facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مستقبل التعليم الطبي 2


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
15-07-2020 09:28 PM

تنقسم مرحلة البكالوريوس في الطب الى مرحلتين الاولى العلوم الاساسية و الثانية التعليم و التدريب السريري.

ازدياد اعداد الطلبة في ظل عدم وجود مستشفيات كافية لتدريبهم ادى الى ضعف واضح في ترجمة المعرفة الطبية الى مهارات سريرية.

بما أن الهدف الاول لدراسة الطب هي اطباء سريرين فإن مصلحة المرضى تقتضي حل سريع و الا سيكون هنالك جيل من الاطباء يمتلك معرفة نظرية اوسع مما يحتاج مع ضعف حقيقي في المهارات السريرية و بالفحص السريري والتشخيص وايجاد الحلول العلاجية المناسبة وذلك لن يكون آمناً للمرضى ناهيك عن تراجع السمعة الطبية.

امتحانات القبول العالمية والمحلية للاختصاص تركز على المهارات السريرية والتي لا تأتي بالقراءة و الحفظ بل بتطبيق المعلومات و تربيطها واعادة العملية لتثبيتها (rehearsal of clinical skills).

المرحلة الاساسية في الطب هي نظرية تهدف الى فهم تركيب الجسم على المستوى الدقيق و الكبير (micro and macroscopic) وتهدف أيضًا الى معرفة اليات عمل الجسم وانحرافاتها. بالنهاية فإن ما سيحتاجه الطالب منها مستقبلا لا يتعدى 20% و لكن دراستها ضرورية لفهم و تربيط المعلومة الطبية، بما أن ما يحتاجه الطالب مستقبلا قليل فالافضل توجيهها الى ما يخدم الطالب في امتحانات القبول العالمية اي يعطى الطالب في اطار ما هو مطلوب في امريكا الشمالية واوروبا الغربية وبذلك تصبح كلياتنا جاذبة للطلبة من الخارج والراغبين في اكمال دراستهم مستقبلا في تلك الدول.

اي أن ملخص الموضوع ان طلبة الطب حاليا يحصلون على اكثر مما ينبغي في مرحلة العلوم الاساسية و اقل مما ينبغي في التدريب السريري. الاولى لغياب اطار لما ينبغي تدريسه فالهدف ليس ان يصبح الطالب متخصص في التشريح او وظائف الاعضاء او الكمياء الحيوية ولكن ان يحصل على الكم المطلوب منه للتدريب السريري و الامتحانات العالمية.

الحل لضعف المهارات السريرية موجود ولكنه يحتاج ارادة و ادارة بحيث يتم 20% من التدريب في مراكز محاكاة طبية تعليمية سريرية او ما يشبهها و كل كلية قادرة على تطوير نموذجها، يتم خلال ذلك التدريب تعليم الطالب الفحص السريري السليم وفق المعايير المعروفة و تدريبه على حل المشاكل التشخيصية الى خيارات العلاج، بالتالي فإن ما يتبقى من التدريب (80%) هو اعادة لما تعلمه (rehearsal) وتعلم التواصل مع المرضى. فإذا كان الاساس في المهارات السريرية صحيح ومتين ووفق المعايير التي نعرفها نحن السريريين الاكاديميين وهي معايير عالمية فبعدها لن يكون مشكلة مع الطالب اما اذا بقي الحال كما هو الان يتنقل الطلبة من مدرس سريري الى آخر دون اساس مهارات سريرية مرجعية سينتج جيل حافظ كثيرا ولكن ضعيف سريريا.

سأعطي مثالا بسيطا لتوضيح ما سبق؛ اذا اجرينا رنين للعمود الفقري لمئة شخص فوق 50 عاما سنجد ما يقارب في نصفهم دسكات و انزلاقات غضروفية حتى في غياب اي اعراض. لذلك ما يحدد اي من الدسكات يحتاج علاج هو المهارة السريرية في التاريخ المرضي و الفحص السريري. بالتالي بدون مهارات سريرية كافية 50 مريضا من هؤلاء سيتم علاجهم بدون داعي و في ظل مهارات سريرية سيحتاج فقط 5 منهم علاج.

في مقال قادم سأفصل في الحلول لضعف المهارات السريرية وذلك لاهميتها.

حفظ الله الاردن و قيادته الهاشمية و شعبه الكريم و مؤسساته الوطنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :