facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكورونا والأيام المُقبلة


د. وجيه ريان
14-05-2020 04:46 PM

الى متى سنبقى معزولين في بيوتنا ومختبئين خلف كمّاماتنا وقلوبنا تنطوي حسرةً بما نسمع، نرى ونقرأ عن هذا الداء الكوروني المستجد؟

طبعاً ان الأمور سيئة ولكنها ليست يائسة كما يراها البعض. عدد الوفيات في العالم بسبب الإنفلونزا الموسمي، يُقدّر بخمسمئة ألف وفاة سنوياً وهي أكثرمن الوفيات التي سببها مرض الكوفيد 19. رغم أن هذا الداء أسوأ من الزكام الّا أن نسبة الشفاء منه عالية تقارب 98%.ونسبة العدوى به اقل من انتشار فيروس الأنفلونزا. يعود هذا الى الاهتمام الشامل للوقاية من هذا الوباء الذي أصبح عالمياً.

كثير من الدول ربحت المعركة الفيروسية او على وشك اعلان الانتصار على داء الكوفيد ـ 19 وبعكس فيروس الأنفلونزا، ربما دون إعادة النظر بهذا النصر لان البنية الوراثية لهذا الفيروس تُعتبر نوعاً ما ثابتة واقل تغيراً من طفرات فيروس الانفلونزا الموسمي.

ان عدد الإصابات اليومية في فيروس الكورنا المستجد لأغلبية دول العالم في تراجع مستمر. قريباً سنعود للعمل، قريباً سنشاهد المباريات الرياضية على شاشة التلفزيون أولا وفي الملاعب ثانيةً، قريباً ستعود الحياة طبيعيّة في جميع أرجاء العالم.

كثير من الدول والمؤسسات العلميّة، تعمل منفردة او بمشاركة الجامعات او بالتعاون مع شركات طبية خاصة، للبحث عن المضاد الحيوي او لغايات تصنيع الجسم المُضاد (اللقاح).

لحد الآن لم نحصل على المضاد الحيوي الخاص بالكورونا المستجد. ان شركات صنع الأدوية بحاجة ماسّة لدراسات علميّة أولية للفيروس قبل بدء البحث عن المركّب الكيمائي الفعّال. اجمالاً تعمل هذه الأدوية على إبطال حدوث إحدى مراحل تكاثر الفيروس في خلايا الانسان. وتبدأ هذه المراحل منذ لحظة التحام بروتين سبايك الفيروسي مع مكمله بالبروتينات المستقبلة على جدار الخلية، ثمّ يدخل الفيروس الخلية ويتكاثر بها قبل تمزيقها والخروج بالمئات منها. وبعد إثبات فاعلية الدواء يجب تجربته على المتطوعين لتقييم سلامة استعماله.

الكثير من الشركات تعمل بهذا الخصوص، سواء كانت أمريكية كشركة جونسون اند جونسون او شركات هندية وصينية وهنالك ايضاً شركات فرنسية وهولندية وخاصة المانية كمثل شركة بوينتيك. في الوقت الراهن ولعدم وجود المضاد الخاص للكوفيد 19, يُستعمل، بعض الأوقات وفي بعض الأماكن، مضادات فيروسية اُستعملت لأمراض غيرهذا الفيروس، كمركب رمدي سيفير الذي تصنعه شركة جيلياد الامريكيّة والذي اُستعمل مُسبقاً لعلاج مرض الايبولا. ويوجد دواء مشابه لتركيبة هذا الدواء ويُدعى بلاسيبو وهو من الصناعة الصينية. وايضاً مركّب فافيبيرافير المعمول به في اليابان حيث يستعمل عادةً لمعالجة الانفلونزا. وهنالك ايضاً من يستعمل دواء ضد طُفيلي الملاريا (البلازموديوم) وهو المركّب الشهير الذي يُدعى الهيدروكسيكلوروكين، والأمثلة كثيرة.

أود أيضا ان اذكُر بظاهرة مهمة اسمها العاصفة السيتوكينيّة: تعمل مادة السيتوكين التي تفرزها، طبيعياً وباتزان، بعض خلايا المناعة، على تنشيط الخلايا القاتلة للفيروس او بتقديم محددات المستضادات الى الخلايا اللامفوسيتية لتصنيع الجسم المضاد واتمام عملية استجابة المناعية. وقد تبيّن مؤخراً انه في حالة انتاج إضافي زائد عن حدّه من السيتوكينات بسبب الإصابة بهذا الفيروس فقد يؤدي الى ارتفاع المستقبلات لبروتينات فايروس الكورونا المستجد الموجودة على غلاف الخلية البشرية. بهذه الوسيلة يتوغّل الفيروس في احشاء المريض. ولحسن الحظ هنالك دواء من صناعة أمريكية يُستعمل عادةً لمرض التهاب المفاصل يسمى توسيليزوماب. هذا الدواء إذا اُستعمل في الوقت المناسب، بعد قياس مادة الفرّيتين (الحديد) بالدم، يقوم بإعادة إنتاج السيتوكيناتباتزان، ويتجنّب المُصاب دخول العناية المركزة. لكن للأسف الحقنة مكلفة جداً.

في حالة عدم وجود العلاج المناسب او اللقاح المجدي، لم يبق لنا سوى ان نتجنب العدوى ونبقى محجورين في بيوتنا، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، او الحصول على مناعة القطيع. المقصود بذلك هو أن نترك أغلبية الناس يُصابون بالفيروس لكي يصنع جهاز المناعة الخاص بالمصاب، الجسم المضاد بنفسه بدل من اللقاح وبهذا يكوّنون حائط منيع لحماية المجتمع والحد من انتشار الفيروس بكثرة. لكن الكثير الكثيرين سيفارقون الحياة وخاصة الذين يعانون من الأمراض المزمنة وكبار السن.

لحسن الحظ، قد بدأت مئات المؤسسات العالمية ومنذ زمن العمل لإنتاج اللقاح المناسب. وكثير منها أعلن بداية النهاية والبدء بتجربة اللقاح على الإنسان للتّأكد من فعاليته وعدم وجود ظواهر ثانوية مؤلمة. اود ان اذكر الشركة الامريكية جونسون اند جونسون وخاصة فرعها البلجيكي حيث أعلنت مؤخراً ان اللقاح المناسب ضد الفيروس المستجد سيكون في الأسواق في نهاية هذا العام او بداية العام المقبل. وهنالك الشركات الألمانية مشل شركة بوينتيك التي في طريقها لإنتاج اللقاح باستعمالها للشريط الوراثي للفيروس. وايضاً معهد باستور الفرنسي الشهير مستعملاً مزيج اللقاح الذي اُستعمل ضد فيروس الحصبة. وأود ان اذكر بعض الشركات التي قامت بأعمال قيّمة في هذا المجال مثال الشركات الأمريكية البيوتيكنولوجية موديرنا وشركة بيوتيك أنوفيو وأيضا الشركة الصينية سينوفاك، ومعهد شينزهين للعلوم الطبيّة والمناعة.

وفي جامعة أوكسفورد البريطانية، هنالك طاقم علمي برئاسة باحث بلجيكي يُدعى الدكتور برينو هولتهوف قام بدراسة أساسية لمراحل تكاثر الفيروس وبالأخص التصاق بروتين سبايك للفيروس الكوروني المستجد بالمستقبلات البروتينية للخلية المضيفة. انها لفكرة رائعة بان يتم صنع لقاح ضد بروتينات الالصاق حيث يقوم الجسم بعمل الأجسام المضادة الحيوية لتمنع الفيروس من دخول الخلية وتدميرها. ولهذا اُستنسخ الجين الفيروسي لهذه البروتين بالاستعانة بفيروس الادينوفيريس. وقد أعطت الجامعة حق الاستثمار وصناعة اللقاح لشركة استرا زينيكا.

كما قامت جامعة بيتسبرغ الامريكية باختبارات مماثلة اذ استعملت بدلاً من مزيج اللقاح إبرا ميكروسكوبية (400 إبرة) مصنوعة من بروتين سبايك الفيروسي والموضوعة على شريط لاصق لجلد الانسان. عند دخول البروتينات الفيروسيّة في الجسم يقوم جهاز المناعة بمقاومة هذا المحدد المستضد وبصنع الأجسام المضادة له وبالتالي وكما ذكرت سابقاً يمنع الفيروس من دخول الخلّيّة.

وفي الختام، رغم الانكماش النفسي والخوف المستمر إلا أننا محظوظون بوجود المفكرين ومعرفتهم بهذا العدو المخفي ومحاربته بالعقل والتكنولوجيا. نحن محظوظون ايضاً لوجود العديد من المتطوعين ليتم إجراء التجارب لإيجاد العلاج او اللقاح المناسب. وهنالك أيضا العديد من الذين شفيوا من المرض وهم الان يتبرعون بدمائهم حيث يحتوي المصل على الجسم المضاد الفعّال للتخلص من هذا الداء العصي.

باحث وكاتب أردني مقيم في بلجيكا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :