facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فايروس اغتيال الشخصية .. الوباء والدواء


فيصل تايه
23-06-2020 02:56 PM

ليس فايروس كورونا وحدة من يجلب الداء والوباء ، فهناك اوبئة مستديمة ومتاصلة في شخصيات بعض القمئة نفوسهم ، مليئة بفيروسات الفساد والتخريب والفتنة وصلت حد الجائحة ، تحاول التسلل الى مجتمعنا والتأثير عليه من خلال زرع وباء فيروسي خطير في نفوس وعقول ابناء الوطن الواحد ، ما يلزم تعاطينا الفوري جميعاً للقاح فعال ، ضد كل هذه الفيروسات والأمراض الخبيثة ، بحيث نكون جميعاً أفراداً وجماعات أحزاباً ومنظمات وشخصيات سياسية واجتماعية جسم هذا الوطن ، فإذا ما أردنا أن يظل هذا الجسم صحيحاً وقوياً ومعافى في كل أجزائه ومكوناته من كل هذه النوائب يتوجب علينا المحافظة عليه ، بمكافحة واستئصال أية خلايا ميتة أو فاسدة تسعى إلى تدميره ، وتحصينه ضد كل تلك الفيروسات اللعينة ، بلقاح التماسك وحب الوطن والولاء والانتماء لترابه ، ذلك اللقاح أنتجته ووفرته لنا أسس وتعاليم ديننا الحنيف ، وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية ومبادئنا الوطنية على مر العصور .

يجب علينا جميعاً التصدي هذه الايام للفيروس الأخطر والأكثر شيوعا وتداولا وتناولاً في يومياتنا ، والمسبوق بمادة دعائية قوية حيكت بخبث ولؤم وحقد ، تسوّق بقوة لتراجيديا جاذبة ومشوقة تسحر المشاهد ليعيش الدور والاحداث الافتراضية بكل تفاصيلها المروية والمدوية ، حينما تستخدم قصص ورويات ملفقة لبعض رموز البلد ورجالاتها دون تحقق او يقين ، في ظاهرة خطيرة تسعى لقتل الروح المعنوية لدى المواطن وتحطيم ما تبقى في نفسه من عزيمة وثقة وولاء ، خاصة في زمن كورونا ، فظاهرة اغتيال الشخصية باستخدام الأدوات الهجومية المغرضة المتاحة وغير المتاحة التي أعدت إعدادا جيدا من اجل القيام بتلك المهمة خير قيام ، شكلت معلما بارزا وسط الكثير من السلبيات المجتمعية والتي من السهل فيها بث الدعايات المغرضة وقتل سلوك الأشخاص واستخدامها كأحد الأسلحة الرئيسية في الصراع من أجل البروز وفي اللعبة السياسة الداخلية في محاوله من البعض لتبييض صفحة أشخاص وتلميعهم على حساب حرق صفحات غرمائهم بشكل مهين "ليخلو الميدان لحميدان" ، عبر مفرقعات إعلامية بوسائل التواصل المتاحة وخاصة الالكترونية منها ، لتضليل الرأي العام وخلق أزمات مفتعلة ، بالايحاء أن لا سبيل إلى التغير إلا عبر تاريخ هؤلاء بعيدا عن أي مبرر ذرائعي ، ودون الأخذ بالتحولات الإقليمية والدولية بفعل جائحة عالمية اكلت الاخضر واليابس ، والتي فرضت واقعا جديدا يحتاج الى تكاتف كل الجهود الوطنية من اجل اعاده النهوض الاجتماعي والاقتصادي ، والاستمرار بنهج ديمقراطي ملؤه الصراحة والشفافية بعيدا عن تلفيق الأكاذيب المضللة التي لا تهدف إلا لإشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ..

لقد اكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عدة مرات بضرورة التصدي لظاهرة اغتيال الشخصية ، مؤكداً جلالته ان هذه الظاهرة ونشر المعلومات المغلوطة ، هما تعد صارخ على الحياة الشخصية وعلى الأعراف والقوانين ، إضافة الى ان تسريب المعلومات والوثائق الرسمية للدولة أمر مرفوض ومناف للأخلاق ولن يسمح به ، ما يستدعي اتخاذ الإجراءات القانونية وملاحقة مروجي الاشاعات الهدامة التي تستهدف رجالات البلد ورموزها ، لذلك فان الجهة الرسمية الوحيدة المخولة باصدار الاحكام والتحقق من المعلومات هي هيئة النزاهة وممافحة الفساد ، فمن يمتلك البينات والمعلومات والدلائل القاطعة فليترجل ويقدمها للجهات المسؤولة ليتم محاسبة كل فاسد حاول العبث بامننا الإجتماعي والاقتصادي ، اما ما يحاول استخدام اجناداتة المتلونة فلا بد من تطبيق التشريعات الجزائية التي تعاقب بوضوح تلك الأفعال ، ولا بد من تفعيل الإجراءات لتحاسب من يقوم بحملات تشويه سمعة المسؤولين والوزارات والدوائر الرسمية واستهداف الاشخاص ، ومحاسبة من يشيع ويروج للشائعات بأنواعها والتصدي للمحرضين على الكراهية بصورها وأشكالها كافة ، بل ويجب أن نسعى إلى ايجاد وثيقة أخلاقية وفكرية مهمة لتنظيم العلاقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة المختلفة ، فمن حق المجتمع ان يعيش حياة كريمة آمنة مصان بها حرية التعبير ، وهذا ما سبق ونبه له جلالة الملك بوضوح إلى وجود فئة صغيرة من المجتمع تقوم على استخدام ادواتها المحرضة من اجل اغتيال شخصية الافراد ، وتسعى بهذا الاستخدام الضار ، وهي ما تسمى إعلاميا بـ"الأقلية الصارخة"، وهي عبارة عن عدد قليل من الأفراد لهم أجندات ومصالح خاصة يحاولون قيادة الرأي العام، والتأثير فيه، وبناء أجندة في مجال أو موضوع ما.

علينا أن نلتفت الى ما يحاك بنا ، والانتباه جيدا الى ضرورة ايجاد استراتيجية عمل وطني ، وحاجتنا الى التوسع في إدخال مفاهيم التعامل الرشيد في مؤسسات ووسائل الدولة المختلفة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي ، والدعوة إلى ميثاق وطني صريح يجد حداً للشائعات وملاحقتها وتعريه مروجيها ، والتي مضمونها التدليس المستمر على الأشخاص ، ذلك أن الكثيرين ممن يلبسون عباءة الوطنية المزيفة يستهويهم تلوين الوقائع وتحريفها في محاوله منهم انتهاج خط التشنيع الواضح باشاعاتهم وشغفهم الغريب ، والواقع إن بعض الكتاب وللأسف لا يجشمهم الكثير من العبء في تبني دلائل وقرائن مزيفة لما أوردوه في ادعاءاتهم ، فالبعض غرق في مستنقع الجهالة وحب البروز عبر "خطة مكتومة ملؤها الحقد والكراهية" للفتك بشخصية معينة دون البحث عن حقائق الأشياء في مكامنها ودون استيعاب أي نوع من العبث هذا الذي يمارس في تشويه صورة إنسان قد يكون بريئا ، ومن يسعى في هذا الأمر إلى نهاياته قد يرى حقيقة أمره وغلوه المفضوح في التعرض لبعض الرموز الوطنية ، وفي إشاعة كثير من زبد الأقاويل حولها عبر جدل دعائي ما هو إلا سراب.

وأخيرا .. لنتقي الله في أنفسنا ونبتعد عن شرذمات مقيتة نغتال من خلالها شخصيات كان لها اليد في النهوض بمؤسسات الدولة عبر حقبة زمنية طويلة بدعوى محاربة الفساد ، ونحافظ على وثائق الدولة الرسمية وعدم استخدامها كادوات لتأجيج الرأي العام وتحريض العامة لما هو منافي للسلوك الوطني ، فالمعيار الحقيقي للمواطنة والانتماء هو بمقدار ما يعطي الإنسان لهذا الوطن وليس بمقدار تحقيق المكتسبات على حساب الوطن ، وكذلك فمن واجب السلطات الرسمية للدولة أن تكافح الفساد بكل جدية وبنفس الوقت تحمي الأفراد من تنامي ظاهرة الافتراء ، ولا ننسى قول رسولنا الكريم : " فتنةٌ عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النار، فأنْ تموتَ وأنت عاضٌّ على جَذْلِ شجرة خيرٌ من أن تَتْبَعَ أحداً منهم".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :