facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاعتذار فن يتقنه القليلون .. !


د. ديانا النمري
12-02-2010 02:40 AM

فـي دروب الحيـاة ومسالكها العديدة، يتعرض الكثيرون منا لخسارة أشخاص مقربين، سواء كانوا أقرباء أو أصدقاء؛ نتيجة لإرتكابنا الأخطاء بحقهم وإصرارنا على المكابرة وعدم الإعتذار... وكأننا نحن الوحيدون في هذا العالم الذين يملكون الأحاسيس والمشاعر المرهفـة في حين نعتقد جازمين أن الأخرين يفتقدونها... ففي هذه الحياة من أراد العيش بسلام مع الناس فليرتقي بهم ومعهم لا عليهم، وليتعلم فن الإعتذار بصدق والذي يضيف الكثير من الحضارة والرُقي لقيمتنا الإنسانية.

الإعتـذار ذاك الأسلوب الراقـي من أساليب التعامل الحضاري بين النـاس، فهو الفعل النبيل والكريم الذي نقوم به كي نعطي الأمل بتجديد العلاقات عندما تنقطـع؛ إضافـة الى كونـه إلتزاماً يحثنا على العمل لتحسين علاقتنا بالآخرين، وعلى تنمية وتطوير إنسانيتنا... فالإعتذار عند الخطأ هـو ليس مجرد لطافـة بل أسلوب تعامل إنساني وفـن له قواعده ومهاراته التي يتوجب علينا جميعـاً أن نتعلمها.

المعضلة الكبرى والإجحاف بحق هذه القيمة الإنسانية الراقيـة يكمن بندرة الإعتذار، والإستخفاف بقـدره في مجتمعنا، فمن يعتقد أن الأعتذار سيقلل من قيمته، ويفقده هيبته، وينقص من شأنه، هو مخطئ كل الخطأ، فالمرء الكبير قدراً هو من يعترف بأخطائه لأن «الإعتراف بالحق فضيلـة»... فكـم فقدنا في مشوار حياتنا من علاقة ثمينة وضربنا بعواطفنا وعواطف الآخرين عرض الحائط لمجرد إمتناعنا عن الإعتذار الصادق !!.

فقراء نحن في ثقافة الإعتذار بل نحاول مراراً وتكراراً أن نلتف حولها بالطلب من الآخرين طي صفحات الماضي وكأنه لم يحدث شيئاً، حتى لا تظهر أخطاؤنا وبذلك نضطر الى تقديم الإعتذار... متسائلين بعدها أين ذهب الصفاء والود القديم في هذه العلاقة ؟!... عندما نخطئ بحق الآخرين يتوجب علينا أن نقدم لهم الإعتذار الصادق النابع من الداخل، الذي بـه نزيـح من القلوب ما تراكم من طبقات الخصام وما ترسب من ضغائن في النفوس، وبذلك فقط نستطيع فعلياً أن نفتح صفحة جديدة مشرقة في علاقاتنا الإنسانية لمن أسأنا اليهم.

مهارة مهمة من مهارات الإتصال الإجتماعي هو الإعتذار، فكم مرت علينا من إشكاليات في حياتنا كانت ستحل وبكل سهولة لو قدمنا إعتذاراً بسيطاً، بدل من تقديم الحجج والأعذار التي لا نراعي فيها شعور الغير، أو إطلاق الإتهامات لمجرد الهروب من المواقف الحرجة!.

الإعتـذار بلسم يداوي الجـروح، فلو أدركنا الحقيقة البسيطة بأن أغلب قلوب المجروحين ليست جاحدة جامدة لا تقبل الإعتذار الصادق، بـل في داخلها تتلهف لتقبلـه... فكم شفى الإعتذار من عللٍ وأذهب من حسرات، وكم أخمد من لهيب وأسكن من ثورات كانت مشتعلـة في القلوب !!..

Diana-nimri@hotmail.com

الراي





  • 1 الصديق 12-02-2010 | 08:31 AM

    كل الشكر للدكتورة ...مقال رائع والى الامام دائما

  • 2 الصديق 12-02-2010 | 08:32 AM

    كل الشكر للدكتورة ...مقال رائع والى الامام دائما

  • 3 مغترب 12-02-2010 | 08:35 AM

    هدا المقال يحمل اهداف سامية ....حلو ويجب التمعن بة....الاحترام والتقدير للكاتبة

  • 4 علي عادل العبهري 12-02-2010 | 03:21 PM

    مش عارف شو احكي مقال روعه

    يعطيكي الف عافيه

  • 5 ابن الجنوب 12-02-2010 | 03:53 PM

    يارريت هذا المقال الجميل ان يقرأ وزير التربية والتعليم ووزير الدولة الناطق الرسمي اللي دائما يبرر الاخطاء الحكومية ويعلقها على المواطن الغلبان ،،، شكرا على هذا المقال رسالة وصلت الى المسؤولين شكرا

  • 6 حسان سلطان المجالي 12-02-2010 | 05:21 PM

    الأعتذار فضيلة ، ودليل القوة ،وهو يقرب القلوب ويلئم الجراح ويجدد الثقة ويفتح الصفحات الجديدة في التعامل . وهذا ليس فقط على صعيد الاشخاص بل حتى في تعامل الحكومات مع رعاياها .
    شكرا للكاتبة المبدعة على هذا المقال .

  • 7 محمود الحيارى 12-02-2010 | 05:48 PM

    نعم علينا جميعا تعلم ثقافة الاعتذار وخاصة حين وقوع الخطأ
    لقد استطعنا والحمد للة تعلم الكثير وبالتالى ارى من السهولة بمكان ان ننتعلم عند وقوع الخطأ تقديم العذر لمن وقع علية الخطأ وحل الاشكالات باقل الخسائر الممكنة وهذا براى المتواضع افضل الف مرة من الاصرار على الخطأ والعمل على تبربرة بتبريرات واهية لاتصمد ولاتنطلى على احد،شكرا للكاتبة على اضافتها القيمة واسال اللة ان تلقى أذانا صاغية لدن القائمين على شوون الوطن والمواطنبن من اهل العزم الذين يستحقون منا كل المحبة والاحترام والشكر موصول لكل القائمين على صوت الاغلبية .

  • 8 بشار 12-02-2010 | 06:05 PM

    بصراحة الدكتورة النمري كلامك صحيح 100 % قلما نجد اناس يعتذرون للاخرين كما تفضلتى ولكن نرجو ان يعيد الاشخاص نظرهم اتجاه هذه المواضيع التى كثير من الناس يعتبرها عابرة وبلا قيمة كل الاحترام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :