facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التحديات الاستثنائية لامتحان التوجيهي


فيصل تايه
30-06-2020 05:15 PM

في الوقت الذي تبدأ به وزارة التربية والتعليم يوم غد الاربعاء الاول من تموز "يوليو" مجريات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٠م في سنته الاستثنائية وسط اجراءات أمنية واحترازية مشددة باختلاف ظروف هذا العام بسبب جائحة كورونا ، وما رافقتها من تحديات تعليمية ودراسية ، فقد استعدت وزارة التربية والتعليم استعداداً غير مسبوق في محاولة منها لتجاوز كل المعيقات والعقبات المتعلقة بامن الامتحان ، وصحة ابنائنا الطلبة ، وايضاً ما يتعلق بتهيئة الأجواء النفسية المناسبة والهادئة التي تبعث على الطمأنينة لإجراء الامتحان وبكل همة ومسؤولية ، فرغم ان وزارة التربية تدرك مدى خطورة هذه الأزمة خاصة على المستويات التحصيلية للطلبة ، الا ان من الواضح ان هناك مضاعفة للجهود من قبل الطواقم العاملة خاصة في الإجراءات الكفيلة بالتقليل قدر الإمكان من مخاطر تلك الأزمة .

لكن لا أحد ينكر ثقل ما تحمله الأيام القادمة من مشاعر القلق والخوف على طلبة الثانوية العامة الذين يستعدون كي يجتازوا هذا المهمة الصعبة التي تثقل كاهلهم وأيامهم ولحظاتهم المجبولة بالتوتر ، حيث يعيشون واسرهم ظروفاً استثنائية مختلفة فرضتها الجائحة العالمية ، في حالة من الطوارئ والقلق الذي لا يتوقف ، وهذا يتطلب مزيداً من الرعاية النفسية في هذه المرحلة بكل ما تحمله من ضغوطات نفسية ودراسية ، ولذلك يجب ان استغلال كل طاقاتنا الايجابية لزرع رسالة طمأنة محصنة بالذكاء العاطفي لكافة اولياء الامور والطلبة ، يكون مضمونها الكلمة الطيبة في نفوس عطشى لنسقيها بحب و اهتمام وثقة بالنفس ، ولتجعل قلوبهم تنتشي راحة وهداة بال وثقة بان القادم جميل ، ونزرع فيهم ايضاً مزيداً من التفاؤل بالمستقبل في ديمومة الحياة المعاصرة ، خاصة وأن طبيعة تقييم المواد الدراسية وآلياتها الجديدة التي ستتبعها وزارة التربية والتعليم تبعث على الطمأنينة والتفاؤل بالابتعاد عن الاتجاه التقليدي المكرور ، لذلك فنحن نحتاج الى الابتعاد عن العصف التوتري الذي يعبد الطريق نحو المنطق التخوفي المستشري الذي يربك الطلبة ويوترهم ، وستبقى الأيام القادمة كالهاجس لدى طلبة الثانوية العامة الذين يترقبون ما ستحمله لهم هذه الأيام من امتحانات ، ليبقى الخوف والقلق والانتظار وسيلتهم التي لا يمكن مفارقتها إلا بالإرادة القويّة .

وفي ذلك .. لا بد ان ناخذ بالاعتبارات كل الضغوطات والتأثيرات النفسية التي كان قد تعرض لها ابناؤنا في ظل الظروف التي رافقت جائحة "كورونا" ، علاوة عن غياب حالة الهدوء النفسي لدى الطلبة في فترة الحجر ، ما كان أحد أسباب عدم قدرة الكثير منهم على التركيز وبالتالي الفهم والحفظ ، حيث الاكتظاظ الدائم في المنزل جراء إجراءات حالة الطوارئ ، الى ان وصلنا الان الى ارتفاع منسوب رهبة الامتحانات في هذا الوقت ، وقيمة هذه الرهبة تتوالى ارتفاعها خلال الساعات القليلة القادمة مع اقتراب زمن اول امتحان ، والذي نسأل الله عز وجل ان يكون سهلا وبسيطاً ومفهوماً .

ان العديد من المراقبين للبروتوكول المتعلق بالسلامة العامة في امتحان الثانوية العامة يخشون من بعض الاجراءات المربكة من حيث ارتداء الكمامات والقفازات والتباعد وغيرها ، ضمن الاحتياطات الصحية في قاعة الامتحان ، والتي قد تزيد -وحسب رأيهم- من رهبة الامتحان بلا شك ، وهذا يشكل ضغطاً نفسياً مضاعفاً على الطالب نفسه ، لذلك يجب ان تقع المسؤولية في هذا على عاتق الأهل و خاصة ان سلامتهم هي الأساس ، وهذا من شأنه تخفيف التوتر الذي يعيشونه ، كما ونأمل من المشرفين والمراقبين في القاعات منح الطلبه المزيد من الوقت لتهيئة الطلاب للظروف الاستثنائية المحيطة بهم في القاعات وخارجها، وذلك قبل توزيع ورقة الامتحان ، لتهدئة الطلبة وتحقيق نوع من الألفة ما بينهم وبين المكان ، علاوة على منحهم المزيد من الوقت الاضافي بعد الامتحان والذي وعدت به وزارة التربية والتعليم ، ما من شأنه تعزيز الشعور بالهدوء النسبي والسكينة ، كما واتمنى ان يكون ضمن المراقبين مرشدون تربويون ونفسيون خاصة في هذه الفترة وتكثيف وجودهم في قاعات الامتحان ، ما يمنح الطلبة شعوراً بالأمان ، خاصة في حالات الانهيار أو التأزم لأي طالب ، بحيث يمكنهم التعامل معه بما يسمى "الإسعاف النفسي الأولي"، وإعادة تهيئته مرة أخرى بالعودة إلى ورقة الامتحان .

واخيرا ما زلنا نؤكد ان شهادة الدراسة الثانوية العامه تمثل معيار النظام التعليمي الوطني وحصيلته ، ما يعكس التطلعات والطموحات وتحقيق الامال وأهداف التربوية المنشودة ، فهو نتاج عمليات تربوية مستمرة ، تتم بتعاون الجميع لتسهم في تشكيل هذا النتاج وبذل الكثير من الجهود في تكوين الفرد المتعلم والذي هو هدف من الأهداف العليا التي نطمح لها ، ذلك من الضروري ان تكون عملية تقويم الطالب في نهاية المرحلة الثانوية موضوعية ودقيقة وصادقة وتخضع لأسس ومعايير تربوية سليمة ، حتى صمن هذه الظروف ، وبناء عليه فإن امتحانات الثانوية العامة هي امتحانات تحكمها بالتأكيد الخطوط العريضه الموضوعة والأهداف التربوية المأموله إضافة إلى معايير عمليات التقويم والقياس التي تنص على الشمولية في الاسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم لتميز الطلاب بعدالة وأحقية الطالب المتفوق للتميز الذي يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الاردني .

بقي ان اقول لطلبتنا الاعزاء ان الإرادة الصادقة لكل واحد فيكم ، تشبه قوّة خفيّة تسير خلف ظهره، وتدفعه دفعاً للأمام على طريق النجاح، وتتنامى مع الوقت حتّى تمنعه من التوقّف أو التراجع ، فلا شيء ضروري لتحقيق النجاح بعد التوكّل على الله أكثر من المثابرة والجد والاجتهاد لأنّها تتخطى كل العراقيل ..
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم
متمنيا لكم النجاح والتفوق

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :