facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن إغلاق المساجد


محمد يونس العبادي
01-05-2020 08:42 PM

ندرك اليوم أنّ الأزمة في بلدنا والحالة الوبائية تحمل مؤشرات جيدة، ولكنها مع ذلك مرحلة يمكن وصفها بأنها حذرة، وتحتاج إلى أناةٍ وصبرٍ حتى نتمكن من الخروج من هذه النازلة وتجاوز تداعياتها.
فمرحلة التعافي التام، هي هدف بات العالم كله يسعى إلى تحقيقه، وهذه الجائحة التي أوقفت حركة النشاط الإنساني في العالم كله، طالت المساجد والأماكن الإسلامية المقدسة.
وقرار إغلاق المساجد، تزامن معه إغلاق المؤسسات التعلميمية من جامعات ومعاهد ومدارس، لأسباب صحية، يقول مختصون لطبيعة هذه الأماكن التي عادة ما تشهد تقارباً واكتظاظاً، ولأنّ الأسباب الصحية ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح.
وقد أثار القرار البعض، ودعوا إلى فتح المساجد، وهو شعور نتفهمه كمسلمين نتوق إلى بيوت الله خلال الشهر الفضيل، ولكن التصبر هو ما نتطلع إليه اليوم، حفاظاً على الإنسان الذي كرمه الله تعالى.
فالمساجد هي بيوت الله التي نريد لها أنّ تبقى منزهةً في هذا الوقت من الجائحة عن أي شبهةٍ بنقل المرض أو أنّ تكون (لا قدر الله) سبباً في إصابة أحدهم أو موضع اشتباهٍ.
فمواجهة الشدائد والكوارث، مثل ما نعيشه اليوم من حالة مرضٍ يتفشى بسرعة وما زال محل دراسة، ودون لقاحٍ أو علاجٍ، تتطلب إلينا تأمل السيرة النبوية المليئة بمضامين الصبر والتسامي لأجل الوصول إلى هدفنا المنشود وهو التعافي.
فقرار إغلاق المساجد لم يكن هو الهدف، بل الهدف هو تنزيه بيوت الله سبحانه وتعالى عن أي شبهةٍ أو أنّ يقال لا قدر الله أنّ مصلٍ أصيب بالفيروس جراء تردده على المسجد، فتصبح هذه البيوت المقدسة محل شكٍ بأنها من مسببات المرض.
ونعلم جميعاً، أنّ المرض لم ينته بعد، بل إنّ وزير الصحة حذّر اليوم من عودة الفيروس في حال تراخت الاجراءات أو جاءت متسارعة دون رويةٍ، كما أنّ طبيعة الشهر الفضيل ونفير الناس إلى المساجد خلال الشهر الفضيل من الممكن أن تكون سبباً للاختلاط والتقارب مقابل مرضٍ ما زال فيه حالات تسمى بـ "الصامتة" وتنقل العدوى دون أن تظهر عليها الأعراض.
إنّنا اليوم في الأردن، نحقق منجزاً صحياً وإنسانياً يصون حياة الناس ويضمن سلامتهم ونصوغ مرحلةً تحمل دلالات المقدرة على صون النفس وصيانتها عن أي علة أو مرضٍ.
لذا، وجب تجاوز نوايا التشكيك من قبل البعض، وتجاوز حديث وخطاب "المزاودة" الذي هو بالأصل غريب عنا كأردنيين، معروف عنا إيماننا بالفطرة، وتوكلنا على الله، وعلينا في هذه المرحلة التكاتف فنحن أمام وباءٍ خطير في أسلوبه وشكله، وباتت بلاد الدنيا مليئة بالعبر ممن لم يتعظوا بما أصاب البلاد الأخرى.
فكلنا يتوق لذلك اليوم الذي تعود فيه الحياة إلى طبيعتها، ونعود إلى مساجدنا، وجامعاتنا ويعود الطلبة إلى مدارسهم، متجاوزين لهاجس "الفيروس" الذي غير أسلوب حياتنا.
وحتى ذلك اليوم، فأبواب الخير كثيرة، ودورنا (نحن الأردنيين) عامرة بالإيمان والثقة بالله تعالى بأن هذه المحنة ستزول، وما اجراءات الدولة اليوم إلا لنصون الناس بألّا تتحول المحنة إلى نكبة (لا قدر الله تعالى).
وما زالت أبواب الدعاء مفتوحة، وأبواب الخير بالإسلام تتسعنا جميعاً بأن ندعو الله عز وجل أنّ تمر هذه الجائحة بسلامة علينا وعلى أسرنا ومجتمعاتنا.
دام الأردن عامراً بالخير والبركة.. ونسأل الله العافية والتعافي لبلدنا وللإنسانية جمعاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :