facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هزيمة حزيران وولادة معسكر اليأس


طاهر العدوان
05-06-2007 03:00 AM

لا نحيي ذكرى نكبة ايار عام 48 ، كما نفعل في ذكرى نكسة حزيران عام 67 . مع ان الاولى شهدت قيام اسرائيل على اكثر من ثلاثة ارباع فلسطين وفيها هزمت الجيوش العربية امام عصابات لا امام جيش دولة, كما وقعت فيها هجرة الفلسطينيين الكبرى.والسبب ان هزيمة حزيران مستقرة في الذاكرة العربية لانها جاءت نتيجة حرب إسْتُنْفِرَت فيها المشاعر العربية من المحيط الى الخليج, لم تكن حرب نظام واحد ولا جيش بعينه, انما كانت الأمة كلها من شوارع الرباط والدار البيضاء, الى البصرة والمنامة تصحو وتنام, باهتمام غير مسبوق, على تفاصيل الاعداد للمعركة الكبرى مع اسرائيل, ليس من باب الرغبة بالحرب من اجل الحرب, لكن بدافع استرداد وطن اغتصب جهارا نهارا, ومن اجل اعادة شعب شقيق اجبر على ترك مدنه وقراه (ليفترش الغبراء ويلتحف السماء) كما يقال.

لم تكن اهازيج الحرب التي انطلقت عبر اثير اذاعتي القاهرة وصوت العرب هي التي عبأت مشاعر الامة كلها لتأييد الحرب على اسرائيل. فوسائل الاعلام العربية كانت انذاك اضعف من ان تدّعي القدرة على ذلك, واجهزة الراديو لم تكن توجد الا في المقاهي وبعض المنازل. الذي عبأ الناس تأييدا للحرب هو مخزون الوعي الجمعي للامة من مشاعر الذل والهوان والاحساس بالظلم والغبن اللذين لحقا بفلسطين والفلسطينيين, هذا اولا, وللقناعة الفِطْرية في نفس العربي العادي. بان اسرائ¯يل كيان خطر يراد من زرعه في قلب الامة تدمير حاضرها ومستقبلها. وبان افضل الدواء هو اقتلاع الداء.

عندما حلت الهزيمة سادت حالة من الانكسار خلف ضلوع كل عربي, ولم تكن هزيمة حاكم بعينه او انظمة, انما كانت هزيمة للجميع ومصاب جلل افجع النفوس وهز المشاعر واغتال الآمال الوطنية والقومية بقسوة ومرارة. لكن الشعوب لم ترفع رايات الاستسلام ولم تر فيها الضربة القاضية, هذا ما عبّرت عنه مظاهرات القاهرة المليونية لاجبار عبدالناصر على التراجع عن استقالته وبعد ذلك لاءات قمة الخرطوم العربية.

بعد الهزيمة كتب الدكتور هشام شرابي في وصفها "عندما نفيق من ذهولنا ندرك ان الكوارث تؤدي الى اليأس واحيانا الى ترسيخ ارادة الصراع". لقد كانت حرب حزيران كارثة كبرى, دفعت صفوفا طويلة من السياسيين والمثقفين الى اليأس, واخطر ما فعله هؤلاء انهم ارادوا تفسير الهزيمة بأنها من طبائع العرب وان السلامة باتباع فنون الاستسلام, وبدلا من ان يُحمّلوا مسؤولياتها الى تقصير زعيم سياسي او قائد عسكري تَعّمدوا الصاق التهمة (باحلام) و(شعارات) الوحدة وبناء القوة والاستقلال والسيادة.. الخ, وكأن الشعوب الحية لم تتقدم وتنتصر وتزدهر من دون احلام وشعارات. وتمادوا الى الحد الذي وصفوا به التضحية من اجل الارض والوطن بالمغامرة والمزايدة والكذب.

ومن سوء الحظ ان معسكر اليائسين, ظل يملك السطوة الثقافية وحتى الاعلامية على مدى العقود الاربعة الماضية, وهو ما كان دائما بالمرصاد لكل صحوة عربية, رغم ان اسرائيل لاقت الهزائم في معارك وحروب, من معركة الكرامة الى حروب الاستنزاف وتشرين وبيروت وجنوب لبنان, الا ان ذلك لم يغير شيئا في ثقافة تريد انتاج هزيمة حزيران في كل زمان ومكان من اجل تذكير الوعي الجمعي للأمة بأن من الخطر تعبئة الشعب العربي خلف اي معركة كانت, كما حدث عشية حزيران, لان ذلك سيكون ديماغوجية وشعارات فارغة. وعلينا ان نعترف ان معسكر اليأس قد نجح في تحطيم اهم مقومات النهوض العربي وهي وحدة المشاعر والاحساس بالمصير المشترك. وهو ما يمكن ان نفسر به سرّ الصمت والسكون في مدن العرب وحواضرهم ازاء الاحتلالات في العراق وفلسطين ولبنان فيما انطلقت المظاهرات الضخمة في جميع مدن العالم تنديدا واستنكارا ورفضا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :