facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأبحاث العلمية .. والمبرر العلمي


د.خليل ابوسليم
02-02-2010 04:30 AM

اليوم كنت مضطرا للوقوف أمام حادثة حصلت أمام ناظري ومع صديق أعرفه معرفة حقة، لا بل وإطلعت على تلك الحادثة -أو لنقل تلك القصة - بحكم الزمالة، وسأنقلها كما حدثت بالتفصيل، عل جامعاتنا ومجالس عمداؤها وعلماؤها يستفيدون منها.

تقول الرواية ياسادة يا كرام، أن أحد الزملاء ويحمل شهادة الدكتوراة في إحدى المجالات، ويعمل مدرسا في إحدى الجامعات العريقة، ومنذ أن بدأ بالتدريس وهو يقوم بعمل الأبحاث المطلوبة من عضو هيئة التدريس وكذلك المشاركة في المؤتمرات والندوات، والغاية الكامنة خلف ذلك كله هو الترفيع وشروطه اللازمة لذلك.

وقد عمد صديقي إلى عمل بحثه باللغة الإنجليزية قاصداً بذلك نشرة في مجلة علمية عالمية محكمة، لتضاف بذلك نقطتين له في سجل الخالدين.

أكمل البحث المنشود وقام بدفعه إلى تلك المجلة المعروفة عالميا والمحكمة علميا، والتي تحتل المرتبة الأولى بين نظيراتها في ذلك المجال، لم يكد يمض ثلاثة أيام إلا والرد موجود لديه بالإيميل، وقد دعاني شخصيا لقراءة الرد، وقد ذهلت لا بل صعقت من هول الرد الذي لا أملك في النهاية إلا أن أشهد- مثلما شهد هو- لتلك المجلة بأنها علمية بحق ومحكمة بحق، وأن ردها يدل على علو كعبها وإحترامها لذاتها في هذا المجال، مثلما هو إحترامها للعلم والعلماء والباحثين.

مختصر الرد كان يقول نعتذر عن نشر البحث موضوع الرسالة، وذلك بسبب عدم وجود مبرر علمي لمثل تلك الدراسة، إنتهى الرد.

التعليق من هنا يبدأ، أولا: كان رد المجلة خلال ثلاثة أيام من تاريخ إرسال البحث، وليس كما تفعل جامعاتنا العتيدة التي بالكاد ترد عليك قبل مرور ستة أشهر من تاريخ الإرسال، وقد تحتاج إلى العديد من الواسطات من أجل أن يقوموا بعملية الرد المبدئي، طبعا والأسباب سنبقيها في بطن كاتب هذه السطور، ولو أرسل هذا البحث الى أحد جامعاتنا لنشر بدون أي تعديل كونه معد حسب اللأسس المطلوبة.

ثانيا: معظم الأبحاث التي إطلعت عليها في جميع المجلات الصادرة في الأردن لا يوجد لها أي مبرر علمي، اللهم بإستثناء تجميع أكبر قدر من الأبحاث من أجل الترفيع من رتبة إلى أخرى، لا بل إن غالبية هذه الأبحاث لم تضف أي شيء جديد في مجال العلوم بمختلف أصنافها وألوانها بقدر ما أضافت العديد من حملة درجة الأستاذية، وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى أنني منذ اكثر من شهرين وأنا عاكف على إجراء بحث علمي في مجال معين، وجمعت لهذه الغاية ما يربو عن سبعين بحثا ومرجع للإستفادة منها، وكم كانت صدمتي كبيرة وشديدة، حيث وجدت أن جميع الأبحاث المشار إليها تحدثت في نفس الموضوع ونفس المضمون ونفس العبارات ونفس المراجع ونفس الفقرات، ونفس النتائج والتوصيات، وفي نهاية المطاف كلها علمية ومحكمة ومنشورة بعضها في نفس المجلة، طبعا لن أشير الى أولئك الذين عملوا أبحاثا بمعدل بحث في الشهر، أو أولئك الذين حشروا أسمائهم في أبحاث غيرهم، أو أولئك الذين قاموا بترقيع الكتب – ولن أقول تأليفها- فقط أرجو أن يبينوا لنا مبررهم العلمي.

ثالثا، وأرجو الإجابة من المسؤلين هنا في التعليم العالي والجامعات المختلفة، كم هي عدد البحوث التي يتم عملها سنويا، وكم هي التوصيات والنتائج التي تخرج بها تلك الأبحاث، وكم هي التوصيات التي يعمل بها من الجهات ذات الاختصاص.

الجواب لاشيء، وأتحدى أن يدلني أي شخص على أي بحث مفيد له مبرر علمي، عدا الترفيع، وخرج بتوصيات مفيدة وجدت طريقها إلى حيز التنفيذ.

أنا لا أنكر حقيقة، بل أقر بوجود العديد من الأبحاث القيمة ذات الفائدة العلمية ولكنها معدودة ومحدودة جدا، وتوصياتها ذهبت أدراج الرياح.

رابعا: المؤتمرات ليست بأفضل حال من الابحاث، بل اسوأ بكثير، حبث شاركت في العامين الماضيين في ثلاثة مؤتمرات علمية، وشارك العديد من زملائي في مؤتمرات أخرى، والتي لم نجد أنها تسمن أو تغني من جوع، وبتنا نطلق عليها لقب السياحة العلمية لا غير، حيث الزخم يكون في اليوم الأول، والسبب هو حفل الإفتتاح الذي يكون برعاية معاليه أو دولته، وباقي الأيام بالكاد يكون الحضور بعدد أصابع اليدين- وان طبشناها شوي بنضيف أصابع القدمين- بإستثناء المتحدثين في ذلك اليوم ، ومثل تلك المؤتمرات أصبحت علامة فارقة في تاريخ الجامعات والمعاهد التي باتت تتسابق لاجراؤها، والهدف المقصود طبعا هو الدعاية والاعلان.

لن أتحدث عن المؤتمرات التي تقوم بعقدها الجهات الحكومية فحالها ليس بأفضل من تلك، ومن يذهب الى أي من تلك المؤتمرات عليه أن يكون صريحا مع نفسه وجريئا ليحدثنا ماذا عمل في ذلك المؤتمر وماذا أضاف – بإستثناء المياومات في جيبه- للمؤتمر أو ماذا أضاف المؤتمر له، فهل من جرىء ليجيب.
kalilabosaleem@yahoo.com





  • 1 الى المحرر 02-02-2010 | 12:41 PM

    ممكن تغيير الصورة على المقال لطفا، لانها قديمة جدا

  • 2 د. احمد القطامين 02-02-2010 | 12:47 PM

    كما تعلم د. خليل فان مستوى البحث العلمي عند اية امة يعكس بصورة امينة مستوى التقدم في مجالاته المختلفة. لذلك لا غرابة في ما رويته.
    مع تحياتي

  • 3 محمود الساكت 02-02-2010 | 01:33 PM

    اخي الدكتور خليل
    مع احترامي الشديد فان هناك بعض الدكاترة ممن يستغلون وضعهم كمدرسين يقومون بسرقة ابحاث الطلبة والتي هيا بالغالب مسروقة من النت او من الكتب ونشرها على انها جهد شخصي ونتيجة لابحاث مستفيضه اويقومو بنشرها من جديد على شكل كتب والدليل لو بحثة عن موضوع باكثر من كتاب ستجد النقل الكامل
    واخيرا شكرا لتطرقك لهذا الموضوع مع علمي باجتهادك بالمواضيع الاجتماعية السياسية

  • 4 د.ياسر 02-02-2010 | 02:16 PM

    حقيقة يا دكتور لقد طرقت موضوعا في غاية الاهمية، ومعظم الزملاء يعانون منه بشكل دائم ومقلق، ولقد تحدثنا سويا في هذا الموضوع خلال الفترة الماضية، وكنا متفقين على ان معظم الابحاث او90% منها لا داعي له لانها مجرد نسخ من هنا وهناك، والغاية فقط هي الترفيع ليس غير ذلك، وكم كنا نتمنى ان يكون هناك معيار آخر للترفيع بدلا من ذلك على ان يكون منطقيا ومقبولا ومعقولا، اما التاخير في نشر الابحاث فانا على قناعة تامة بعدم وجود اي لجنة مختصة في تقييم الابحاث من ناحية المضمون وكل ما يحصل ان يرسل البحث الى مجموعة من الاساتذة ليقوموا بقرائته ومعظم ملاحظاتهم تكون هل اتبع الباحث اسلوب البحث العلمي ام لا، ومن هنا فان المضمون غير ذي اهمية، وأويدك فيما ذهبت اليه من طول مدة الانتظار ولك ان تحدث ان معظم الابحاث ترسل في تاريخ معين وبعد اربع او خمس شهور يقبل للنشر وبعد نفس المدة ينشر، ومذه العبارات تكون مكتوبة في مقدمة او نهاية كل بحث منشور، بالله عليك اين هي الفائدة العلمية من هذا البحث بعد تلك المدة

  • 5 ابو سجى 02-02-2010 | 02:42 PM

    يعني كيف يا خليل بدك بحث علمي مبرر واللي تقديره مقبول بقرا ماجستير ودكتوراة. وبعدين تعال هون. مين اللي تعلم علشان العلم. بس قلي في اردني قدر ياخذ جائزة نوبل. التعليم تبهدل

  • 6 باحث واكاديمي 02-02-2010 | 02:45 PM

    لا تستغرب يا دكتور فالبحث حتى يتم قبوله ونشرة في مجلة عالمية يجب أن تكون له originality/value عاليه بالدرجة الاولى ولا توجد واسطات أو مصالح والشكر الموصول لك يا دكتور خليل.

  • 7 د. ناصر ابو مغلي 02-02-2010 | 03:31 PM

    هذه هي الحقيقة يا دكتور وصدقا 99% من الابحاث التي يتم عملها في الوطن العربي تفتقر الى المبرر العلمي الذي ذكرته باستثناء انها تعتبر المتطلب الرئيسي للترفيع من رتبة الى اخرى، لقد قرأت بحكم عملي العديد من ملفات السيرة الذاتية لدكاترة لم تتجاوز اعمارهم 30 عاما وفي سيرتهم الذاتية ما يربو على ثلاثة عشر بحثا علميا محكما وكل بحث محكم ومنشور في مجلة مختلفة عن الاخرى، اليس هذا عجيبا ومريبا ومتى تخرج هذا الدكتور حتى يستطيع ان يجري هذا العدد من الابحاث

  • 8 د. الشمري 02-02-2010 | 04:08 PM

    اسمحلي يا دكتور ان أشد على يديك في هذا المقال الذي يجسد واقع الابحاث والمؤتمرات المرير الذي تعاني منه معظم جامعاتنا، ولكن إحذر ايها العزيز فأنت بهذا تكون قد أثرت زملاء المهنة عليك.

  • 9 مفتاح 02-02-2010 | 04:15 PM

    جزاك الله كل خير على هذه المعلومات التى اثارت خيبة الامل فلا املك ان اقول الا القول الشهير للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه "نحن قوم اعزّنا الله بالاسلام فان ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله" وهذا مفتاح كل شىء وهو العودة لديننا الحنيف واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .ستنهض الامة وتنفض من غبارها وتاريخنا يشهد لنا بذلك .

  • 10 02-02-2010 | 04:19 PM

    شكرا للكاتب

  • 11 أ.د. نزار أبوجابر/ عميد البحث العلمي في الجامعة الالمانية الاردنية 02-02-2010 | 04:19 PM

    مع اهمية هذا الموضوع، فيجب وضع بعض الامور في سياقها الصحيح. فعملية توجيه البحث الى ما هو "مفيد" مرتبطة الى تقدير الباحث نفسه في غياب الادوات المؤسسية الفاعلة لذلك. و لا ننسى ان الابحاث ذات التوجه المحلي قد لا تكون مهمة بالنسبة للقراء في اماكن اخرى من العالم. و قد اجزم ان هناك تناقض ما بين ما يعتبر مهم محليا و ما هو مهم عالميا.

    أما التوجيه المؤسسي الى ما هو مهم فهو مرتبط بأدوات التمويل و الترقية، حيث ان تفعيل هذه الادوات لتوجيه الابحاث نحو مناحي معينة قد يؤدي الغرض المطلوب. و لكن و في النهاية فان الباحث يجب ان يشعر بان هناك من يقرأ و يأخذ نتائج ابحاثه مأخذ الجدية، حيث ان اهمال الابحاث العلمية من قبل الجهات ذات العلاقة يعزز اللا مبالاة و السلبية، و اعتقد ان هذا هو المحك.

  • 12 الدكتور مهند الطراونة - مملكة البحرين 02-02-2010 | 04:22 PM

    والله اخي الدكتور انك وضعت يدك على عين الحقيقية فقد اصبح نشر الابحاث مشكلة نواجهها جميعا

  • 13 د. محمد-جامعة خاصة 02-02-2010 | 09:29 PM

    شكرا لك يا دكتور على هذا المقال الذي لامس هما من هموم القطاع الاكاديمي، ونحن مثلك نطالب بان يكون معيار البحث العلمي هو من آخر المعايير للترفيع وليس اهمها، وأؤيدك في ان معظم الابحاث ما هي الا عبارة عن هدر للوقت والجهد والمال، والان اصبح لدينا العديد من المكاتب المتخصصة في هذا المجال وتستطيع ان تعمل لك بحثا بمبلغ متواضع خلال اسبوع ولك ان تتاكد من ذلك من خلال زيارتك الى البوابة الشمالية للجامعة الاردنية او الى شارع جامعة اليرموك وغيرها

  • 14 Mahmoud 03-02-2010 | 11:37 AM

    الأبحاث العلمية...والمبرر العلمي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :