facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا يعني أن نعود إلى العولمة؟


ماهر دودين
28-04-2020 04:33 PM

يقّدم جلالة الملك مقاله في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بضرورة العودة إلى العولمة في ظل ما يعيشه العالم في هذه الألفية الجديده، ولكن السؤال الذي من الجدير طرحه، وخلال عقدين من الزمن على أقرب تقدير هل سقطت العولمة ليُطالب بالعودة إليها؟
يقدّم المقال تصوره حول آخر عقدين وذلك للثورة التكنولوجية التي عاشها العالم أجمع خلالها، والتي لربما حققت ما كان يراه الجميع بأن العالم هو قرية صغيرة، هذه المقاربة تأتي في ظل الحاجة إلى تعريف العولمة التي نعيش والعولمة التي نريد.

إنّ مفهوم العولمة الذي نعيشه قد أسقط المعنى المراد من هذا المصطلح وهو تعزيز التكامل بين القطاعات المختلفة والتي تندرج تحت ثلاثة أبجديات رئيسة، القطاعات المحلية والإقليمية والعالمية، وقد شُوّه هذا التكامل خلال المرحلة السابقة، إذ لم نرَ تدرّج في التكامل ما بين القطاعات أعلاه، إنّما استغلال وتفرّد بالفائدة من خلال المنظمات والشركات العالمية، وهذا الأمر قد يراه المقال طبيعي في ظل تفرّد الإدارة الواحدة في العالم، وهذا ما أشار له جلالة الملك في مقاله: "ولنعترف في إعادة ضبط العولمة بأن بلداً واحداً بمفرده، لا يُمكن له أن ينجحَ، لأن إخفاقَ بلدٍ واحد هو إخفاقُنا جميعاً"، وبالفعل فإن التفرد الذي جاء بداية من أحداث سبتمبر بردع الإرهاب وفق وجهة النظر الواحدة قد أوصلت العالم إلى تطوّر الإرهاب بشكلٍ كبير ولم تقم بمعالجته أو تفكيكه، وهذا الإخفاق قد عكس بالضرورة على عدد كبير من الدول في العالم، وهذا لن يستمر طويلاً.

إنّ الإرهاب الذي استخدم في تفجير المساجد والكنائس والمعابد وقتل المدنيين، لا يقل بالضرورة والأهمية عن الإرهاب الذي تستخدمه بعض الدول في قتل المدنيين والتوسع في الاحتلال كما تعاني فلسطين المحتلة اليوم، في ظل ضعف المنظمات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة في اتخاذ أي إجراء وما بني عليها من منظمات دولية، وضعف المنظمات الإقليمية كجامعة الدول العربية وغيرها، هذا من الجانب السياسي، وهذا يمكن إسقاطه على دور المنظمات الدولية الضعيف في ظل ظروف جائحة كورونا، إذ لم تستطع تقديم المساعدات المطلوبة أو الدعم أو الإدارة التكاملية للعالم الذي عانَ من هذه الجائحة، أيضاً هناك ضعف في المنظمات الإقليمية كالاتحاد الأوروبي والذي يعاني من عدم استقرار منذ انسحاب بريطانيا منه، ويرى المقال أنّه سيعاني المزيد بعد انتهاء الجائحة خاصة بعد فشله في قدرته على تحقيق التكامل والمساعدة للدول التي انهارت منظومتها الصحية بشكلٍ كامل.

اليوم أعتقد أنّ مفهوم الامن الإنساني يعاني من القدرة على تحقيقه، وإنّ ذلك كما يشير جلالة الملك في مقاله أن "البطالة والمجاعة والفقر" في طريقنا إليها وأعتقد أن الإرهاب لن يكون بمنأى عن هذه العوامل ليعود من جديد إلى منطقتنا، ولا نستطيع تغييب النظر بأن منطقتنا حبلى بجيل قد يكون أكثر فتكاً مما سبق بالمفهوم المتطرف والإرهابي وذلك لما عانته منذ بدأ الربيع العربي، ما لم نستطع تفادي الأزمة التي نقارب عليها، وذلك لأن المنطقة لن يكون لها دور دولي عالمي في تحديد توازن القوى مستقبلاً، ولكن يمكن لها أن تنظر على المستوى الإقليمي وأن تعيد ضبط توازنها وتقدّم كما أشار جلالة الملك "شبكة أمان إقليمية تحمي مستقبلنا المشترك" من حجم ما قد يؤول إليه المستقبل القريب.

في الختام لن تستطيع أي دولةٍ كانت ومهما كانت قدرتها المالية أو الأمنية، أن تنجو منفردة، علينا العودة إلى العولمة بمفهومها التكاملي وأن نقدّم مراجعة حقيقية لدور مؤسساتنا الدولية والإقليمية، فالخيار الآخر قد يكون هو السقوط إلى الهاوية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :