facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحتاج لبنية تحتية ذكية


حسن الشوبكي
23-01-2010 05:24 AM

لم تتسبب السيول ومياه الأمطار المتدفقة عبر وادي اليتم مطلع الاسبوع الماضي في أي حالة وفاة كما حدث قبل بضع سنوات، لكن هشاشة البنية التحتية في محافظة العقبة وغيرها من محافظات المملكة تطل برأسها علينا كلما زاد حجم الهطول المطري قليلا مقارنة بمستويات الامطار المتوقعة.

وفي موازاة تلك الصورة المقلقة، يجب أن لا تمر تصريحات محافظ العقبة الدكتور زيد الزريقات من دون تمحيص، فالمسؤول الابرز في هذه المحافظة ذات المنطقة الخاصة يحذر من أن "البنى التحتية في المدينة مهددة بالانجراف"، ومدلولات هذا الكلام خطيرة، وتتساوق معها الطبيعة الهشة لتلك البنية التحتية، فخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات تمر عبر وادي اليتم لتغذية مدينة العقبة.

آن الاوان للتفكير جديا في حماية البنية التحتية في العقبة وسواها من المدن والقرى الاردنية من مخاطر الانجراف وتهديد السيول، وحانت لحظة إنشاء قناة وسدود ترابية في تلك المناطق لتغيير مجرى السيل وتبديده قبيل وصوله الى مدينة العقبة وما يترتب على ذلك من خسائر لا سيما في المناطق القريبة من المطار وفي منطقة الشامية تحديدا.

وتمكنت مياه الامطار -بسبب هشاشة البنية التحتية وضعف هندستها- من مداهمة 33 منزلا في العقبة، وحدثت عمليات إخلاء واسعة لمئات المواطنين في المحافظة وباقي المناطق الاردنية، وتكرر مشهد تراكم مياه الامطار وتعذر حركة الافراد والمركبات على الطرق في كل من السلط ومعان والطفيلة وغيرها.

ويستمر تكرار المشهد ذاته، فالابتهال لا يتوقف من أجل أن يمنحنا الله غيثا وفيرا، وبمجرد هطول هذا الخير، تقع البنية التحتية من شوارع وأقنية وأسوار وطرق في اختبارات قاسية يدفع ثمنها المواطنون وسط ارتباك الاجهزة الرسمية، التي كانت بمنأى عن عمليات الاخلاء الكثيرة، وهذا الارتجال من اجل ان تضع ام مولودها في ظل انغلاق الطرق وتعذر الوصول الى المستشفيات، ويبدو الامر اكثر تعقيدا عندما نعرف ان بنية تحتية بأكملها مهددة بالانجراف لمدينة اردنية من المفترض ان تكون منافسة على الصعيد الاقتصادي المحلي والاقليمي.

وبحثا عن حل، فلا بد من إعادة صياغة أنماط العمل في الطرق والشوارع وإنشاء الاقنية والسدود ومجرى مياه الامطار، وإعادة الصياغة تلك يجب أن تشمل صميم عمل أمانة عمان والبلديات ووزارة الاشغال العامة وشركات الكهرباء والمياه والاتصالات، حتى لا تكون البنية التحتية في بلادنا عرضة للدمار والخراب، ويجب أن تترافق مع جهود تلك الجهات اجراءات شفافة للمراقبة والمحاسبة لا سيما من يتهاون بأرواح الناس وبسمعة وتنافسية الاقتصاد.

كل من سنحت له الفرصة لزيارة بلد غربي متقدم في فصل الشتاء، يلاحظ من دون أدنى شك ذكاء التخطيط للبنية التحتية، بل ويندهش من براعة الاساليب التي يتم بموجبها تحويل مياه الامطار من دون خسائر تذكر، وكذلك عدم غرق الطرق العامة في أنهار موزعة هنا وهناك تتسبب لدينا في أعطال للسيارات وارتباك للمواطنين، علاوة على أضرار لا حصر لها، وأتساءل هنا، متى سيحاول المسؤولون والمخططون والمهندسون لدينا الاستفادة من تلك الصورة الحضارية والعلمية للبنية التحتية قبل وخلال وبعد هطول الامطار، والتي يشاهدونها في سفراتهم المديدة ولكنهم سرعان ما يتناسونها بمجرد ان تطأ اقدامهم مطار عمان في رحلة العودة.

صحيح ان البنية التحتية في الاردن تنافس الى حد بعيد ما هو موجود في دول عربية عديدة، ولكن الارتهان الى ذلك لا يكفي، فثمة مشاكل يكشفها الشتاء بحاجة الى حلول جذرية، فالبنية التحتية عنوان اساس في تنافسية الاقتصاد، وأتمنى ان اسمع صدى علميا مقنعا لصوت الزريقات القادم من الثغر الباسم.


الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :