facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مضطهدون في صحفهم


محمد عايش
03-06-2007 03:00 AM

في كل مرة يجري الكلام فيها بالعالم العربي عن الحريات الصحافية وحقوق التعبير عن الرأي، تكون الحكومات هي الشماعة التي نُعلق عليها تخلف وسائل اعلامنا وتهميشها وعدم قدرتها على تقديم أي مفيد لمجتمعاتنا، وفي كل مرة نطالب بقوانين صحافة جديدة تزيد من هامش الحرية والقدرة على ابداء الرأي.
والمفارقة.. أن هذه الحالة ليست فقط عندما يكون الامر متعلقاً بالاعلام والحريات الصحافية؛ فثقافتنا العربية تزخر بالكثير من معالم الهروب من المسؤولية.. فالطالب في الجامعة –مثلاً- يُعلق فشله دائماً على المعلم لكنه عندما ينجح في امتحانه يعزو هذا النجاح الى جده واجتهاده وحرصه على المذاكرة!!وبالعودة الى حالة الحريات الصحافية في الأردن، فنحن طالبنا ونطالب وسنطالب بالمزيد منها، ومن واجب الحكومة أن تستمع لنا، وهي تستجيب حيناً، وتتناسى أحياناً أخرى، وهذه ليست مشكلة، فالأردنيون أفضل حالا من غالبية الأقطار العربية، وكثير من الأقطار الاجنبية..
المشكلة في الاردن ليست في القوانين، فهذه القوانين ليست قرآنا منزلاً، وانما يمكن تغييرها بين ليلة وضحاها اذا اقتضت الحاجة.. لكنَّ المشكلة في ثقافتنا وتفكيرنا وسلوكنا نحن الافراد.. اذ أنني يمكن أن أتفهم بأن تصادر حكومة ما رأياً ينتقد سياساتها، لأن الاستمتاع بلذة السلطة يقتضي الحاجة لعدم افساد هذه اللذة بالنقد اللاذع..
لكنني لا أفهم أبداً أن يُصادر رئيس تحرير جريدة ما آراء صحافييه.. ولا أفهم كيف يدافع شخص ما عن الحريات ويصادرها في الوقت نفسه..
لا أفهم كيف نطالب حكومتنا باحترام حرياتنا وآرائنا وصحافيينا.. والقائمون على بعض وسائل الاعلام يضطهدون أبناءهم ويطاردونهم في حقوقهم وحرياتهم..
لا أفهم مطلقاً.. كيف يُمكن أن تحترم الحكومة صحافيين لا تحترمهم مؤسساتهم؟
هل يفكر صحافي في الاردن أن يكتب بما يتناقض مع مصالح رأس المال؟
هل يُفكر صحافي في الاردن أن يختلف في الرأي مع رئيس تحريره؟
هل يجرؤ صحافي في بلادنا على انتقاد أحد المعلنين أو المشتركين أو الاصدقاء؟
هل يستطيع صحافي أردني أن يختلف بالرأي مع رئيس التحرير أو المالك أو أصدقائهما أو أقربائهما أو جيرانهما؟
هل يُفكر صحافي أردني أن يحلم بما لا يروق لرئيس تحريره أو صاحب رأس المال المهيمن؟

***

في الأردن.. يستطيع الصحافيون انتقاد الحكومة وأمريكا واسرائيل، ويستطيعون بكل حرية المطالبة باصلاحات ديمقراطية في كل مكان، لكن لا يستطيع أي منهم انتقاد رئيس التحرير أو صاحب رأس المال، ولو في أسوأ كوابيس الليل أو أحلام النوم!

ayesh25@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :