... و لكن الاطمئنان بعد أسبوع من انعدام الحالات و اليقين بأن المعركة أصبحت بحكم المنتهية و تخفيف إجراءات العزل و البدء بعودة الحياة شبه الطبيعية لدفع عجلة النمو الاقتصادي بعد أن شهد شللا تاما في كل نواحي الحياة قد تنذر بعودتنا إلى المربع الأول
التجربة الأردنية و التجربة الفلسطينية لها ما يميزاها

بالنسبة للأردن كان المواطن اغلى ما نملك شعارا طرح و ترجم حرفيا على أرض الواقع
و لكن الأردن ليس بمعزل عن العالم و الكورونا في بداياتها في دول أوروبية و في الولايات المتحدة الأمريكية و هناك في الاردن من بدا بالحديث عن تشجيع السياحة لرفد الاقتصاد و عن الاستثمار بالسياحة العلاجية للاستفادة من التجربة الأردنية الرائدة بالقضاء على الكورونا و اخيرا بالتصويت الالكتروني على الانتخابات على أن تجري هذه الانتخابات في موعدها كاستحقاق دستوري و تشكيل حكومة جديدة الان للإشراف على الانتخابات
و كل هذا الكلام هراء فكما أسلفنا سابقا الأردن ليس جزيرة نائية و معزولة عن العالم
كما أثبتت تجربة سائق الشاحنة الذي تمكن من نقل العدوى لأكثر من ثلاثين شخص فإن خطورة التراخي و الشعور بالاعتداء بالنفس و الغرور و الإعتقاد الزائف بأن معركة الكورونا قد شارفت على الإنتهاء قد يحول المنحة إلى محنة مجددا
استشهدنا سابقآ بغزوة أحد يوم اطمئن المسلمون بالنصر و خالفوا تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم و تركوا مواقعهم لجمع الغنائم ليتحول انتصارهم إلى هزيمة منكرة
التخطيط الاستراتيجي للمستقبل رائع ووضع خطط مبدعة و خلاقة للبدء باستعادة الحياة الطبيعية و حركة الطيران تدريجيا و التفكير بالسياحة و الانتخابات ممتاز و لكن مقام مقال

و معركة الكورونا لم تنتهي أردنيا و لا فلسطينيا و لا عالميا و الطريق صعب و شاق و لكن ليس مستحيلًا.