عمون – محمد الخوالدة - توجد في محافظة الكرك كميات كبيرة من اشجار الزيتون الروماني المعمر والتي يقدر عمر بعضها بمئات السنين بدليل سيقانها الغليظة المتفرعة وكثافة اغصانها، ولازال الكثير من هذه الاشجار ينتج اجود انواع الزيتون التي تفوق بنوعية ثمارها وانتاجيتها من الزيتون الكبيس والزيتون الذي يعصر زيتا انواع اشجار الزيتون السائدة حاليا.

اكثر ما ينتشر هذا النوع من اشجار الزيتون في مناطق الحزمان جنوب غرب المحافظة وتحديدا في مناطق لواء عي والعراق والطيبة التابعتين للواء المزار الجنوبي.

ويرد مختصون بالشأن الزراعي استنادا لروايات تاريخية زمن زراعة هذه الاشجار لما يقرب من الفي عام وباقل تقدير كما يقولون، وطالبوا مالكي اشجار الزيتون الروماني بضرورة الحفاظ على هذا الارث العظيم الذي يروي تاريخ ابائهم واجدادهم الاولين، ويعطى انطباعا لزائر المنطقة عن عظمة تاريخ ازهر حضارة في مناطقهم ذات يوم.

ويوضح مالكون للاشجار اياها والتي لازالت تنتصب بشموخ وان اعترتها شيخوخة بيد انها في تقديرهم شيخوخة جادة معطاءة ولو بقدرانها ورثة تحدرت لهم من ابائهم الذين ورثوها جدا بعد جد, ما يعني بحسبهم ان هذه الاشجار المباركة شاهد عيان تحكي قصة الاجيال المتتابعة منذ شهدت قراهم وبلداتهم وبساتينهم اول استيطان بشري، ما يعكس ارثا يؤكد عظمة تاريخ هذه المناطق الزاخر بكل عطاءات الخير وما افرزته الحضارات التي مرت بها او استوطنتها لامد غير قصير من الزمن.

كما غيرها من اشجار مثمرة وحقول حبوب فيتهدد اشجار الزيتون الروماني خطر كبير ناتج عن ترك الاراضي الزراعية والتوجه لمجالات موارد دخول اخرى كالتجارة والوظائف الحكومية والخاصة، اضافة لتهديد خطر الزحف العمراني الذي التهم ولازال العديد من اخصب الاراضي الزراعية وتحويلها من قبل مالكيها لاراض سكنية بهدف الاتجار بها وتحقيق غنى سريع لايكلف جهدا.

ويشير المهتمون بالشأن الزراعي في معرض حديثهم الى ظاهرة التحطيب التي قالوا انها تشكل خطرا حقيقيا خاصة على الاشجار المعمرة وفي مقدمتها اشجار الزيتون الروماني لشح انتاجها رغم جودته التي لا تضاهى، فيما لا تكمن قيمة اشجار الزيتون الروماني وفق اولئك المهتمين بانتاجها فقط بل ثمة سبب اخر، فالتعدي على هذه الاشجار التي تستجيرنا لحمايتها هو في قناعتهم اعتداء على ارث تاريخ وحضاري حفظه الاباء والاجداد الذين عملوا جهدهم للحفاظ على هذه الاشجار وتعهدها بالرعاية والعناية لادامتها تيمنا بها تاكيدا لاهميتها التاريخية على مر القرون.

وحث المهتمون اصحاب القرار لسن ما يمكن من تشريعات واتخاذ ما يلزم من قرارات للحفاظ على اشجار الزيتون الروماني المعمرة كقيمة تؤكد عمق واصالة تاريخ الاردن، وقالوا ان هذه الاشجار ارث تاريخي حسي يقترب باهميته من اثار محافظة الكرك الخالدة كقلعة الكرك ومئات المواقع الاثرية التي تعود لمختلف عصور التاريخ والمنتشرة في كافة مناطق المحافظة، هذه المواقع التي تشكل مع مثيلاتها على امتداد الوطن مكونا مهم قدم الاردن للعالم كواحة سياحية فيها الكثير من عظمة التاريخ وبهائه.