facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانتحار ،،،، نزيف متصاعد


د.حسين الخزاعي
13-02-2010 02:45 AM

للمرة الثانية اكتب حول موضوع " الانتحار " ـ والذي زاد قلقي ودفعني للكتابة من جديد حول هذه القضية انه منذ مطلع هذا العام بلغ عدد حالات الانتحار التي تمت بشكل كامل ( 10 ) حالات لتاريخه وهذا العدد من المنتحرين يعتبر بمثابة تحول كبير في عدد الحالات ونوعية طرق الانتحار ، حيث ان عدد الحالات قبل خمس سنوات لم يكن يتجاوز ال ( 20) حالة في كل عام ، كما ان نوعية طرق الانتحار قد بدأت تأخذ اشكال وطرق اكثر عدوانية وجرأة في الاقدام على قتل النفس وايذاء الجسد وتعذيب الآخرين . فالحالات العشر التي تمت خمس حالات منها استخدمت طريقة الشنق ، وحالتين قفز من فوق بنايات عالية ، وثلاث حالات تناول كميات كبيرة من العقاقير . والمحزن والمقلق ان الذين اقدموا على الانتحار ( خمس فتيات ) وخمس شباب . وجميعهم اعمارهم تقل عن الاربعين عاما منهم طالبة جامعية وشاب لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة .
سوف ابتعد عن الفلسفة والتنظير والاشارة الى النظريات الموجودة في بطون الكتب ، فمئات من رسائل الماجستير والدكتوراه مرصوفة على الرفوف في شتى الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية والعلمية والطبية لم تقدمنا خطوة الى الامام ، سابتعد عن سرد اسباب ودوافع الانتحار ، فلكل مجتمع خصوصياته الثقافية والحضارية وعاداته وسلوكاته ، وهذه السلوكيات بعيدة كل البعد عن قيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا ، سانطلق من الفلاسفة القدماء حيث اعتبره الفيلسوف اليوناني طاليس الانتحار بانه :عمل غير اخلاقي ينم عن عدوانية الفرد ضد نفسه يضر بالمجتمع والعائلة . والفلسفة في ذلك العصر كانت ام العلوم ، سانطلق من تعاليم واحكام الديانات السماوية جلها التي طالبت في اتباع كافة الطرق لتوفير السعادة للبشر وعدم ايذاء النفس وسارفع صوتي مذكرا وقائلا : " لجسمك عليك حق " . وهل هناك اعمق واغزر من هذه التوصية للانسان بان يحافظ على جسده من التعرض للاذى .
وبعد ،،، نحن باشد الحاجة الى ان تقوم الحكومة وبشكل سريع بانشاء مركز لاعادة تاهيل وعلاج محاولي الانتحار ، ففي الأردن هناك " 400 – 500 " محاولة انتحار سنويا ، وفي العام الماضي سجلت (65) حالة انتحار تام ، وبرز الى العلن في منتصف نيسان الماضي ظاهرة " الانتحار العلني " ، ولا بد من الاعتراف بانه ليست كافة الحالات تبلغ عنها ، لان الانتحار يعتبر وصمة اجتماعية ، والحقيقة المؤكدة والمزعجة انه لا يوجد سجل وطني لرصد ومتابعة حالات الانتحار او محاولات الانتحار حتى نتوقف عند الرقم الحقيقي للقضية ، ولنعترف بان التدخل المهني والعلاجي غير موجود لمحاولي الانتحار ، حيث ان محاول الانتحار يسلم الى اهله بدون ان يتم عرضه على طبيب نفسي مختص يتابع اعادة تاهيله والاشراف على علاجه ، ولعلي اؤكد ان (90%) من محاولات الانتحار والانتحار الكامل اسبابها امراض واضطرابات نفسية ، والعوامل الاجتماعية تعتبر مهيجة ومحرشة للامراض النفسية والعصبية .
مسك الكلام ،،، لا تمروا مرور الكرام على حالات الانتحار التي تتم في الاردن ، حتى لا نفاجأ بارقام كبيرة وطرق اكثر وحشية في الاعتداء على النفس .
Ohok1960@yahoo.com
الكاتب : اكاديمي ، استاذ مشارك – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية





  • 1 صديق قديم من 20 عام 14-02-2010 | 10:01 AM

    مقال رائع ....شكرا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :