facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صالح: الرمد أصاب عيوننا!


د. محمد أبو رمان
27-02-2010 02:04 AM

فقط تخيّل، للحظة واحدة، أنّك أنت والد الطفل صالح، وقد فقد ابنك عينه، بلا أدنى سبب، سوى أنه تناول شربة ماء من غرفة المعلمين، لينقضّ عليه معلّم جاء إلى أرقى مهنة في الوجود، لأنه لم يجد غيرها، بأي ثمن في الكون يمكن تعويض عين صالح!

في المقابل، تخيّل نفسك أحد معلّمي تلك المدرسة في العقبة، وقد تعرّضت مع عدد من زملائك لاعتداء بشع على يد الأهالي، ولم تجد أي جهة حكومية ترد لك كرامتك وتدافع عنك، هل سيبقى لديك درجة واحدة تتمسّك بها من قُدسية رسالة التعليم؟ وهل نلوم المعلّمين اليوم على ما نسمعه من تخبّط ولامبالاة تجاه مهنتهم!

قبل قرابة عامين، تمّ الاعتداء على معلمين في مدرسة أبو علندا بصورة وحشية، من قبل بعض الأهالي باستخدام أنابيب حديدية، وسالت دماء هؤلاء المعلمين وأهينوا على مرأى ومسمع من طلابهم، ثمّ جاء وزير التربية والتعليم حينها ليقف في الطابور الصباحي ويعلن نهاية المشكلة بـ"عطوة"، مختتماً بالقول "الصُلح خير"!

لا أملك سوى مرارة شديدة عندما أتذكر بعض هذه القصص المؤلمة الموُجعة التي مرّت علينا خلال السنوات الأخيرة وتحكي فصول رواية انهيار التعليم العام.

يا ناس؛ ما يحدث منذ سنوات يتعدّى معارك طاحنة بين المعلّمين والطلاب، وقصص مرعبة في مدارسنا، ويتجاوز مأساة التوجيهي هذه السنة، إنّه جريمة بحق التعليم، وبحق الميراث العظيم الذي وضعه من أسسوا هذه المؤسسة الرائعة وخرّجوا كفاءات ومهارات أصبحت أهم الموارد الوطنية والثروة المحلية.

تحدّث معي قبل أسابيع قليلة، كان صوته حزيناً، قال لي "أنا معلّم في المدارس الحكومية منذ سنوات طويلة، وأشاهد بأُمِّ عيني التدهور المروع، أسألكم الله أن تفتحوا هذا الملف الخطير، ليس لي مصلحة، فابني الوحيد درس ويعمل، وسأتقاعد قريباً، لكنني أبكي كل يوم، عندما أشاهد الحال التي وصل إليها التعليم الحكومي".

هذه شهادة من مئات الشهادات للخبرات التربوية والعلمية الأردنية تجمع أننا في وضع يتجاوز المشكلة إلى الكارثة تحطّ رحالها في هذه الوزارة الحيوية، التي ترسم مستقبل البلاد والأجيال المقبلة.

في السنوات الأخيرة، تمّ إهمال التعليم الحكومي، وقيمة المعلّم وصلت الحضيض اجتماعياً واقتصادياً، ما جلب الرسالة بأسرها إلى القاع، فيما بدأت الطبقية تتجذّر في مخرجات التعليم، بين "الأقل حظّاً" في التعليم والبيئة المدرسية المقلقة و"ذوي الحظ" الذين يتمكّن أهلهم من تدريسهم في القطاع الخاص، وهؤلاء فئات أيضاًَ بحسب الوضع المالي.

لقد بُنيت الدولة على قاعدة ذهبية "الإنسان أغلى ما نملك"، وبالفعل أصبح الأردني إنساناً متقدّماً عربياً، وساهمت وزارة التربية والتعليم تاريخياً بقسط وافر من هذه المهمة، فلماذا نُخرب بيوتنا بأيدينا اليوم، ونهمل بهذه الوزارة الحيوية ونتلاعب بمصيرها وسياساتها؟! لماذا انقلبت الحكومات المتتالية على تلك القاعدة، فأصبح الإنسان لديها هو المستباح، من يقرع جرس الخطر: الحريق قادم!

يا صالح؛ هل أصاب الرمد عيوننا، فلا نشاهد مدارسنا قد وصلت إلى هنا.. الآن!

الغد





  • 1 امجد خريبات الازايده 27-02-2010 | 10:22 AM

    اسعد الله صباحكم
    مااحوجنا يادكتور الى تعاليم الاسلام ومفاهيمه لكى نعرف كيف يعامل كل منا الاخر..
    نسال الله ان يلطف بنا فى جميع امورنا
    الامانه والاخلاص فى جميع مناحى الحياه هو ماينقصنا
    اسال الله لكم جميعا فى هذا اليوم المبارك ان يحفظكم ن كل سوء
    وان يديم علينا نعمه الامن والامان فى هذ البلد الطيب.

  • 2 صالح الزيود 27-02-2010 | 11:32 AM

    صرخة صادقة هل من مجيب ؟
    ابدعت كالعادة د ابو رمان

  • 3 عماد خورما 27-02-2010 | 08:48 PM

    اخي د.محمد,
    ان القفز لتجاوز المسافات الزمنية دون دراسة العواقب و العقبات يؤدي الى خلل في اية منظومة فمابالك اذا كانت المنظومة ضخمة كمنظومة الجهاز التعليمي و ما يحويه من معلمين و طلاب يتبعهم بالتأكيد عائلاتهم.

    أذكر هيبة المدرس سواءا في المدارس الحكومية او الخاصه و اذكر كيف كنا نبتعد عن الشوارع التي يمر بها مدرسونا احتراما لمجموعة كبيره منهم و خوفا من البعض الاخر.

    عندما يقتنع الاهل بان عقاب المدرس لابنهم "تجاوز من المدرس" بحق العائلة و العشيرة و ليست لصالح "الطالب" فيجب ان نتوقع ردة فعل سلبية مطلقه.

    عندما اراجع مدرسة ابني اعيد و اكرر نفس التوصية" اذا تجاوز ابني الادب و اخل بحق الطلاب بالتعلم و تجاوز لاضاعة وقت زملائه , او اظهر قلة احترام لاي من مدرسيه فعاقبوه كما تعاقبوا اولادكم على مسؤوليتي الشخصية" و هذه الوصية تتكرر كل عام ومنذ اربعة سنوات و حتى الان لم يستعمل اي مدرس تلك الرخصه.

    اجد نفسي احيانا ادعو بالرحمة للمدرسين الذين افتقدهم (الاحياء منهم و الاموات) الذين قادونا خلال طريق طويل ليشكلوا شخصياتنا و ليزودونا بالعلم الذي اعاننا على اعباء الحياه و امن لنا الفهم الواضح لكيفية التعامل مع المجتمع اؤلئك الذين استعملوا العصا لتهذيبنا و لفرض النظام على حياتنا, ولم تكن العصا يوما لاهانتنا او لاذلالنا و لم نرها كذلك و( لم تصور لنا على انها اداة للاهانه و انما اداة للتهذيب).


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :