facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فن إدارة الأزمات


خليل أمجد حدادين
15-04-2020 07:40 PM

تاريخيا، اول ظهور لمصطلح الأزمة في زمن الاغريقين يعود الى مجال العلوم الطبية " كرينو" أي نقطة التحول" وهي البعد الذي يتحول فيها المريض الى الأفضل او الاسوأ خلال فترة زمنية قصيرة". في حين أن مصطلح الأزمة في اللغة الصينية مكون من كلمتين الخطر والكلمة الأخرى هي الفرصة.
الأزمات بمختلف أنواعها السياسية، الاقتصادية الاجتماعية، البيئية والصحية في عالم السياسات يرتبط حضورها بعنصر المفاجأة التي يندرج تحتها عوامل الضغط وعدم الجاهزية بالإضافة الى الوقت المحدود لاتخاذ القرار للحد من الخسائر، هذه العوامل التي تفرض على قادة السياسات في الدول في ظل ضبابية الموقف وقلة المعلومات الى فرض نوع من الخيارات التي تتسم بتنازلات قاسية في محاولة الى إعادة فرض التوازن بأقل الخسائر. هذا التنازلات لإعادة التوازن قد تكون عامل لاتخاذ قرار خاطئ قد لا تكون الدول لها القدرة على تحمل تبعاته.
إن فايروس كورونا والذي صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء في شهر فبراير يمتاز بقدرته الكامنة على الانتشار السريع العابر للحدود، حيث أن هذه القدرة سببت نوعين من الأزمات، الأزمة الصحية التي الى الآن تعجز أفضل النظم الصحية على مجابهته والأزمة الاقتصادية التي ستفوق حتما أثار الأزمة العالمية في 2007 التي لا يزال الكثير من الاقتصادات العالمية تعاني من تبعاتها.
فايروس كورونا الذي انطلق من مدينة ووهان وعلى الرغم من الإنكار الواضح للدولة الصينية في البدايات تحول الى اعتراف من رأس الدولة الصينية بانها أزمة تشكل خطرا وعلينا الخروج منها بفرص تجعلنا أقوى، هذا الاعتراف الضمني الذي حول مدينة ووهان الاقتصادية الى خلية أزمة لسياسة صينية مدعومة بمنظمة الصحة العالمية رفضت الخضوع للفيروس ومنطلق المؤامرة وتسليم الأمر للسوق وسياسة مناعة القطيع، حيث تم فرض إجراءات قاسية قد لا يكون لها مثيل بالتاريخ جعل مدينة ووهان مدينة أشباح لفترة ليست بالقصيرة..
نجاح السياسات الصينية الصحية درئت الخطر بشكل كبير من المنظومة الصحية الصينية وحولتها الى أقرب ما يسمى ب "الفرصة الاقتصادية"، حيث أن أي قارئ التاريخ الصيني سيرى القدرة العظيمة للصين باستغلال الأزمات وتحويلها إلى فرص، وأزمة الكورونا لا تختلف عن سابقتها حيث تحاول الصين تنفيذ سياسات اقتصادية ستساهم في فرض نوع من القوة الاقتصادية في محاولة ناعمة منها لإعادة التشكيل العالمي السياسي الاقتصادي وقيادتها في ارجاء المعمورة.
في الوقت التي كانت مصارعة الفيروس في ووهان بأقل ما يقال مستعرة، كـان في عمان عاصمة المملكة الأردنية وعلى بعد مئات الالف من الاميال مركز أزمات يجهز سيناريوهات لوصول الفايروس لتكون الأردن الدولة العربية الأولى التي ترسل طائرة أقل ما يقال عنها ملكية لتنفيذ حق العودة الى البلاد الذي كفله دستورنا لمواطنينا العالقين في ووهان غير متناسين في نفس الوقت العديد من أشقانا العرب.
هذه الخطوة الأولى المباركة في مشوار الألف ميل لمواجهة انتشار الفيروس تلتها العديد من الخطوات الكبيرة المشابهة لإجراءات النموذج الصيني أبرزها فرض قانون الدفاع الذي جعل حظر التجوال الكامل والجزئي بشكل قاس لم يتعود عليه الأردنيين منذ مدة طويلة.
هذه الإجراءات الحكومية الناجحة بقيادة رئيسها وبشهادة الكثير من معارضيها وعلى الرغم من قسوتها وحصول بعض الأخطاء ساهمت نوعا ما في ازالة الكثير من اللغط والتوتر والإشاعات الى حد ضيق فجوة الثقة بين الحكومة والشعب الذي كان يصيب المجتمع الأردني عند حصول أي أزمات. لدرجة أصبح الأردنيون في موعد أشبه بالغرامي مع التلفاز الساعة الثامنة لمتابعة اخر الأخبار عن كورونا من وجهين جادين قريبين للقلب أحداهما دبلوماسي وإعلامي والأخر من أبناء المؤسسة العسكرية قبل خدمتهما كوزيرين.
ماذا بعد؟
على الرغم من اننا حاليا في خضم الحرب الدائرة ضد الفايروس، الا أن الإجراءات الأردنية المتخذة الذي وضع الأنسان الأردني كأولوية منذ اللحظة الأولى تعطينا الأمل باننا متجهون إلى نصر قريب صحيا، الا أن هذه الأولوية فرض على الدولة الأردنية خيارات وضغوطات وتنازلات اقتصادية حالية ومستقبلية عبر صدمات كبيرة شكلتها أزمة الوباء لقطاعات اقتصادية معينة.
هذه الضغوطات تفرض الى جهد موازي للجهد الصحي يجب يبدأ منذ الأن من ناحية صناع السياسات الاقتصادية لأن هذا الأزمة الغير التقليدية لن تنفع معها الحلول التقليدية الاقتصادية، خصوصا بسبب التحول الاقتصادي الاستهلاكي الذي وجد خلال الازمة حيث اننا الان كما ابرزت أزمة الكورونا صحيا نموذج فريد من قوة المؤسسات الأردنية العامة و الخاصة فأننا بحاجة الى بناء النموذج الأردني الاقتصادي لتحقيق نوع من الاستجابات على مستوى السياسات بعيدا عن حسابات وتقارير ما قبل الكورونا من خلال تضامن الجميع عبر تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ولن يحدث هذا الا عبر إنشاء مثلث البرمودا المكون من السياسة النقدية والسياسة المالية والقطاع الخاص حيث ان هذا المثلث بترابطه سيكون الاقدر على وضع التصور الكامل للإجراءات إعادة توجيه الاقتصاد الى الطريق السليم.
القادم سيكون صعب على الأردن والأردنيين لكن اعذرينا يا أرض فأن العاشقين لا يغيرون من يعشقون. هذا البلد خلق من رحم الازمات وكلنا ثقة بمركز أزماتنا، قواتنا العسكرية، كوادرنا الصحية، جنودنا المجهولين وبوعي شعبنا العظيم باننا سنكون الأقدر على اجتياز هذه الأزمة.
حمى الله الأردن وقيادته والإنسانية جمعاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :