أعلن العلماء في بدايات الوباء أن فيروس كوفيد-19 تحصل له طفرات بطيئة وأنه أكثر ثباتا من فيروس الإنفلونزا. بناء على دراسة تم إجراؤها مؤخرامن قبل علماء بريطانيين وألمان من جامعة كامبردج باستخدام طريقة Phylogenetic network analysis حيث وجدوا أن فيروس كوفيد-19 ليس فقط قادرا على إحداث طفرات جينية سريعة ولكن لديه القدرة لأن يتحور إلى ثلاثة أنواع وهي A, B, C.
النوع A وهو الأقرب للفيروس الذي عزل من الخفاش وآكل النمل الحرشفي في مدينة ووهان الصينية(التي كانت مركز الوباء في الصين) . وقد تم التعرف على هذا النوع في مجموعتين من الحالات المرضية ،إحداها في مدينة ووهان الصينية والأخرى في الولايات المتحدة وأستراليا. وقد لاحظ الباحثون أنه رغم وجه التشابه الكبير بين النوع A والنوع الذي عزل من الخفاش وآكل النمل الحرشفي في ووهان، إلا أن النوع A لم يكن النوع الرئيسي للفيروس المنتشر في ووهان.بل وجد أن النوع الأكثر انتشارا من الفيروس في مدينة ووهان هو النوع B والذي يعتقد بأنه ناتج عن تعرض النوع A لطفرتين جينيتين حيث تحول بعد هاتين الطفرتين إلى النوع B . ويعتقد العلماء أن الفيروس يتعرض لطفرات بطيئة داخل الصين بينما يتعرض لطفرات سريعة خارج الصين.
أما النوع C للفيروس فهو ناتج عن تحور النوع B حيث يعتبر الإبن للنوع B والذي انتشر إلى أوروبا عبر سنغافورا.
وفيما يخص النوع A وهو النسخة الأصلية من الفيروس فقد وجد لدى أمريكيين عاشوا في ووهان الصينية كما وتم عزله أيضا من مرضى أمريكيين تم تشخيص إصابتهم داخل الولايات المتحدة وكذلك في استراليا.
يقول الباحثون أنه بالرغم من أن النوع الرئيسي للفيروس الأكثر شيوعا في مدينة ووهان كان النوع B(علما أنه كان المفروض أن يكون النوع الأكثر شيوعا هو النوع A) إلا أنه لم ينتشر بعيدا خارج إقليم شرق آسيا.
أما النوع C فيعتبر النوع الرئيسي والأكثر شيوعا في قارة أوروبا حيث تم عزله من الحالات المرضية الأولية في كل من فرنسا وايطاليا والسويد وانجلترا. بين التحليل الجيني أنه بينما أن النوع C لم يكن موجودا في عينات الصين لكنهم وجدوه في عينات سنغافورا وهونكونغ وكوريا الجنوبية.
أثبتت الأبحاث أن بدايات الفيروس في إيطاليا جاءت من ألمانيا بتاريخ 27 كانون ثاني 2020 ، عن طريق عامل ايطالي كان يعمل في مدينة ميونخ وهذا العامل حصل على العدوى من زميل صيني من مدينة شانغهاي كان قد زاره أهله من مدينة ووهان. بناء على ذلك فقد اعتقد فريق من العلماء الإيطاليين أن وباء إيطاليا ممكن أن يكون دخل البلد من خلال المانيا وليس مباشرة من الصين كما كان يعتقد.حيث تم وجود تشابه من خلال دراسة التسلسل الوراثي مع الحالة الأولى التي دخلت من ألمانيا في شهر كانون ثاني. كما أن بعض حالات العدوى الأولية في أيطاليا تم ربطها بمجموعة حالات لها علاقة بسنغافورا. وفي البرازيل تم عزل الفيروس من مريضين وأجري لهم تسلسل وراثي وتبين لهم انهما مختلفان عن بعضهما وكذلك مختلفين عن النوع الموجود في ووهان الصينية.
وفي نهاية التقرير يتساءل الباحثون : لماذا الأمريكيون الذين عاشوا في ووهان كان لديهم النوع A من الفيروس بينما غالبية الصينيين الذين أصيبوا في ووهان كان لديهم النوع B والذي لا يمكن أن يكون موجودا بدون وجود النوع A . إذا أضفنا لذلك أن 70% من أصل 310 عينات تم إجراء تسلسل جيني لها في الولايات المتحدة كانت تعود للنوع A من الفيروس. هذه الملاحظات دعت الباحثين لأن يستنتجوا فرضية أنه ربما تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي أول من انتشر الوباء منها.