facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحسن بن طلال و"مدنية الإسلام"


يوسف عبدالله محمود
25-05-2020 12:09 PM

في كتاباته المتعلقة بالتراث الإسلامي يحرص سمو الأمير الحسن بن طلال على نفي التهم التي يلصقها أعداء الإسلام من المستشرقين – ولا أقول كلهم – ومن الليبراليين الجدد المدافعين عن النظام الرأسمالي بالعقيدة الإسلامية. من هذه التهم أن الإسلام دين التعصب والكراهية يرد الحسن بن طلال على هذه التهم المستنكرة بقوله "إن التقاليد الإسلامية تفرض التسامح والتعايش في ما بين المجتمعات البشرية".
الحسن بن طلال الأعمال الكاملة ص606

وانطلاقاً من هذه التقاليد لا يمكن الزعم أن الإسلام دين التعصب أو أنه ضد العلم والعلمانية بالمطلق، فثمة علمانية مؤمنة. يستذكر سموه أول قانون مدني في الإسلام احتفت به صحيفة المدينة التي منحت أفراد المجتمع الإسلام زمن النبوة "حق المواطنة".
"كانت قانوناً مدنياً وبرنامج عمل للتعددية الإسلامية". ص607

وهذا يعني أن "حق المواطنة" بشَّر به الإسلام منذ بزوغ نوره.

من هنا فإن الإسلام قد أكّد على حقوق الآخرين. أعطى "المواطنة" الأولوية "كانت فكرة اكتساب حق المواطنة على أساس الإقامة معروفة جداً في الإسلام". ص606

يشير سموه إلى "أن القرآن الكريم قد وَبّخ فرعون مصر لاضطهاده المجتمع اليهودي في مصر".

وهنا أتساءَل: أين العنصرية الإسرائيلية من هذه القيم الإسلامية الكريمة!

إن إنسانية الإسلام لا يستطيع كائن من كان التشكيك فيها. احترام الآخرين من غير المسلمين يتحدى ما يروّجه أعداء الإسلام هذه الأيام من أنه يقوم على نفي التعدّدية واضطهاد الآخرين من أصحاب الديانات الأخرى، وأكبر دليل على ذلك أن المؤهلين من أصحاب الديانات السماوية الأخرى قد تبوّأ بعضهم مناصب تنفيذية في الدولة الإسلامية "باستثناء أعلاها".

يبرز الحسن بن طلال مزايا حفل بها الإرث الإسلامي منذ أقدم الأزمان، وهي تدحض اتهامات أعداء الإسلام القائلة بأنه أي الإسلام حجر عثرة أمام ظهور السياسة التشاركية والجماعية "مدّعين بأن ليس في الإرث الإسلامي ما يشبه فكرة الحكومة التمثيلية". إنهم من منطلقهم العنصري "يزعمون أن حكم الفرد والخنوع له هو التقليد السائد في التاريخ الإسلامي".

وعليه نراهم يستنتجون استنتاجاً عنصريّاً غريباً مفاده "أن أي مجتمع مسلم في الحاضر أو المستقبل سوف يسد الطريق تحديداً أمام المجتمع المدني". المرجع السابق ص604

مَن قال هذا؟ دَعني من "المتطرفين" الذين لا يمثلون "الإسلام" فهم كأي متطرفين في الديانات الأخرى!

بالطبع لا نستطيع أن ننكر أن ثمة حقباً إسلامية سادها الاستبداد والفردية المطلقة، لكن هذا كان استثناء، بمعنى أنه حدث في عصور متأخرة اختلط به الحابل بالنابل. يحرص الحسن بن طلال على إبراز ما في التعاليم الإسلامية من قيم "تُقدم أسساً صلبة لتطوير المجتمع المدني". "فالمدنية والمواطنة والتسامح والتعددية أمور أساسية في التراث الإسلامي".
المرجع السابق ص610

هذا ما يجب أن يدركه أعداء هذا الدين.

الحسن بن طلال وهو يغوض في تراثنا الإسلامي يكشف عن قيمه الروحية والإنسانية التي أخذ منها الغرب الكثير في مطالع نهضته.
"إن التقدم والتطوّر اللذين حظيت بهما الحضارة الإسلامية ينقضان الفرضية القائلة إن الإسلام ينوء تحت فكر ديني جامد".
الحسن بن طلال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :