facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"طلال أبوغزاله يقول": الاستثمار في الإبداع


د. مشيرة عنيزات
28-06-2020 12:34 AM

إن البقاء داخل الصندوق المغلق، والاعتماد على التّلقين واتِّباع الطرق التقليدية في الحياة والتعليم وحل المشاكل لم يعد يجدي نفعًا، إن هناك حاجة للخروج عن المألوف والغوص في بحور الخيال وإطلاق العنان للأفكار للوصول إلى لذة السعادة من خلال التميز، لا شك أن (أينشتاين) في عبارته الشهيرة: "الخيال أهم من المعرفة"، أيقن أن أمتع وظيفة، يمكن للإنسان البحث عنها هي الخيال؛ لأنه هو من يقود إلى الشغف والحماس، وهو يصنع الابداع من رحم الخيال.
إن أقصر الطرق كي تكون أكثر تميّزًا، هي أن ترى الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة، وأن تراها من زاوية أخرى، وأن تخلق منها فكرة غير مسبوقة؛ لتصبح مختلفة عما كنت تراه سابقًا، وصولا إلى لذة الاكتشاف، وهكذا تصعد أولى خطوات الإبداع، وتبدأ بالبحث عن الجديد؛ كي تُحسّن وتُجمّل وتُغيّر كلّ ما يحيط بك.
إن الإبداع في جوهره يكمن في إيجاد الحلول بطريقة مبتكرة للمشاكل والمعيقات نفسها التي قد تواجهنا؛ فالإبداع يأتي أثناء العمل وأثناء التخيل وليس قبلهما، ويمكن أن يأتي في مرحلة الإنجاز فيضطرك لإعادة العمل حبًا في الوصول إلى الأفضل.
وإن أعظم ما تقدمه المؤسسات حاليًا للمبدعين ليس التوجيه فقط، بل إخراج الطاقات الكامنة في عقولهم ونفوسهم ومساعدتهم لتحويل أفكارهم مهما كانت بسيطة إلى منتجات، خاصة وأن أكثر ما يقتل الإبداع من الداخل، هو وجود المبدع في بيئة موبوءة تتهمه بالتقصير دومًا وتَفْتك بقدراته وتقوده للفشل، وتظهر الصدمة إذا واجه هذا الإبداع عقلية عقيمة ومشوّهة وتقليدية ولا تُقدّر الإبداع في العمل: فتُغتصَب الأحلام، وينشأ جيلٌ اتِّكاليّ كثير المتطلبات.
إن داخل كل شخص منّا طاقة إبداعية، وهي إحدى الطاقات الكامنة التي لا تخرج إلّا إذا وجدت بيئة محفّزة تُعزّزها من الدّاخل، وتحصّنها من الخوف، وتقيها شرور الآخرين.
أنشأت مؤسسات طلال أبوغزاله للإبداع جيلًا من المبدعين والمخترعين، وأخرجت الطاقات الإبداعية الكامنة في دواخلهم، وساهمت في سدّ ثغرة لأولئك الأجيال الباحثين عن عمل، محصّنة إيّاهم بالمعرفة والشعور بالدور الفاعل الذي ينطلق بهم نحو حياة جديدة.
يقول طلال أبوغزاله: "أريد أن أؤكد أن في أمتنا العربية طاقات إبداعية كثيرة، ونحن في "كلية طلال أبوغزاله الجامعية للابتكار" نساعد المبدعين العرب الذين يخترعون اختراعًا، سواء أكان فضائيًا أو رقميًا... نساعدهم كيف يحوّلوا هذا الفكر إلى منتج".
إننا نعاني ندرة العقول التي تستثمِر الإبداع، كما نعاني من ندرة المؤسسات التي تحفز المبدعين وتتبناهم في مجتمعاتنا، وما لا تدركه هذه المؤسسات أن الإبداع الحقيقي والاستثمار الأبدي هو الاستثمار في الإبداع نفسه، ودعمه.
يقول طلال أبوغزالة أيضا "طيلة عقود حاولتُ أن أرسل هذه الرسالة في كل المناسبات وهي أنه لا يجب أن ينصب تركيزنا على كيفية أن نصبح أكبر أو أحسن أو أغنى بل على كيفية أن نبدع أكثر".
قد يكون الإبداع في أن يسندك قريبك، أو تسندك مكانتك الاجتماعية، أو أن يعلي الإعلام من شأنك، وقد يستمرّ ذلك، ولكن مهما طال فإنه لن يدوم إلى الأبد! أما الذي يخلِّد اسمك؛ ليذكرك الناس فهو التميز الإبداعي، وهنا تكمن السّعادة في التّميّز.
ليس هناك أجمل من أن نتخيل الأشياء ونسعى إليها ونتعب من أجلها.
وليس هناك أجمل من أن نبني حلمًا وشغفًا للوصول إلى المبتغى.
وليس هناك أجمل من أن نجاهد للوصول إلى القمة بعد طريق شاق.
وما من مبدع إلّا ولديه من يهاجمه، فأولاء يهاجمون الإبداع كما يهاجمون النجاح، وأولاء ينتقدون المبدع، ويحاولون تثبيطه، ولعل هذا الانتقاد هو أكبر حافزٍ يدعم صاحبه من أجل الوصول إلى هدفه، ويخلق منه رجلا مختلفًا ذا جهد مميز وعطاء لا نظير له.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :