facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غضب وحزن


طاهر العدوان
06-01-2007 02:00 AM


طـاهـر الـعدوان
كل الاردنيين الذين قابلتهم خلال ايام العطلة الطويلة اختلطت مشاعرهم بالحزن والغضب والشعور العميق بالاهانة بعد اعدام الزعيم العربي صدام حسين صبيحة يوم عيد الاضحى. نفس المشاعر عبر عنها صديق عراقي هاتفني من بغداد مساء ذلك اليوم. لقد كان واضحا بأي تجاه كانت ردود فعل الناس وتعبيراتهم الحاسمة التي حمّلت مسؤولية هذه الجريمة للرئيس الامريكي ولزمرة اللائذين بحماية جيشه في المنطقة الخضراء من عملاء حكام طهران. ولسان حال الجميع: انكشف المستور وظهر الخيط الابيض من الاسود وما هم الا كما قال الشاعر:

فمن يكن سائلاً عن اصل دينهم فان دينهم ان تٌقتل العرب

حتى وقت متأخر من مساء الجمعة . ليلة العيد, لم اكن اتوقع ابدا ان يجرؤ الامريكيون واذنابهم على ارتكاب هذه »الاهانة«, الموجهة لاكثر من مليار عربي ومسلم. لكنهم فعلوها, لذلك لن نُدهش بعد الآن ان كره العرب والمسلمون حكام المنطقة الخضراء, ومن خلفهم امريكا, لقد اظهروا غطرسة وظلما لا حدود له, كما انهم دون غيرهم, دعاة الفتنة واثارة الاحقاد القديمة.

لقد حاولت وزملائي رؤساء تحرير اليوميات قطع عطلة العيد والعودة الى اصدار الصحف لتغطية هذا الحدث الجلل. لكن محاولاتنا فشلت من الناحية الفنية بعد تعذر القدرة على استدعاء العاملين وبعضهم خارج البلاد. غير ان الغياب عن القراء لم يطل. كما ان حدثا بوزن صدام حسين لا يمكن ان يشغل الرأي العام العربي والدولي ليوم او يومين فقط الحدث سيضع بصمة على العام الجديد كله, وسيظل يشغل المحللين والمراقبين لفترة طويلة لان الذين اتخذوا قرار تنفيذ اعدام صدام حسين, بتوقيته واسلوبه. انما ارادوا دفع العراق نحو التقسيم, واشعال نار الفتنة والحرب الأهلية, وقطع الطريق على اي مصالحة عراقية داخلية او تغيير في السياسة الامريكية يتعارض مع هذه الاهداف.

كما ان مشهد الاعدام سيظل حدثا فريدا يشغل الذاكرة القومية لوقت بعيد...

مثل نابليون وعمر المختار كان صدام حسين, لقد اختزلت صورته وهو يصعد درجات المشنقة كل فصول حياته بلحظة واحدة ارتسمت في المخيلة الجمعية عند ملايين العراقيين والعرب, لقد انتصر على جلاديه وهو يخطو الى الشهادة مرفوع الرأس والقامة, اما اعداؤه فلن يذوقوا طعم الامان ولن ينعموا قط بالاستقرار ما داموا يركضون خلف انتقام تُسيّرهم اليه احقاد دفينة لا تهدأ الا بمشاهد الدم والقتل اليومية.

ستظل الملايين تتخيل صورته قبل اعدامه في تراجيديا امة تبحث عن الكرامة والحرية في صراع محتوم مع الغزاة والدخلاء والعملاء. ان الرمزية في الحدث هي رفض الخضوع والركوع, انها روح المقاومة التي تنتفض من قلب المأساة لتعلن التمرد على الاهانة, والاذلال.

عندما كان نابليون أسيرا منفيا خارج فرنسا في احدى الجزر, تسلل جرذ بين قدميه فالتفت اليه قائلاً, »حتى انت لم تعد تخشى نابليون« وفي يوم »مشنقة العار« كان اكثر من جرذ يرقص بين اقدام صدام حسين لقد لبسوا الاقنعة لانهم نكرة كانوا وسيبقون, اما رفات صدام فستعود يوما الى قلب بغداد في يوم انتصارها المأمول على المحتلين الشعوبيين والدخلاء, تماما مثلما عادت رفات نابليون الى قلب باريس ليستقبله ملايين الفرنسيين كأهم زعيم في تاريخ فرنسا.

لم يعدم صدام حسين لأنه كان ديكتاتوراً او لانه ارتكب خطأ احتلال الكويت, اعدم لأنه انشأ دولة قوية هددت مصالح امريكا وأمن اسرائيل واطماع فارس, كانت محاكمة الرجل ساخرة بالطبع لا علاقة لها بالعدالة من قريب او بعيد, اما مشاهد الاعدام في الزمان والمكان, فلقد جعلتنا نفرك عيوننا وكأننا نبحث عن رؤيا وفهم جديد.

اي ظفر او نصر رقص من اجله عملاء طهران تحت اقدام قائد عربي عملاق تسلموه حيا وأسيرا, بعد حربين عالميتين على بلاده, وبعد حصار دام 12 عاما, تسلموه من جيش الاحتلال الامريكي. الذي تسبب بمقتل 650 الف عراقي حتى اليوم.

ثم اقدموا على اعدامه في صبيحة عيد الاضحى, بدل ان يحرروه, عنوانا للمصالحة الوطنية وكرامة للاضحى وتجسيدا لروح المقاومة ضد الاحتلال.

لقد كانوا صغارا, فأي عار فعلوه وأي شعور اكتسبوه باسم الدين والوطنية?!


ليسوا الى عرب منّا فنعرفهم ولا صميم الموالي ان هم نسبوا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :