facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن «لايكات» العالم الافتراضي؟!


ناديا هاشم العالول
30-06-2020 12:40 AM

نبعت «اللايك» من العالم الافتراضي الذي نثرته علينا «السوشال ميديا» ببركاتها الافتراضية والنابعة من عالم «الإنترنت» تلك الشبكة العنكبوتية التي قلبت عالم الإنسان من واقعي إلى «افتراضي/ خيالي» وقد يتفاقم الأمر سلبا ليصبح عالمه وهميا مائة بالمائة مفضلا الوهم على الحقيقة وحتى على الخيال الصحي المعافى..

كلنا ندرك أهمية الخيال وارتباطه بالخَلْق والإبداع والابتكار عبر التحليق عاليا الى فضاءات رحبة نقطف خلالها صنوفا من الفن والشعر والأدب والإختراع والأفكار الخلاقة من أعلى درجات الوعي والاستنارة..

فالخيال بمثابة واحة نحط بها الرحال بعيدا عن دوامة الحياة ولكن حذار من الخلط بين الوهم والخيال..

صحيح أن العالم الإفتراضي يختزل المسافات لكنه يُقرّب البعيد ويُبعد القريب مقطّعا الوصال الحقيقي بسبب الانغماس فيه لسهولة التواصل، إلا ان الحياة على الشبكة العنكبوتية تبقى خاوية محدودة المعنى هلامية الأبعاد تقصينا عن انفسنا وتبعدنا عن أقرب اقاربنا.. والأخطر من هذا كله ان يصبّ البشر احتياجاتهم بالعالم الافتراضي بحيث يصير الواقع لا يلبّيها ولا يمت بصلة للكثيرين لكونه/ بالنسبة لهم/ لا يسمن ولا يغني من جوع..

وهكذا تصبح «اللايك البداية والنهاية» ولا شيء آخر لأن اللايك بمثابة الدالة على التقبّل والقبول والمحبة، ليجد الإنسان المعاصر نفسه بعدد اللايكات المنهالة عليه من بني آدم وإلا ستقع الطامة الكبرى/ بالنسبة للبعض.. وتدريجيا اصبحت القيمة تتساوى طرديا مع حجم اللايكات التي تنهال على صاحبها في منصات التواصل الإجتماعي. مع أن كثيرا من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي لا يعرفهم الآخرون لأن 99% من اللايكات تُباع وتُشترى فيدفعون ثمنها من اجل شهرة خاوية لا تسمن ولا تغني من جوع الى الحد الذي يدفع البعض لأن يرتكب جرما أو عملا مخلاّ من أجل تداول اسمه وصورته على المواقع.. لتصبح «الفضيحة مطلوبة» لأنها بنظره شهرة بزمن المعايير المقلوبة !

يا الله كم رحلنا بعيدا عن «الزمن الجميل» حيث شكّلت حينها الأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة والعلم الوفير الركيزة الأولى لمحبة الله ورضاه أولا ومحبة الناس ورضاهم ثانيا..!

سيدرج البعض هذه الأفكار أعلاه تحت «منصة العصر الحجري».. فليكُنْ.. لافتين نظر هؤلاء بأننا من الفئات التي تستخدم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بكثرة علميا وعمليا من اجل ان نفيد ونستفيد، وكيف لا فالعالم الافتراضي يفيد بمجالات علمية وبحل الكثير من المسائل التي لا يقدر عليها العقل الانساني فمثلا تشيع أنظمة المحاكاة (simulator)‏ في الطيران المدني والحربي حيث يتمرن الطيارون الجدد على أجهزة محاكاة تكون صورة طبق الأصل مما قد يجري على الطبيعة، وكأنهم يقودون طائرة حقيقية وهذا احسن تدريب.. الخ

وختاما نقول للمتذمرين من قلة اللايكات التي تصب ببوتقة صفحتهم بعكس منشورات أخرى سخيفة لا تستحق هذا الكم الهائل المنهمر عليها..

بأن لا تهنوا ولا تحزنوا..

hashem.nadia@gmail.com



الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :