facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بحاجة إلى بديل إنساني!


رنا شاور
10-02-2010 10:50 AM

الصخب في التعبير عن الفرح يأتي في سياق طردي لكمّ الضغط والتحفز والإحباط الذي سبقه. تتأكد لي هذه القناعة عام اثر الآخر بعد كل اعلان لنتائج الثانوية العامة. السبت الماضي بث التلفزيون الأردني في أخبار الثامنة مساء تقريراً حول ممارسات الطلاب "الخاطئة" في التعبير عن الفرح بعد اعلان النتائج "المُزاحة" بدءا بأجسادهم المتسلقة خارج السيارة المتهوّرة أو اطلاق العيارات النارية أو أي ازعاج محتمل آخر.

ينهمك المتفلسفون كل عام بإطلاق النصائح حول المبالغة في ممارسة الفرح وعن ضرورة بث التوعية حول هذه الممارسات الخاطئة. هي ممارسات خاطئة نعم..لكن المقصود توعية من ؟.. هل المعني هو الطالب الذي أرهق ضغوطا ً نفسية وضغوطا ً عائلية لأن فرصته هذا العام ستحدد مصير ومسار حياته؟ وهل بالإمكان تهدئته كي لا ليشعل الشارع فوضى إن حقق مراد أهله بالنجاح الذي لايقبل القسمة سوى على قناعاتهم .

في عام 1989 كنا على مقاعد الثانوية العامة أنا وصديقة عزيزة، و حصلنا حينها على معدّل تراكمي علمنا لحظة إعلانه أنه سيعود علينا بسخط الأهل. جلسنا يومها في البرد القارس تحت المطر في محاولة لاستجماع قوانا المتهالكة أصلا ً لمواجهة الغضب القادم ووضع استراتيجيات الاسترضاء لأن النتيجة لن تمثل طموح أوساطنا العائلية بالتأكيد. الآن أصبحت هذه الذكرى تثير فينا الضحك والتسلية بعد أن تقدمنا إلى نجاحات أكبر وأهم في الحياة.

إن التوجيهي ، بتقديرنا كأهل وطلاب، كان ولا زال، المسؤول عن صياغة معاني النجاح أو الفشل في الحياة، لذلك ترى طلبة الثانوية العامة يبالغون بالمشاعر السعيدة في حالة التفوق، أو يعتبرونه العتبة التي ينحرون فوقها أحلام المستقبل في حالة الفشل.

في الحياة محطات ممكن ان نتوقف عندها لتملأنا بالأمل غير امتحان جائر: هناك مثلا ً التخرج من مرحلة علمية قادمة، ثم العمل والنجاح، الزواج، الأطفال وغير ذلك من مباهج الحياة. هناك الابداع والطموح والإرادة لتحقيق نجاحات متتالية.

لم يتشكل وعينا منذ البدء على خطأ حشر المستقبل وحشد الفرح بمحطة وحيدة ، ولم نكن لندرك أن الفرص من الممكن تقسيمها على اكثر من مشروع حياتي. الوعي الذي يطالب به الإعلام والمختصون ليس من المفروض أن نتفلسف به فوق الطالب ، الرسالة يجب أن تتجه للمسؤول عن وضع طالب التوجيهي في هذه الجريمة النفسية.

العلامة مهمة في الثانوية العامة لأنها تصل بصاحبها إلى الطموح الدراسي المأمول وهذا مؤكد، لكنها ثقافة غائرة في البؤس أن نورث على مر السنين هذا القدر من الإحباط المبكّر لمزيد من الأجيال. أما آن لأوثان التوجيهي أن تتحطم؟ أليس ثمة بدائل دراسية أكثر انسانية؟





  • 1 المغربي 10-02-2010 | 03:40 PM

    تحياتي للكاتبة
    ونأمل ذلك قريباً.

  • 2 علي عادل 10-02-2010 | 03:41 PM

    مقاله رائعه جداً


    نحو التميز

  • 3 الدبعـــــــــي// الســــــــــلط 10-02-2010 | 03:50 PM

    مقاله رائعه

  • 4 محمد الغساسنه_الكرك 10-02-2010 | 07:47 PM

    بالفعل مقاله رائعه جدا وبتوفيق و الى الامام للكاتبه واكثر اشي اعجبني بالمقاله الصراحه والوضوح بكتابتها...

  • 5 د.دينا 11-02-2010 | 03:51 PM

    مقال رائع و اؤيدك 100 بالمئة خاصة عبارة (في الحياة محطات ممكن ان نتوقف عندها لتملأنا بالأمل غير امتحان جائر) ومن خبرتي الشخصية اقول: لقد حققت تفوقا كبيرا في امتحان التوجيهي حين قدمته في سنة 2002 اهلني لدخول كلية الطب والان و انا طبيبة انظر لتلك الايام و استغرب للمشاعر و الاضطرابات الملازمة لها اذ ان النجاح في حياتي لم يتوقف على تلك النتيجة حتى وان كان تحدد بها بشكل او باخر ففي الحياة محطات اخرى تجلب البهجة وتشعر بالاعتزاز و الفخر غير التوجيهي بضغوطاته القاتلة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :