عمون - قرر أبناء حي الطفايلة في عمان الغاء عادة غداء العريس وبعض المظاهر المكلفة الأخرى بسبب الاوضاع القائمة في البلاد وتخفيفا على الشباب.

وفما يلي نص البيان الذي وزع في الحي وقرر الشباب المقبل على الزواج الالتزام به سنة حميدة طيبة ان شاء الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف"

الإخوة ابناء الحي الكرام،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بخير.

في الوقت الذي تتجه فيه المجتمعات الى تفقد احوالها وتحسين ظروف معيشتها ومعالجة بعض مظاهر عاداتها وتقاليدها الاجتماعية السلبية التي تثقل كاهل افراد المجتمع وتدفعهم للانفاق عليها حد الإسراف والتبذير المكروه، وفي ظل اوضاع اقتصادية صعبة للكثير من ابناء مجتمعنا والشباب منهم خاصة، فكان لابد من الوقوف امام الحالة التي يعيشها مجتمعنا والظروف الصعبة التي يعاني منها شبابنا وخاصة منهم المقبلين على الزواج، والذين يعانون من متطلبات الانفاق على الزواج، بسبب تعدد مظاهره السلبية الكثيرة المرافقة له، والتي تدفع الكثير من شبابنا إما الى تحمل نفقات اضافية ثقيلة تفوق طاقته وتدفعه للجوء الى الاقتراض الربوي او الخاص لتغطية تلك النفقات ويمضي معها سنين طوال ملتزما بسدادها عل حساب اسرته وحياته، او تدفع البعض الاخر من الشباب لوقف التفكير في الزواج نهائيا او تأخيره، كما وان استمرار فترات الحظر بسبب وباء كورونا قد حالت ايضا دون اكمال مراسم زواج الكثير من شبابنا من ابناء الحي، وطالت معها فترات الخطوبة، وما تعكسه من أثار سلبية ايضا، فكان لابد من الوقوف أمام هذه المشكلات والتحديات بجدية وعزيمة لمواجهتها والوصول إلى الحلول المناسبة للخروج منها، ولذلك فقد تنادى مجموعة من شبابنا من المبادرين من ابناء الحي ممن عهدناهم دوما من السباقين في العمل العام وخدمة افراد المجتمع لدعوة الشباب المقبل على الزواج والراغبين ايضا لمناقشة سبل تيسير زواجهم ضمن الامكانات والقدرات المتاحة، وتذليل كل العقبات وخاصة منها تلك التي تثقل كاهل الشباب وتضاعف من نفقاتهم حد الاسراف، وطرح بدائل طيبة ومقبولة ومأجورة باذن الل ، لتكون عادة دائمة وليست عابرة، ونهجا جديدا يوازن بين اوضاع الشباب المالية وظروفهم الاجتماعية وبين استمرار اقبال الشباب على الزواج دون تعقيدات ومظاهر ونفقات تثقل كاهلهم، وللتكيف ايضا مع ظروف البلاد واستمرار وجود وباء الكورونا، فقد عقدت اكثر من جلسة دعى اليها المبادرون وحضرها الشباب المقبلون على الزواج، وقرروا وبعد نقاشات وتوضيحات الخروج بالتوصيات التالية والتي عقدوا العزم على الالتزام بها والدعوة اليها وأهمها:

أولا : الغاء غداء العريس، والاكتفاء بتحلية بسيطة داخل قاعة جمعية جعفر الطيار او احدى القاعات المتوفرة في الحي إذا كان اكثر من عريس، بحيث تكون القاعة متاحة للجميع من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر، ليتسنى للجميع تقديم النقوط للعريس والمباركة له في اجواء مريحة غير مكتظة ومتباعدة بين الناس وبسيطة، لا تؤدي الى تجمعات كبيرة ولا تعطل اعمال او اشغال الناس.

ثانيا : إعادة النظر بعدد ايام الحفل الذي تقيمه النساء في القاعات او الصالات واختصاره على يوم واحد فقط مع الغاء عشاء الفاردة، توفيرا للجهد والنفقات غير اللازمة التي ترافق تلك الحفلات لعدة ايام.

وسيبدأ تطبيق هذه العادة ان شاء الله مع منتصف شهر حزيران القادم من قبل أحد الشباب المقبلين على الزواج ممن طالت فترة خطوبتهم، وسيتبعه اخرين ضمن ترتيب وتنسيق يعلن للناس قريبا.

يا عباد الله الطيبيين:

اتقوا الله تعالى في أنفسكم، وفي أولادكم؛ ذكورا وإناثا، وحثوا الشباب على الزواج وتوفير وتيسير زواجهم، وأعينوهم على ذلك، واتركوا المغالاة في المظاهر المسرفة في النفقات والغداء وكل المراسم التي تثقل كاهل العريس؛ فإنها والله من أسباب تأخير الزواج، وارتفاع نسب الطلاق قبل الدخول، واعلموا إن من أسباب سعادة الزوجين وطول العشرة بينهما قلةَ تكاليفه؛ فاذا كانت نفقات الزواج ميسرة، وقليلة، ومعقولة، فإن ذلك يساعد على سعادة الزوجين، وطول العشرة فيما بينهما، ويحث الاخرين على الزواج ايضا.

وكما تبدلت عادات العزاء وزيارات المرضى لدينا بسبب الظروف، وساهمت بتخفيف العبء عن أصحابها، فمن السهل ايضا أن نؤسس لعادات اجتماعية مباركة طيبة فيما يخص افراحنا ايضا.

بارك الله لكم جميعا، وبارك الله لكل مبادر. وبارك الله للمقبلين من ابنائكم على الزواج. وكل عام وانتم بخير.