facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كل الحق على الفلسطينيين


المحامي عبد اللطيف العواملة
31-05-2020 10:17 PM

لوم الضحية، من اساليب القوى المحتلة عبر التاريخ، وكانت تعمل بسبل كثيرة على زرعه وتغذيته بشكل مستمر في نفسية الشعوب التي ترزخ تحت الظلم و اقناعها بانها مسوؤلة عن ما يلحق بها من اذى . فالمعتدي يكون دائما على وشك تهدئة موجة عدوانه ، و لكن المحاولات "الخاطئة" للضحية في الدفاع عن نفسها تؤدي الى التصعيد و الى المزيد من الالم !

استطاعت الصهيونية ان ترسخ هكذا منطق حتى ان بعض العرب قد تبناه قولا و فعلا. لقد اصبح لوم الفلسطينيين "موضة" العصر و مدعاة للتخلي عنهم ليواجهوا مصيرهم بانفسهم. و المأساة الكبرى هنا اننا لم نفهم طبيعة الحركة الصهيونية و فلسفتها القائمة على الفرز الديني و العنصري و الثقافي مع سيطرة على الارض . النموذج الصهيوني هو نقيض لكل ما يجب ان تكون عليه الاوطان ، و قد برهن التاريخ العربي الحديث كيف ان اتباع اشكال من هكذا نموذج يكون مدمرا و بشكل حتمي و ان طال الزمن .

فلسفتنا العربية يجب ان تكون نقيضا مباشرا لمبادىء الصهيونية ، و ان لا نقبل ان ننجر خلفها بانبهار او رهبة . لقد نجحت اسرائيل في اضاعة اولوياتنا من فلسفة وجود ، و ارض و تشريد شعب ، الى ان اصبحنا نحتفل بما نعتقد انه تنازلات مهمة كسلطة شكلية و سيادة وهمية و مفهوم نظري لحق العودة . ضاعت البوصلة و لم يبق لدينا الا لوم الفلسطينين ، و كأن ذلك يعفينا من المسؤولية التاريخية . من دلائل الانهزام ، المعنوي قبل المادي ، هو التشبث بنظريات المؤامرة و العمالة على حساب الوقائع و التي تفرض الاعتراف بالتقصير و تحمل نتيجة الخسائر بشجاعة و احتساب الدروس المستفادة .

ان صلب القضية عربي ، و ما حل بنا منذ مئة عام شاهد على ذلك . يجب ان نقاوم الصهيونية لانها تشكل خطرا استراتيجيا علينا كعرب اولا ، و ليس فقط لان من واجبنا دعم اشقائنا الفلسطينيين ، و الفارق جوهري بين المرتكزين . اذا استطعنا ان نعيد البوصلة الى التحدي الحقيقي فاننا سننجح في وضع منهجياتنا على الطريق الصحيح ، و سنحل عقدة الهويات المركبة من وطنية و دينية و مذهبية و عرقية و مناطقية، حيث ستتكامل هذه الهويات بدلا من ان تتناقض .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :