facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أكاديمية الملكة رانيا صرح للارتقاء بالتعليم من أجل مستقبل أفضل


أحمد عبد الباسط الرجوب
29-04-2020 11:37 AM

أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ... صرح للارتقاء بالتعليم من أجل مستقبل أفضل

تحظى جهود تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تم إطلاقها تحت الرعاية الملكية السامية في أيلول 2016 بمتابعة مستمرة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظة الله، ودعمه الموصول، لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، تنعكس إيجابا على رؤية ومسيرة التنمية والتطوير التي يصبو لها الجميع في الأردن، خدمة للوطن والمواطن .. وفي سياق متصل وما اتت عليه الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (2016 – 2025) والتاكيد على أهمية محور تنمية الموارد البشرية في القطاع العام، باعتباره محورا اساسيا وهاما من محاور تطوير القطاع العام، لكونه يتعامل مع العنصر البشري الذي يعتبر المحرك الأساسي والرئيس في تنفيذ برامج التطوير والإصلاح في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث أن غياب توفر الموارد البشرية المتناسبة من حيث الحجم والمؤهلات والمهارات مع الاحتياجات الفعلية للوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية سيؤثر بلا شك على قدرة الحكومة في القيام بالمهام الموكلة إليها بكفاءة وفاعلية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي التزمت بتحقيقها...

وهنا نخلص الى نتيجة حتمية مفادها " لا بد من تحسين كفاءة القوى العاملة ضمن مستويات مراحل التعليم الاساسية والثانوية كافة ، بالاضافة الى الاهتمام بتدريب المعلمين: وذلك من خلال تأسيس برنامج اعداد وتاهيل المعلمين وبرامج شاملة لتدريب المعلمين اثناء الخدمة بغية ضمان تزويد جميع المعلمين بالمهارات والتراخيص اللازمة لمزاولة المهنة " ...

ونحن نتعرض الى العملية التعليمية في بلادنا ، لا يكاد يختلف إثنان في الاردن حول  ضرورة إصلاح المنظومة التعليمية، فانعدام الكفاءة في العملية التعليمية قد طال الجميع وقطع معظم الفئات الاجتماعية والطبقات والدليل الواضح على ذلك هو خروج الاردن من المؤشرات الدولية لجودة التعليم ما قبل الجامعي والجامعي على حد سواء . وثمة مشاكل عديدة تحتاج للمعالجة وسنركز في هذا المقال على التعليم ما قبل الجامعي لارتباطه بالحدث الأهم في الاردن في الآونة الأخيرة وهو النهوض باساس العملية التعليمية الا وهو المعلم مفتاح العصرنة وولوج العولمة التي باتت من معالم التعليم على المستوى العالمي...

وفي هذا الاطار نوكد ونقول لا يتلقى المعلمون المستوى الكافي من التدريب اللازم ، كما انهم لا يمتلكون المناهج الدراسية ومعايير تقييم مناسبة لمساعدة الطلاب في تحقيق النتائج المرجوة التي تمكنهم من النجاح... حيث تشير الاحصاءات في بلادنا الى ان نسبة 43% فقط من معلمي المدارس الحكومية و29% من معلمي المدارس الخاصة تلقوا تدريبا رسميا اثناء فترة خدمتهم خلال اخر عامين ،بينما تلقى نسبة 91% من معلمي المرحلة الثانوية العليا في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تدريبا اثناء خدمتهم او من خلال برامج تطوير الخدمة..

من خلال ما تقدم ومن متابعاتي لمستجدات العملية التعليمية في بلادنا وبحثي دوما عن منجز وطني ونقطة مضيئة يمكن التحدث عنها ووضعها امام مرأى العين بالمكاشفة والمصارحة على ارض الواقع ، فكانت امامي تلك الفرصة الذهبية للدخول والتعرف عن قرب الى اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ومن خلال دعوة كريمة من لدن عطوفة الرئيس التنفيذي للاكاديمية ، حيث تشرفت في زيارة للاكاديمية وتلقيت شرحا مفصلا عن الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل واثناء الخدمة ، وطبيعة البرامج التدريبية التي تنفذها الأكاديمية وكيفية الاستفادة منها والمشاركة فيها وأسس الالتحاق بها ،  حيث اطلعت عن قرب على بعض التفاصيل التي جالت في خاطري وتلقيت اجابات وافية شافية من الرئيس التنفيذي للاكاديمية و تجولت في فناء ومرافق الأكاديمية من قاعات ومختبرات ومكتبات واصبح لدىّ ىّفهما ازعم انه قد زاد من قناعاتي حول الاستجابة لحاجة وطنية ملحة لتدريب وتطوير مهارات المعلمين لتتماشى مع افضل الممارسات العالمية لما فيه مصلحة طلبتنا ومعلمينا...

لقد اطلعت بتفهم وعمق جيدين من خلال رؤية الباحث الذي لديه منهجية القياس والتقويم ، وقد وضعت نصب عيني بعض الاطر والمحددات التي وضعتها كمصفوفة تعددت صفوفها وتعامدت معها بعض الاحداثيات وخرجت الى الافق الاستراتيجي بان هذه الاكاديمية قد تبنت رؤية للارتقاء بنوعية التعليم في الأردن والمنطقة العربية من خلال تمكين المعلّمين بالمهارات اللازمة، وتقدير دورهم وتقديم الدعم اللازم لهم للتميّز في الغرفة الصفية ، وما يعزز وجودها (اي الاكاديمية) واهدافها التشاركية بانها انطلقت رسمياً في حزيران 2009 بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم الأردنية، وتعمل على عدة محاور ومبادرات رأينا انها تتركز في الجوانب التالية:

1.   تطوير برامج التنمية المهنية للمعلمين والقيادات المدرسية استجابة للاحتياجات التعليمية في الأردن بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام ومعالجة التحديات التربوية في المنطقة ابتداء من الغرفة الصفية.

2.   عقد ملتقى مهارات المعلمين والذي يُعد إحدى مبادرات الاكاديمية ، والذي حاز على الاعتراف الإقليمي والعالمي (الذي يُركّز على المعلمين وحاجات الغرف الصفية من أجل تعزيز جودة التعليم).

3.   إطلاق ملتقى مهارات المعلمين كفعالية سنوية تُنظمها الاكاديمية بالشراكة مع منظمة البكالوريا الدولية بهدف تزويد المعلمين في العالم العربي باستراتيجيات تدريس حديثة وأساليب مُبتكرة.

4.   اصبح ملتقى مهارات المعلمين منصةً للمعلمين يمكنهم من خلالها الاستكشاف والتعلُّم ومشاركة الخبرات مع مجموعة من أشهر التربويين والخبراء على مستوى العالم.

5.   تعزيز مهارات وكفاءة ومستوى المعرفة لدى المعلمين اثناء الخدمة (تمكين المعلمين الحاليين من الحصول على مؤهلات تتوافق مع المعايير الواردة في برنامج اعداد وتأهيل المعلمين الجدد)...

اما في مجال التشاركية العالمية فقد لفت انتباهي ما سمعت بان هناك تعاون بين الأكاديمية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، ومن خلال هذا التعاون الذي استمر على مدار أربع سنوات تم تعزيز فرص التوسع في تقديم برنامج دبلوم قبل الخدمة ليشمل عدداً من الجامعات الحكومية الأردنية خارج عمان بعد تدريب كوادرها على المعايير والبرنامج المخصص لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة الذي أثبت نجاحه منذ أن أطلقته الاكاديمية لتدريب المعلمين عام 2016 لتمكين المعلم الأردني بالمهارات التدريسية اللازمة لادارة الغرفة الصفية بنجاح وتعزيز كفاءة المخرجات التعليمية وهو ما يعكس الدور الهام الذي تقوم به الاكاديمية ويساهم في الارتقاء بنوعية التعليم في الأردن، من خلال اكساب المعلّمين المهارات اللازمة، وتقديم الدّعم اللازم لهم للتميّز في الغرفة الصفية.

عَرَفتُ من الرئيس التنفيذي للاكاديمية بانه يوجد تعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال الاتفاق التبادلي بين الوزارة والاكاديمية وبان الاخيرة قامت وضمن هذا التعاون على تجهيز البرنامج الاكاديمي لتدريب الكوادر وتأهليها لتكون قادرة على تطبيق الدبلوم وفق معايير تتوافق مع نوعية التدريب المقدم لتزويد المعلمين بأعلى مستويات التدريب والتأهيل وذلك بهدف زيادة فرص الالتحاق بالدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، والذي تم تطويره كما اسلفنا وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من قبل خبرات عالمية ليتناسب مع التحديات المحلية داخل الغرف الصفية.

وفي سياق منهجية التدريب التي تقوم عليها الاكاديمية فقد  عرفت بانه قد عقدت ورش عمل عصف ذهني في الرياضيات والفيزياء والتي شملت مجموعة متنوعة من التربويين: مشرفين بالتربية وأساتذة جامعات ومدرسين من القطاعين الخاص والعام. وورشة العمل هذه هي جزء من مشروع تعزيز فرص الحصول على التعليم الثانوي وضمان جودته للشباب المتأثر بالأزمة السورية لمنظمة اليونسكو، بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية.

ويعمل هذا المشروع، الممول من قبل الصندوق السعودي للتنمية، على تصميم دورة لتدريب المعلمين على الانترنت والتي سوف تجمع بين ثلاثة عوامل مهمة: استخدام التكنولوجيا، وتقديم المحتوى المتخصص وتطويرالنهج المتمازج لتدريب المعلمين ، وهو نهج يشمل تدريب باستخدام كلا من الانترنت والتدريب المباشر. وتم تنفيذ المشروع على مرحلتين: المرحلة الأولى تركز على تطوير وتجريب النهج المتمازج بدورة تدريبية، والمرحلة الثانية تشمل زيادة وتوسيع نطاق التدريب لعدد كبير من المعلمين في جميع أنحاء الأردن.

وتاكيدا على ما ذهبت اليه في هذه السطور  من اهمية برامج الاكاديمية، والاستئناس بالرأي فقد نوخت رحالي على صفحات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (2016 – 2025) وما اتت اليه من توصيات بخصوص محور تدريب المعلمين وأساليب التدريس، واقتبس .. ( فأبرزها إنشاء كلية مستقلة لإعداد المعلمين وتأهيلهم وتوكل إدارتها وتنفيذ برامجها إلى " أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين "، ويكون مقرها في إحدى الجامعات الرسمية وترتبط بالشراكة مع جامعة دولية متميزة في برامجها الأكاديمية والتدريبية بحيث ينشأ لها فروع في الجامعات الأخرى مستقبلاً، بهدف عقد دورات تدريبية دورية مستمرة لتنمية مهارات الكوادر التعليمية واطلاعهم على المستجدات التربوية وأساليب التدريس الحديثة)..انتهى الاقتباس.

وتنص توصيات المحور ذاته وفي سياق تاهيل المعلمين من جهة اختيارهم وهو إعادة النظر في آلية اختيار ديوان الخدمة المدنية للمعلمين وتطوير إجراءات الترشيح والاختيار والتعيين بناءً على أسس تنافسية شفافة من خلال المقابلات الشخصية والتأكد من الرغبة في المهنة، إلى جانب تحسين الظروف المعيشية للمعلمين من خلال زيادة الرواتب والحوافز والتقدم الوظيفي وإخضاع الحوافز لمؤشرات الأداء بناء على أسس تقييم عادلة ومعلنة والحرص على توفير بيئة تعليمية محفزة وآمنة.

صفوة القول:

بعد جولتي التي شارفت على الانتهاء في مختلف اركان وجنبات الاكاديمية ،وما سمعت من الرئيس التنفيذي للاكاديمية (مشكورا) فقد توصلت الى كثير من ثوابت عمل ووجود الاكاديمية اوجز اهمها تباعا كما هو ادناه:

1.   يقتصر دور الأكاديمية على تدريب وتأهيل المعلمين اثناء وقبل الخدمة ضمن برنامج محدد، وكما فهمت بانه ليس لها علاقة بسياسات وزارة التربية والتعليم في المسار المهني أو غير ذلك، كما انها ليست الجهة الوحيدة او الحصرية في مجال تدريب المعلمين. في المملكة.

2.   لا تمتلك الأكاديمية أية أراضي أو عقارات، بما في ذلك الأرض المقام عليها مبنى الاكاديمية والذي تشرفت بزيارتة والتي تعود ملكيتها بالكامل للجامعة الأردنية.

3.   تعمل الأكاديمية على تنفيذ برامج تدريب لمعلمي وزارة التربية والتعليم أثناء الخدمة - أي من هم على رأس عملهم - بتمويل من عدة جهات مانحة دون تحمل الحكومة أية أعباء مالية. وقد وفرت الأكاديمية خلال الأعوام الماضية ما يزيد عن 75 ألف فرصة تدريبية طويلة وقصيرة الأمد.

4.   الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، والذي عملت وزارة التربية والتعليم مع الأكاديمية على استحداثه عام 2016 استجابة للاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية بهدف تأهيل المعلمين قبل الخدمة فهو بتمويل من الحكومة الأردنية، وتم رصده ضمن موازنة وزارة التربية والتعليم لهذه الغاية. هذا وتخضع مطالبات الأكاديمية المالية، كغيرها من الجهات المنفذة لبرامج بتمويل حكومي، للرقابة المالية لغايات الصرف حسب الأسس المعتمدة، والتي تتضمن رقابة كل من المراقب المالي من وزارة المالية ومندوب من ديوان المحاسبة.

اخيراً وليس اخراً ... اعود في نهاية جولتي الى الصفحة 135 من الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ، واقتبس .."   كفاءة المعلمين: تدرك اللجنة اهمية المعلمين، وترى ان كفائتهم مقيدة حاليا بمشاكل التعيين والاختبار،فضلا عن الافتقار الى التدريب ما قبل الخدمة وخلالها ".. انتهى الاقتباس.. وفي راينا هنا فإن تقييم مؤشرات جودة المدخلات التعليمية في الاردن يكشف عن تواضع أداء قطاع التعليم الأساسي الحكومي، وفقا لتلك المؤشرات نجد أن هناك العديد من المشكلات المرتبطة بطرق التدريس والتقويم المتبعة والمناهج الدراسية، بالإضافة إلى تلك المتعلقة بضعف أداء وإمكانيات المعلمين، وعلى الرغم من الخطوات التي تم اتخاذها بشأن الكادر الخاص بالمعلمين الا أنه يصعب الجزم بتأثيرها على جودة مخرجات التعليم ، وهنا تبرز اهمية تدريب المعلمين وما تقوم عليه اكاديمية الملكة رانيا في رفع الاهلية ومستوى الاداء للمعلمين وعلى اختلاف مستويات الصفوف الدراسية ما يعزز ما اوصت به الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية بهذا الخصوص...

ختاماً ... اشكر القائمين على هذه المؤسسة الوطنية التي تقودها جلالة الملكة رانيا العبد الله والتي من شانها المساهمة في رفع سوية المعلمين وتاهليهم ليعدوا لنا الاجيال القادمة وبناة الوطن تحت ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة المظفرة ...

نعتذر عن الاطالة ، لاني وجدت في ذلك توضيحا واستنارة لعل فيها فائدة لمن يخاطر بالسفر  مسافات للعثور على ضالتة ورحم الله الامام الشافعي وكثرة اسفارة للبحث والمعرفة ...

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub21@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :