facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الساعات الخمس بين البخيت والحركة : أحجار الجبهة في بئر الجماعة


ممدوح ابودلهوم
02-06-2007 03:00 AM

[ أول ما يُسجل للرئيس البخيت في مقابلة الساعات الخمس مع قيادة الإخوان الثلاثاء الماضي بدار الرئاسة ، هو الحسم في الموقف والصراحة في المواجهة بل وأيضاً الحزم في تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية ، بمعنى أن هذه الحكومة ممثلة برئيسها قد وضعت للمرة الأولى منذ سبع سنين ، نقاط اختراقات حزب جبهة العمل على حروف المكاشفة المناسبة بين الطرفين ، وقد جرت العادة منذ عام 89 – ونحن هنا نذهب مذهب المؤرخين لعودة الديمقراطية .. فلن نخسر ثميناً (!) مع أن الديمقراطية لم نراها تغيب حتى تعود ويؤرخ لها من جديد منذ العام المذكور آنفاً – أن تقدم الجماعة في ما يشبه الاستجوابات وأحياناً التهم الجاهزة ، فتجيب الحكومات المتعاقبة عليها توضيحاً أو مسكاً للعصا من الوسط وأحياناً صمتاً كان أقرب لقبول العروس !، بمعنى أن تاريخ العلاقة بين الجماعة والحكومات منذ عام 89 – وفق (مجاملتنا) آنفاً ، لم تسجل حالة يمكن وصفها بما صنع الحداد أو حالة كسر العظم .
غير أن جريان العادة هذه قد انقلب من حالة الانسياب الإيجابي إلى حالة الفيضان العارم ، حين أفرزت الجماعة حزبها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي وبوجه خاص منذ مجيء أمينه العام الأخير ، حيث نظرية المؤامرة راحت على يديه ومنذ يومه الأول تنحو طرائق شتى وتأخذ عناوين غاية في العداء والاتهامية والتشكيك ، بين تهم التطبيع مع العدوين الإسرائيلي والأميركي وبين انتهاك للقوانين وقمع للمعارضة ونيل من حقوق الإنسان (!)مع أن سماحته – تحت الطاولة – وفيما كنا كإعلاميين وقبلنا الحكومة على علم به ، كان يجاهر متحدياً بتعامله المباشر مع عدويّه (التاريخيين !) ، وكانت مهمة الكبار من الآباء الحكماء في الحاضنة الأم : جماعة الإخوان المسلمين ، تقتصر على إخراج أحجار الحزب / الجبهة و بخاصة أحجار أمينها العام من بئر الجماعة ، كي يحملوها مغلوبين على أمر ولدهم الشقي المدلل لإلقائها في بئر الحكومة – كل الحكومات حتى الثلاثاء الماضي ، بينما كانت مهمة الطرف الحكومي هي دائماً القيام بعمليات غطس لإنقاذ بئر الوطن من هذه الأحجار المسمومة ، أما لماذا الغطس فلأن هذه الأحجار بتراكمها فثقلها بالتالي ، هي في العمق لا على السطح كما في بئر الجماعة ، إذ لو كان العكس لكان للأم موقفها الصارم من ابنها المدله !، أي وباختصار كانت تختزل مهمة ولي الأمر / الجماعة و مدير المدرسة / رئيس الحكومة ، في (الغطرشة) على مراهقة الابن وتجاوزاته وبأنه (لن يعيدها) – مع أنه سيعيدها – وقد يحتسي الطرفان خاتمة كل مواجهة الشاي أو القهوة ببيان عبر أقانيم الميديا المختلفة !
كل أولئك سيصبح منذ الثلاثاء الماضي ولأول مرة في تاريخ الحكومات الأردنية – والفضل لأهله في إهاب الدكتور البخيت ، نسياً منسياً أي (هستوري) بالإنجليزي وبلسان أردني يعلو مبيناً في فصاحة البدو بوصفه (من صيد أمس) ، إذ في المقابلة الساخنة بساعاتها الخمس الأسخن ، والتي اتسمت كما أسلفنا بالمكاشفة بامتياز والبعد عن المجاملة بإطلاق ، طالب الرئيس قيادات الجماعة بالعودة إلى مورد إبلها السياسي الأصيل ، المتمثل في خطابها العام وأدبياتها التي نعرف و نحترم ، والذي كان يشكل على مدى قرابة نصف قرن من الزمان ، وثيقة شرف على أساسها كانت المملكة المحضن الرؤوم للجماعة الموقرة .
ولعله بالمناسبة ليس لغزاً غامضاً أو طلسماً ملتبساً استمراء الجماعة الإيجابي لموقف الرئيس ، إذ أن حسم الموقف وتفكيك عناصر كيميائه على هذا النحو الوطني المسؤول ، هو الخيار المطلوب بديلاً للمواقف الرمادية (التاريخية) السابقة ، لا بل سأذهب إلى أبعد من ذلك بالقول أن الآباء الكبار ومنهم مع حفظ الألقاب : العربيات والذنيبات والفلاحات ، يؤيدون الرئيس بل ويودون لو شاركوه قوله الحازم لأبنائهم في الحزب / الجبهة ، إذ هم البصيرة الراشدة والمدرسة العقلانية لجيل خليفة وأبو قورة والعظم والعكور والفرحان وغيرهم ممن نجل ونحترم .
ما أود قوله .. خلوصاً ، أن الرئيس البخيت قد بقَّ بحصة المسكوت عنه بين الطرفين ، وبأن حق العودة هو مجرد مشجب من مشاجب تاريخية يتزلف بها هؤلاء لجماهير بدأت تعرف الحقيقة ، وبأن هذه الجماهير التي يسمونها قواعدهم الشعبية و الانتخابية ، ويعولون عليها في تحقيق أطماعهم الشخصية ومآرب أخرى يعرفها الجميع ، تود لو تطيح بهم وتصرخ بكلمتها العليا لولا الحياء والتوقير للرموز الكبار في الجماعة الأم ، على أن صناديق الانتخابات بلدياً ونيابياً ستبوح برأيهم الغيور المغاير هذا قبل نهاية العام ، والأهم من ذلك كله هو أن حزم البخيت يعني من جملة ما يعني بأنها بحق الساعات الخمس الأخيرة في هذا المقام ، إذ لن يكون هناك (ومنذ الثلاثاء الماضي) أيُّ استنزاف لجهود الحكومة مما هو من وقت الوطن والمواطن ، الذي كان يضيع تارة على شكل رأب صدع وثانية لتجسير فجوة وثالثة في توضيح موقف ما ، وأخرى رابعة لعلها الأهم في الرد على بيان جبهويٍّ ساخن من تلك البيانات النارية الساخنة ، والتي غالباً ما تكون من أسف في التكفير والتخوين ، وما لفّ لفّهما من ضروب الاتهامية والتشهير وأشكال الاغتيالية والتشكيك ، ومع ذلك فإن الحكومة وهي تكدح إلى ذلك كدحاً أسطورياً بين فضيلة الصبر وحكمة الأداء ، ماضية لكن بصبر أيوبي عجيب وحكمة لقمانية رزينة ، في حالة قياس المسافات باتجاه بعض الجانحين في الحزب / الجبهة عبر رموز الجماعة الموقرين ، وترى حكومة البخيت أيضاً شأنها شأن الحكومات السابقة ، في مظاهر الاستنزاف الأربعة الآنفة الذكر – على عبثيتها .. وقتاً وجهداً ، علامات فارقة على طريق الحوار الوطني مع الجماعة وجبهتها ونوابها المحترمين ، كونهم يشكلونَ اللبنة الأساس في معمار الطيف السياسي في البلاد بوجه عام ..وللحديث صلة .. لا مناص .]

Abudalhoum_m@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :