الجامعة وانه اراد تقديم ذلك المبلغ ليساعد الطلاب الفقراء على اكمال دراستهم بغض النظر عن امكانياتهم المادية وقدرتهم على دفع الرسوم الجامعية.

وقد تسلمت الجامعة الاردنية وغيرها من الجامعات في بداية تأسيسها هبات وتبرعات من بعض الشخصيات الوطنية ساهمت في بناء بعض القاعات والمدرجات وقدم اخرون بعض الجوائز والهبات ولكننا لا نزال بحاجة الى المزيد من دعم اهل الخير والاغنياء واصحاب المال والشركات للمساهمة في حل الازمة المالية الخانقة لجميع الجامعاتهي اليوم بحاجة لمزيد من الدعم والتبرعات والهبات لتغطية العجز المتفاقم في الميزانيات ولتتمكن من تحسين نوعية التدريس والخدمات وتزويد مختبراتها باحدث الالات والمعدات لتقدم للاردن اقضل الخريجين والخريجات في جميع التخصصات.
انه من الصعب على الجامعات ان تخرج للشعب تستجدي الحسنة والهبات ولكنني اعترف ان من اهم واجباتها تكثيف الجهود على مستوى الرأي العام والاتصال بالاغنياء واصحاب الثروات لتشرح لهم ما يمكن ان يقدموه لمساعدة الطلاب والطالبات وبخاصة الفقراء منهم ولتمويل بعض البرامج واجهزة الكبيتور والحاسبات لتي تحتاجها الاقسام العلمية والكليات وان توضح لهم بأن تلك الاموال سوف تذهب خصيصا لعملية تحسين مستوى التدريس والاداء وتقديم المنح والهبات لطلابها من الفقراء ولن يذهب اي منها للاغراض الادارية او تحسين رواتب الاساتذة او العاملين في الجامعات.
والسؤال الذي نطرحه هنا هو اين اغنياء الاردن من التبرع لجامعاتنا؟ اين كل تلك المؤسسات الخيرية والزكاة والبر والاحسان والمحسنين والشركات الكبرى ورجال المال والاعمال والمستثمرين والاثرياء؟ اين كل المليونيرات الذين تخرج الكثير منهم ومن ابنائهم من هذه الجامعات او يرغبون في اتمام ابنائهم الدراسة فيها؟
ان تحسين مستوى الدراسة ونوعية الخدمات هو من مسؤولية تلك الجامعات وهي قادرة على ذلك لو سمح لها برفع الرسوم على الطلاب والطالبات. ولكن رفع الرسوم وكما يعلم الجميع سوف يجعل التعليم في الاردن مقصورا على ابناء الاغنياء. ولذلك فان من اهم اسباب تدني نوعية التعليم والخدمات في الجامعات بالاضافة الى الفساد الاداري هو النقص الكبير في مصادر التمويل وضعف المخصصات لميزانية الجامعات. ان رفع الرسوم ليس خيارا مطروحا على الساحة الاردنية في ظل الفقر الذي تعاني منه نسبة كبيرة من الاسر الاردنية. وكما لا يخفى على احد انه ولولا المكرمة الملكية للجيش والتربية والتي كثر الحديث عنها مؤخرا وطالب البعض عن جهل بالغائها لما تمكن الاف الطلاب من الارياف الاردنية والبادية وفقراء المدن من الدخول للجامعات. كيف يمكن لجندي او معلم مدرسة ان يدفع رسوم واحد من ابنائه فما بالك وكل واحد منهم لديه ثلاثة او اربعة ابناء او بنات يدرسون في الجامعات في نفس الوقت؟ انني اعتقد ان المكرمة الملكية هي من الامور المقدسة التي لا يجب ان يتحدث عنها اي اردني الا بالزيادة والمباركة والاستمرار. ان الجنود والضباط في مختلف وحدات الجيش والاجهزة الامنية لا يعرفون الاستثمار ولا الثراء ولا البنوك الا للحصول على القروض لتساعهم على سد احتياجاتهم الضرورية. ولذلك فليسمح لنا الاغنياء وبعض المنظرين ويكفوا عن الدعوة لانشاء البنوك الجامعية التي يعلمون انها لن تخدم ابناء الجيش والقوى الامنية المشغولة ليل نهار على امن هذا البلد دون التفكير في الربح والفوئد والنسب المؤية. وليقدموا بدلا من ذلك بعض التبرعات من عوائد اموالهم التي جمعوها في ظل حماية الجيش والاجهزة الامنية. لبقدموا بعضا مما رزفهم الله من ثروات على الشكل الذي يفضلونه زطاة او هبات او تبرعات لهذه الجامعات لتحسين نوعية التعليم ولتمكينها من تقديم المنح والقروض للفقراء من الطلاب في جميع مراحل الدراسة الجامعية.
لقد عملت الحكومة على تشجيع التبرع للجامعات وجعلت تلك المبالغ معفية من ضريبة الدخل وبالتالي فان من واجب الاثرياء التبرع للجانعات ومن واجب الجامعات الخروج للمجتمع وتكثيف اتصالاتها بالمؤسسات والشركات والاثرياء وتعريفهم بكل الطرق والوسائل التي يمنكنه ان يقدموا تبرعاتهم وبالمشروعات التي يمكن ان يساهمون بالتبرع لها كما ان من واجبها انشاء صناديق للزكاة وحث المواطنين من خلال كليات الشريعة للتبرع لها على اعتبار ان التبرع للجامعات يفتح بابا كبيرا للصدقات الجارية لايقل اجرا عن التبرع لبناء دور العبادة من كنائس ومساجد ووقفيات.

...................................................................................
الاستاذ الدكتور السودي/استاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الاردنية
البريد الالكتروني alsoudis@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :