facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




افتحوا عيونكم أنها حملة تصفية!


طاهر العدوان
06-06-2007 03:00 AM

هناك مفارقة مؤلمة جدا تستعصي على الفهم وتتجاوز طاقة العقل الانساني على القبول, اقصد بذلك »التناقضات« فيما آلت اليه صورة السلطة الوطنية الفلسطينية, قد يكون دافعي الى ذلك المناخ النفسي الضاغط الذي تولده ذكرى هزيمة حزيران. وابدأ بالتساؤل الى متى سيتحمل الفلسطينيون هذا الوضع المزري والمؤسف؟لا استطيع تجنب المفارقة بين مشهدين يجسدان بصورة صارخة ما أشرت اليه من مفارقات وتناقضات. المشهد الاول: صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يستقبل وزراء ومسؤولين دوليين في مقر الرئاسة في رام الله, وهي صور تنقلها الينا وسائل الاعلام, لتوحي بان الحدث يقع في عاصمة دولة مستقلة, ويعبر عن نشاط رئيس هذه الدولة.

اما المشهد الثاني المناقض له: هو دخول القوات الاسرائيلية المحتلة الى عاصمة هذه »الدولة« في عملية شبه يومية, من اجل اختطاف وزراء حكومة هذه الدولة ونواب مجلسها التشريعي المنتخب والحكم عليهم ووضعهم في السجن والاعتقال الاداري الطويل, وفي مقدمة هؤلاء رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك, ووزراء سابقون من حكومة هنية الاولى, وآخر المختطفين هما وزير التربية والتعليم ناصر الدين الشاعر والوزير بلا وزارة , وصفي قبها, والنائب والوزير السابق عبدالرحمن زيدان, وقد حكم على الثلاثة قبل يومين بالسجن الاداري لمدة 6 أشهر في معتقلات الاحتلال.

كيف يمكن فهم ذلك! تحت اي صنف من اتفاقيات »السلام« او ما يسمى »الهدنة« تفسر وجود سلطة ورئيس وعلاقات دبلوماسية وضيوف وزوار يسيرون على البساط الاحمر, بينما قوات الاحتلال تمر من الشوارع الموازية لمبنى الرئاسة لاختطاف وزير او ملاحقة نائب او قتل معارض فلسطيني!!

كنت ولا ازال اتفهم اتفاقات اوسلو, وكنت ولا ازال مع اي جهد يؤدي الى زرع بذرة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس, والعمل من اجل نموها وتطورها بكل ما يتطلب ذلك من تضحيات وتحمل لاساليب الاذلال الاسرائيلية. لكن شروط هذا التفهم, كان دائما ان هناك عملية سلام جارية, وان هناك مفاوضات خاصة في اطار اتفاقات ورعايات دولية.

لكن كل ذلك غير موجود بعد ان انقلب رأسا على عقب منذ هجوم شارون على اتفاقات اوسلو ومناطق السلطة الوطنية, وهو الهجوم الذي اعاد احتلال كل شبر واعاد اعتقال 10 آلاف فلسطيني, وادى فيما ادى اليه الى تدمير مقر السلطة ومحاصرة زعيم الثورة والدولة ياسر عرفات حتى قتله بالسم.

افتحوا عيونكم, الوضع في الضفة الغربية والقدس اليوم ليس كما كان عليه قبل عام ,2002 فما تقوم به اسرائيل لم يعد خافيا في آلياته واهدافه, وهو (1) تصفية السلطة الوطنية, بتصغير مفهوم الدولة, ونزع ثقة الشعب بها, وتحويلها الى مجرد ادارة مدنية هزيلة (2) تصفية قيادات النضال الوطني في نهج اغتيالات وتصفيات, اما بالقتل او الاسر, وهنا لا احتاج الى امثلة لكن ما احتاج اليه, ان آخر نجاح حققته اسرائيل في حملتها هو زرع الفتنة وبث روح الاقتتال بين فتح وحماس. (3) تصفية التراب الوطني الفلسطيني, بالجدار العازل, وبالمشاريع الاستيطانية القائمة في القدس المحتلة, وبتغذية المستوطنات, حتى لا يكون للدولة المنشودة اساس مادي لقيامها.

قد يقول قائل, ان اسرائيل لم تتوقف يوما عن محاولاتها لتصفية القضية الفلسطينية, الوطن والشعب, وحق العودة, وجوابي. ان هذه المحاولات فشلت دائما بقوة وفعالية الحركة الوطنية بقيادة منظمة التحرير. اما اليوم, ما أخشاه, ان تتمزق وحدة النضال الفلسطيني بين مشهد »رئاسة دولة« يخدع الناظرين وبين واقع مر يجسده مشهد »وزراء ونواب وشعب يعتقل ويحاصر ويقتل« بين بساط احمر وبين جدران وحواجز ومستوطنات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :