facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعلم عن بعد في زمن الكورونا بين الواقع والمأمول


إيليا أيمن الربضي
01-05-2020 09:32 PM

لم نكن راغبين بالتعليق على مسألة التعلم عن بعد –للجامعات الأردنيّة-، فقد كتب من قبلنا الكثير بين مادحٍ وذامّ, وبين مؤيدٍ ومشكّك لمدى نجاعةِ هذا النظام بسبب عدم توافر البنيّةِ التحتيّة لإعتمادة كمصدر رئيس للتعلم. فعلى الرغم من أننا من أشدّ أنصاره والمشجعين على تطبيقه في أردننا الحبيب منذ زمن -مع تحفظّنا الشديد على آليّة أداء الإختبارات بصورتها النمطيّة الورقيّة الخطيّة، في ظلِّ الظروف الطبيعيّة-. وذلك لما لهذه العمليّة التعليميّة القيّمة من فائدة جمّه تحثّ الطلبة على الرجوعِ إلى المراجع الأصيلة والبحث في سراديبها وملئ إنائهم الفكريّ من مصطلحاتها القيّمة والجمّة، فيرتاحون قليلًا من إسلوب التلقين المُتّبع الذي عصف بعقولهم منذ سنوات دونما رحمه، ناهيك طبعًا عما تتيح آليّة التعليم هذه للطلبة من وقتٍ يُمكنهم شغلُّه في الكتابةِ البحثيّة أو المقاليّة إلى جانب التحضير للمواد الدراسيّة.

لكن في الجانب الآخر،،، لو أردنا الحديث بموضوعيّة بُعيّد شهر ونيف من البدء في تطبيق هذه العمليّة وتجربتها لأول مرّة في وطننا الحبيب يمكن لنا القول بأنه وللأسف فقدّ تم الزجّ بالكثير من الطلبة والمُدرسين بما هو أعلى من قُدرتاهم, ولست في هذا المقام أطعن بالقُدرات المهنيّة للمدرس بل بإشكاليّة تعاطي الكثير منهم مع النظام الإلكتروني كوّن أنهم يتعاملون معها لأول مرّة، وكذا أيضًا لست أطعن بالقدرات الإستيعابيّة للطلبة، بل بإشكاليّة تعاطي الكثير منهم بها سواء أتم تعزيّة ذلك لأسباب فنيّة في النظام التعليمي و شبكة المعلومات، أو عدم إستيعاب البعض منهم أنهم في خِضم معادلة تعليميّة مستوفيّة لكافة أركانها وشروطها الموضوعيّة.

نحن لا نقول بأن عمليّة التعليم عن بعد صعبة وكذا أيضًا لا نقول بأنها سهلة ويسيره -فالصعوبات حاضرة-، بل نقول بأنها تتسم ببعض من التعقيد الفكري الذي يحمل في طيّاته سمتْ السهل الممتنع، وذلك لأن العمليّة برّمتها مُتعلقة بتغيير سلوك بشري وثقافة تعليميية متوارثة منذ عشرات السنين، وما هو معلوم؛ بأن تغيير السلوك البشري أو العقليّة البشريّة في التعاطي مع مثل هذه الأمور ليس بالأمر اليسير في ظلّ الظروف الطبيعيّة، فكيف بالحريّ في ظروف إستثنائيّة يكون طرفا المعادلة فيها مرغمون مكرهون مجبرون على تطبيقها إحقاقًا لرسالة كل منهما -على إختلافها- !

وبخصوص ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الإجتماعي من شعارات لإنهاء الفصل, فنحن لا نرى بأن قرار إنهاء الفصل مع إحتساب النجاح المُفترض لجميع الطلبة بالقرار اليسير ولا حتى الصائب بصورته المُطلقه، فكما سيلحق النفع لكثير من الطلبة، سيلحق بالجانب الآخر الضرر الجسيم بكثير من الطلبة الذين جَدّوا وإجتهدوا على أنفسهم في هذا الفصل ليعيشوا تجربةً بحثيّةً علميّةً متميّزة إسمها التعلم عن بعد -غضّ البصر عن إشكالياتها التي تفوق قدرة كافة أطراف المعادلة-.

كما وإنّ فرض وزارة التعليم العالي لإجراء الامتحانات النهائية لطلبة الجامعات عن بعد لم يراعي قطعًا ولا بأي شكل أو صورة من الصور، البُنيّة التحتيّة والمتطلبات التقنيّة والفنيّة لدى كافة الطلبة ونعتقد بأن القرار بصورةٍ أو أخرى يُخلُّ بمبدأ المساواة بين الطلبة بين من يملك ومن لا يملك ...

وعليه فإن الحل الوحيد أمام وزارة التعليم العالي -ونتمنى بأن يكون حامل هذه الحقيبة المُقدسة (وزير التعليم العالي والبحث العلمي) بأن يكون لديه من الشجاعة ما يكفي لإتخاذ هذا القرار- ...:-
1) الإبقاء على القرار الإختياري للطالب بإحتساب المساق إمّا (ناجح أو راسب)
2) إصدار قرار مجلس تعليم عالي -وفق الأصول- مفادّه ترصيد 50 درجة من كل مساق، ولجميع طلبة الجامعات على مقاعد دراستهم مع حقّ الطالب بحصدّ باقي الدرجات المتبقيّة من خلال الأعمال فصليّة ؛ الإختبارات ؛ التقارير ؛ الأبحاث ؛ والواجبات.

فيتسنى لكثير من الطلبة الذين بحاجة لإحتساب الدرجات لهذا الفصل نحو طلبة التحويل مثلًا وغيرهم الكثير ممن يرغبون بإحتساب درجات المساقات لهذا الفصل بالمعدل, وتكون الفئة التي تنادي بإنهاء الفصل مع إحتساب النجاح للجميع نالت ما طلبت، وتكون الفئة التي إجتهدّت وعملت خلال الفترة الماضيّة حصدّت ما زرعت ... فينال حامل الحقيبة المقدسة من قدسيّتها بما عدل وحكم قُدسًا فعلًا لا قولًا.

ختامًا, نؤكد كلّ التأكيد على ضرورة وضع خطط مستقبليّة بعيدّة الأمد لمعالجة هذا الملف من ألِفِه إلى ياءه, فالتعليم غدًا سيكون مختلف تمامًا عما هو عليه اليوم حيث سيكون التعليم عن بعد سلوك طبيعي روتيني لجميع عناصر المنظومة التعليميّة لا غاية آنيّه لسدِ أجلِ الحاجات الإضطراريّة مثل جائحة فيروس كورونا المُستجدّ, فتخريج جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل لن يكون فيه البقاء إلّا للمفكرين والمبدعين الذين سيكونون عماد البناء الأساس لأردنٍ قوي قادرٍ على مجابهة تحديات المستقبل.

حفظ الله الأردن وسائر الإنسانيّة جمعاء, والرب خير حافظ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :