facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحكومة وفن الحلاقة


د. ماجد الخواجا
06-06-2007 03:00 AM

دخلت إلى صالون أحمد لكي أمارس تلك المتعة الجميلة من قصِّ الشعر ومن قصِّ الأخبار التي يجهد الحلاقون إلى البحث عنها من أجل تسلية الزبون، إضافةً لمتعٍ متعددة مثل ترييح الأعصاب وتخدير كافة المنبهات والمثيرات الحسيّة، وقبل أن يبدأ بعملية القص، قلت له بأن يهتم بالحلاقة لي جيداً، فقال: وكيف لا أهتم وأنتم معشر الصحفيين كما يقال بأن قلمكم متبرئ منكم، وسألني كيف تريد أن تكون القصّة، فقلت: ليس مثل قصّات الحكومة لنا، وكيف هي قصّات الحكومة، هنا كان المقال قد اختمر تماماً في ذهني عبر سؤال: كيف تحلق لنا الحكومة؟ ماذا نقول عن كل الوعود الحكومية، وعن كل آليات الدعم، وآليات حسبة زيادة الرواتب، ماذا عن التعيينات، ماذا عن المستشارين، أستحلفكم أليست الحكومة سيّدة من حلق على الناشف وعلى المبلول، خنفس أو على الموس؟الحكومة يا سادة يا كرام وكالعادة هي صاحبة أكبر أكاديمية لفنون الحلاقة، وهي تمتاز عن باقي الأكاديميات والحلاقين في عددً من المواصفات لا يمكن لأحدٍ أن يتقنها مثل الحكومة، فالحكومة تحلق للمواطنين جميعهم يومياً وعلى مدار الجلسات والقرارات التي تتخذها، والحكومة تحلق للمواطنين مجّاناً ودون مقابل، الحكومة تعرف بالضبط ما هي القصّة الملائمة لكل مواطن ودون أن تسأله، الحكومة خبيرة في جميع أنواع الحلاقة والقصّات، الحكومة تحلق للجميع دون الحاجة لوجود صالون أو دعاية، فهي تعتبر كل المواطنين زبائن عندها، وهي تصل لأي مواطن وفي أي مكان وأي زمان، الحكومة لا تحتاج إلى أدوات الحلاقة المعروفة، فهي لها أدواتها الخاصة والتي لا يمكن أن تتوفر إلا عندها، الحكومة تتقن الحلاقة على الناشف بحيث أنها تستطيع أن تقتل دون أن تجرح، الحكومة تصنّف المواطنين بحسب نوع الحلاقة المحددة له، فهناك فئة من المواطنين تحلق لهم نمرة واحد، وهناك من تحلق لهم نمرة (2) وآخرون تكون حلاقتهم على الزيرو وفي قولٍ آخر على القرعة، هناك من تعمل له قصّة المارينز، أو قصّة الديك، هناك من تطيل له السوالف، وغيره يتم اجتثاث سوالفه تماماً، هناك من تربّي له لحيته، وهناك من تنزع جميع أنواع الشعر عنده، هناك من تعمل له سكسوكة، وهناك من تعمل له خيطاً على جانبي وجهه، هناك من تطيل شواربه، وهناك من تنتفها له، هناك من تعمل له سشوار وبديكير وحمام زيت وبخار وتشذيب الشوارب ونزع الشعر الزائد، وتطلب له فنجان قهوة، وتضع أمامه الصحف والمجلات، وتطيل الحديث معه، وهناك من تكون حلاقته على السريع وعلى الناشف بحيث لا يحظى بمجرّد بعض الماء لتسريح شعره، هناك من يتم له غسل الشعر قبل وبعد الحلاقة، ويتم فتح علبة شفرات خاصة ويتم تعقيم جميع الأدوات ويتم استخدام المناشف النظيفة، وهناك من تحلق له كمن تريد التخلّص منه، فتجده بعد الحلاقة وكأنه خارج من حلبة مصارعة، ويكون الشعر متناثر على ملابسه وعلى جلده، وربما يكون قد حصل على جروح في وجهه ورأسه ورقبته والتي تكون كشهادة تعبّر عن مستوى هذا المواطن ودرجته ومكانته لدى الحكومة، هناك من تصرّ الحكومة بأن تحلق له بنفسها، وهناك من تسلّم رأسه ومصيره لأحد صبيانها، هناك من تحلف الحكومة بالطلاق ثلاثاً بأن لا تأخذ منه أية أجرة على الحلاقة، وهناك من تأخذ سلفاً منه أجرة الحلاقة حتى وإن كانت على الناشف، بالمناسبة فما قيل عن الحلاقة الحكومية يصلح أن يقال عن الحمّام الحكومي، فالحكومة وأبداً ستبقى الأستاذة في مختلف صنوف الفنون الحياتية، فهي أيضاً تصنّف المواطنين بحسب نوع الحمّام الذي تقرره الحكومة له، وما بين حمّام البخار وحمّام التدليك، وحمّام الساونا، الشامي والتركي، فهذا المواطن يعيش حياةً مرفهةً تعاني فيها الحكومة وتنشغل في كيفية إرضائه وتلبية حاجاته دون أن يدرك المواطن تلك الحاجات ودون أن يطلب تلبيتها، ألم أقل ومنذ حين بأن الحكومة ستبقى أمّنا وخالتنا وجدّتنا، ستبقى الحانية علينا والسالخة لجلدنا، لننادي كلّنا بأن تحيا الحكومة لتحميمنا والحلاقة لنا سواء كان الحمّام أو الحلاقة على بلل أو على الناشف...
للعلم والإنصاف فإن الحكومة تساوي بين 99% من المواطنين من حيث الحلاقة على الزيرو وفي قولٍ آخر ( القرعة) وعلى الناشف.. فيما يعاني أل1% من المحظيين بالتمتع بكافة أنواع الحلاقة..

E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :