facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الساخرون ..


رنا شاور
24-03-2010 02:53 AM

ما زلت، ككثيرين، أتأسف على فقدان إبداع بحجم الراحل محمد طمليه. وكم أتمنى لو أن الراحل تمهل قليلا في المرض، ربما لأنني ما زلت ألوم إهمالي في اضاعة الفرصة الوحيدة التي كانت ستمنحني التعرف عن قرب إلى هذه الظاهرة الفريدة ، فلم أذهب ذات مساء لتلبية دعوة لحضور حفل توقيع كتابه (اليها بطبيعة الحال)، ولم اعد أتذكر لماذا لم أكن هناك، لكنني أدرك اليوم أنها كانت فرصة لم تتكرر!.

قبل أعوام طـُلب مني كتابة مقالة أسبوعية للمجلة الالكترونية (بترا نت) الصادرة عن وكالة الأنباء الأردنية، وحصل أن بدأت بتقديم موضوع اجتماعي كل يوم أربعاء. المفارقة التي وجدت نفسي جزءا منها أنني كنت أكتب زاوية مدعمة بالحقائق أو مدعمة بالأرقام أو الوقائع الحقيقية، بينما لاحظت أن أيام الأسبوع الباقية كانت محجوزة لمجموعة من أمهر الكتاب الساخرين.

أربكني هذا الحضور اللافت للأقلام الساخرة بقدر ما أشعرني بشيء من الغرابة اللذيذة، ومعرفتي بالزملاء عن قرب تدفعني للاعتراف بجهدهم بأن الكتابة الساخرة هي أصعب أنواع الكتابة التي لا تحتمل الاخلال بالمقادير، فأن تكون كاتبا ساخراً يعني أن تخرج من رحم الشارع وتنبض بنبضه وتلمس قاعه وبسطاءه ومهمّشيه وأن تحرص بشدة وحرفية على عدم قطع الشعرة الرفيعة التي تفصل بين الأدب اللاذع وبين التهريج الذي لا علاقة له بأي أدب. غير ذلك فمن الصعب أن تقارع هؤلاء المبدعين في أكثر الموضوعات جدية،لأنهم متمترسون بحرفية وراء ثقافة واطلاع كبيرين.

تحدثت مرة عن الصعوبات التي تواجه المرأة في حقل الرواية ومرة عن المعيقات امامها في مجال الكتابة السياسية، أما وقد وجدت نفسي قبل أعوام جنبا إلى جنب مع كتاب ساخرين فقد وجب الإعتراف أننا كقرّاء لا نفصل الكاتب عن المكتوب،فمجتمعاتنا تضع المرأة في مصاف المربية الأولى، فكيف إذن تسخر وتتهكّم من تقوم على تنشئة الأطفال، وما شكل الجيل القادم إذا كان حديث الأم مطعماً بالسخرية ينقصه الالتزام؟! وهل يسمح أن تسخر من خيباتها وخيبات النساء امرأة مسؤولة أو أم رصينة مهمتها السمو بالأخلاق في الأسرة العربية؟.

نطمح بالتعريف أكثر بالأدب الساخر..فهو أدب رفيع وشاق، ولو أن الأطر تتفسخ قليلاً في مرآة المجتمع ،لقدّم لنا ساخرات ورسامات كاريكاتير من الطراز الأول، ولم لا ؟ فهي ستحدث الجميع، بشكل أفضل من الجميع، بعوالم النساء المليء بالانفعالات والإشكاليات. لكنها الجندرية التي أجازت للرجل التفكّه والتندر بما لم تسمح به للمرأة التي لا زالت تسير بحرص في هذا الحقل الملغوم!.

الكرة الآن في ملعب الروّاد الساخرين الأوائل بتقديم ورفد ودعم الأدب النسائي.. الساخر المحترف.

الراي.





  • 1 الدكتور انس 24-03-2010 | 04:04 AM

    كلام صحيح و جميل, مع العلم ان الرجل هو ايضا مسؤول كالمرأه في التربيه و الرعايه و لكن اسلوب المقالات الساخره هو اسلوب متطور يدخل العقل في اسرع وقت.
    نحن الان و من خلال الملاحظه نحتاج الى اطباء نفسيين و هذا ليس عيب او حرام, هذا لنيل الراحه النفسيه لا اكثر و بعد دراستي الشخصيه توضح لي ان المقالات و منها الساخره بالذات هي اسلوب للعلاج النفسي و الراحه النفسيه!
    المراءه تدخل اسلوب المقالات و لكن باسلوب النصح و الارشاد و هذا اسلوب يجتمع مع الاسلوب الفكاهي لنحصل على نقطه مهمه و هي ان الانسان مخلوق ليكون معطاءو فخور لما يقدمه في حياته..

  • 2 صقر الشوبك 24-03-2010 | 02:11 PM

    رحم الله محمد طمليه وشقيقه المرحوم مروان طمليه الذين عرفتهم وعرفت فيهم كل الخصال الحميده رحمهما الله!

  • 3 صقر الشوبك 24-03-2010 | 02:11 PM

    رحم الله محمد طمليه وشقيقه المرحوم مروان طمليه الذين عرفتهم وعرفت فيهم كل الخصال الحميده رحمهما الله!

  • 4 بحر-الطفيلة 24-03-2010 | 05:26 PM

    رحم الله الكاتب الفذ الراحل فما زلنا نفتقده ولن ننساه وحياك الله اختنا الغالية رنا والى الامام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :