facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما تفعله الحكومة!


ماهر ابو طير
26-01-2010 03:48 AM

كل ما تفعله الحكومة جميل ، وشاعري ، على الرغم من ان السؤال يبقى مُعلقا حول الذي ينتظره الناس ، من الحكومات عموما ، ومن هذه الحكومة تحديدا.

ما دامت الخزينة فارغة من المال ، وتعاني ، وتجمع اموالها ، باليوم والاسبوع والشهر ، وتعاني من سداد القروض والديون والالتزامات ، فان كل ما نراه هو جدولة لهموم الناس ، لان الشعب ينتظر تحسنا واضحا ومحددا على ظروف حياته الاقتصادية ، ويريد ان تزداد فرص العمل ، ويرتفع مستوى الدخل ، وان يُؤمن الانسان التزامات بيته واولاده ، وما دون ذلك من قرارات ومدونات وتوقيعات هنا وهناك ، فهو مجرد رسائل لا يقف عندها المواطن الاردني ، ابدا.

لا نريد احباط الرئيس ، او تصغير كتفيه ، لا سمح الله ، فكما قلت فان ما تفعله حكومته جميل وشاعري ، لكنني افكر مُطولا ، فيما بعد مرحلة الرسائل والبرامج ، اي التنفيذ على ارض الواقع ، في ظل مصاعب اقتصادية لا يعلم بها الا الله ، والمواطن الاردني الجالس يرتجف بردا في القويرة او الموقر او الزرقاء او الازرق ، او البقعة او العقبة ، يريد في المُحصلة ان يجلب الدقيق لمعجن اولاده ، وان يُنفق على اسرته ، وان يلقى وجها طيبا في الدوائر الحكومية ، وان يختفي الروتين والترهل والبيروقراطية ، وان يُعلم ابنه ، ويُعالجه اذا احتاج لذلك ، وما دامت معالجات الحكومة تنحصر في اطار النوايا ، والرسائل ، وليس بيدها اي مال لتُحرك اقتصاد البلد ، او لتُحسن ظروف الناس ، فان كل ما نسمعه ينحصر في زاوية التطمين النفسي لجماهير ملت كل شيء ، ولم يعد بوسعها ان تقف طويلا عند ماقيل في مجلس الوزراء قبل ايام عن "انجازات" يتوجب الحفاظ عليها ، وهي انجازات صحيحة بمقياس الحكومة ، وغير ملموسة بمقياس الناس ، وفرق الحساب بين ظنين واحساسين وواقعين ، هو الذي يخلق الهوة بين اي حكومة والناس.

احب لهذا الرئيس ان ينجح ، غير ان مقياس النجاح ، لا يُحدده هو ولا من حوله وحواليه ، ولربما مقياس النجاح ، هو ان يطوف احدنا اليوم على اي بيت اردني في عز البرد ، فيجد ان لا شيء نقص بيت احد. عندها سيُصدق الناس كل الخطابات والرسائل والبرامج ، وفي الذهنية العامة فقد تراكمت صور كثيرة لجدولة الاحتياجات الوطنية ، وجدولة الهموم والوقت ، ونحن امام سؤال اهم ، فبعد اسابيع تنتهي الحكومة من المدونات واعلان برامجها ، وخططها ، وبعدها يأتي السؤال: كيف ستختلف حياة الناس عمليا ، وهل هناك خطوات لتلطيف حياتهم بغير حفلات التوقيع على الوثائق ، وقد سمعنا من كثيرين ما يشي بأن الرسالة التي يريدها الرئيس وحكومته لم تصل الى الناس ، فالمواطن يتفقد جيبه ، ليعرف هل تغيرت الحياة حقا ، ام ان كل شيء على حاله ، والجواب معروف ، ولربما سيتبدى اكثر صعوبة خلال الفترة المقبلة.

لا توجد قضايا شخصية تحكم الموقف مُسبقا. القضية لها علاقة بكيمياء الرابط بين اي حكومة والناس ، والناس دوما على حق ، حتى لو كانوا على ضلالة ، فلا يُجمع الملايين من شعبنا على ذات الفكرة ، الا لانها محل اجماع وطني. كل ما يريده الناس تحسين حياتهم الاقتصادية ، وغير ذلك من "انجازات" اعلنت عنها الحكومة في اسابيعها الاولى ، "تعريف ذكي" لاعاقات سببها اخرون ، من حكومات سابقة ، فجاءت الحكومة لتُصلح ما خّربه اخرون ، وتسميه انجازا ، وهنا نسجل نقطة نظام على الحكومة التي قبلت ان ترسل اشارة حول الانجازات ، وما زال عودها طريا ، وما زالت لا تُطابق بين تعريف الانجاز بمعنى حكومي ، والانجاز بمعنى شعبي ووطني ايضا ، وبين الانجاز كفرادة للحكومة ، والانجاز بمعنى اصلاح ما خربته حكومات الدوار الرابع المتتالية.

لا نُعرقل الرئيس ، ولا.. ظلال غير الهم العام ، في كل القصة ، حتى لا يُتاجر بعضنا بالافكار والاتجاهات والمعاني الظاهرة والباطنة. خزينة الحكومة ما دامت خاوية ، والديون والعجز يقصمان ظهر الحكومة ، وظهورنا ايضا ، فأن ادارة الحكومات عبر مبدأ "التطمينات" وجدولة التعب ، امر مُضر جدا لاي حكومة ، خصوصا ، ان عدم توفر المال ، يعني ان كل شيء يتراجع ، وكل شيء سيعود الى الوراء ، وعندها لن يتمكن المواطن الاردني من نسخ اي مدونة او برنامج ، وتسييله الى نقد يسد رمقا ، او يدفع قسطا جامعيا ، او يعالج مريضا.

ما تفعله الحكومة جميل وشاعري ، غير ان شعبنا مل من "المناغشة" تحت ضوء الشموع ، ويريد لحياته ان تتحسن حقا ، وكثرة تحب الرئيس تكاد تنصحه ان لا يستغرق في فن صناعة الصورة الانطباعية ، وان نذهب الى المعالجات ، او نعترف ان هذا هو البئر وهذا هو غطاه.

.. لو كان الفقر رجلا لشنقته عند الدوار الرابع.

mtair@addustour.com.jo

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :