facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العبرة ان نتعلم من اخطائنا ..


فيصل تايه
13-07-2020 09:45 AM

حين وقف أديسون الذي اضاء الكرة الارضية على رماد معمله بعد احتراقه ليقول: "الحمد لله، لقد احترق المعمل واحترقت معه كل اخطائي وسوف أواصل العمل من جديد وبلا اخطاء" ، فكان يمتلك الروحية المعنوية العالية وذلك النقد الذاتي البناء، تمكن اديسون من اكمال مشروعه التاريخي العظيم ليضئ الأرض ومن عليها ، ومن ثم يختصر الزمان ليوصل العالم الى طفرة نهوض علمي هائل وتنمية علمية واقتصادية شاملة، ولتظل بصماته على كل ما انجزه للعالم ، ولتظل الدنيا أبداً مدينة لأعماله ومنجزاته.

فالعبرة ان الخطأ مرافق للعمل ، إذ ليس في هذا الكون من احد كامل لا يأتيه الخطأ من بين يديه او من خلفه ، وبما يؤكد أن “من لا يعمل لا يخطأ” مع ملاحظة أن اكبر الاخطاء يتمثل في ان لا يعمل الانسان أساساً ، لذلك فالاعتراف بالخطأ فضيلة وأن تصحيح الاخطاء يبدأ أساساً من الاعتراف بالخطأ وإلا فسوف تتكرر الاخطاء، لأن هذا الاعتراف هو بداية البحث عن الحقيقة والخطوة الأهم في الوصول إليها.

ما اردت توضحه من ذلك ان كافة القطاعات الحكومية معرضة للوقوع في الخطأ مع زحمة العمل وتكالب التحديات ، لذلك ينبغي أن لا يقودنا ذلك الى التردد والنكوص ، وإنما يجب ان يكون دافعاً للمباشرة بأعمال اصلاحية واحترازية يقلّ فيها هامش الخطأ ، وتنجلي بعدها معالم الصورة التي لا تضيع فيها بوصلة الحركة صوب تحقيق الانجازات ، فاذا كان العمل اليومي على مستوى بعض الوزارات معرّضاً للكثير من الاخطاء أحياناً ، فمع تكرر تلك الأخطاء من الطبيعي جداً أن تتوالى النكسات تباعاً في التعامل المهني ، لتكون أكثر خطورة لأن العمل الرسمي تحكمه القوانين والانظمة ، والمواقع الرسمية التي تتكدس فيها الامزجة وتتعارض وتتناقض فيها الرؤى وتتقاطع عليها الافكار والحسابات، وتصطرع عندها الارادات، يجب اعادة النظر في راس هرمها وهو ما ينبغي الالتفات اليه عند تقييم عمل واداء اي مؤسسة رسمية .

على الحكومة ضرورة التعلم من تجاربها وأخطائها السابقة، في ظل ازمة كورونا وعليها أن تأتي بمنهجية تتوائم مع الواقع الحالي بعيداً من اجترار النهج المحبط الذي قد يجرنا - لا قدر الله - إلى المزيد من الانتكاسات والأخطاء ، ضمن خطة عملية فاعلة وزيادة جرعة الإنجاز ومعالجة التجاوزات ، وكذلك ان تتمتع الدولة بالقدرة المؤسسية اللازمة لتصميم وتنفيذ خطة عمل شاملة وفعالة ، اضافة الى القرارات ذات البعد الشعبي ، ومتابعة حزم الدعم الاقتصادي ، بهدف إنقاذ العمال وقطاع الأعمال لتحفيز الاقتصاد ، خاصة ضمن هذه الظروف التي ما زالت تبعاتها تتوالى أمام مرحلة ليست بالهينة ، ما يتطلب التعامل مع المرحلة بكل همة وحزم ، نظرا لخطورتها محليا وإقليميا، وانعكاساتها على المجتمعات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وما يهمنا الان هو تفاعل كل المعنيين خاصة الوزراء مع العمل والإنجاز كل من موقعة وبكل مسؤولية ، فالأداء هو الحكم ، وعلى جميع المعنيين في المشهد أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الوطن .

ان ما يلزمنا هو ان اول الصبر ان نصبر على ظروفنا " لعل الله يحدث بعد ذلك امراً " ونبتعد عن اغتيال الوطن ونتحمل بعضنا بعضاً وان لا نقطع جسور الثقة وقناطر التواصل بالغيظ والتعصب والكراهية والترصد للاخطاء التي لاتخدم احداً ابداً ، فليمد بعضنا للبعض الآخر يد التعاون والمساعدة والمحبة وان لا نبقى ننتقد من بعيد ونصمت او ننتقد فقط ، بل نحتاح كي تباركنا السماء ونكمل مشروع الدولة المدنية ، وتسود روح المواطنة بين الجميع " فليشمر " كل واحد منا عن ساعديه كل في تخصصه وليساهم في مساعدة الدولة من الزاويه التي يمكن له مستعدتها بدون اطلاق التخوينات والانغراس في مستنقع الاكاذيب والادعاءات ، والذي لا تلقى به سوى الأسماك الميته، ولنبتعد عن التجاذبات المقيته التي لا تسمن ولا تغني من جوع .

واخيرا فقد كنا نتوقع دورا أكبر للتعاون الحكومي النيابي المشرك الذي املنا ان يكون له دورا اكبر في مواجهة كل التحديات ، ولا يضفي الى انعدام الانسجام الذي كان له تأثير على آلية العمل ، ويعرقل خطط العمل وتطلعات المواطنين وآمالهم ، لكننا سنكون أمام فرصة قوية مع قرب استحقاق الانتخابات القادمة في مرحلة يفترض أن تكون أكثر نضجاً ليلتقي الجميع في منتصف الطريق بحسن الاختيار من أجل الاردن ومستقبل الاردن .

والله المستعان





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :