facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدور الأردني في القدس .. القابض على الجمـر


04-04-2010 03:44 AM

شكلت القدس ، عامل التحدي الكبير للأمة ، منذ فجر الإسلام، وبعد انفجار القضية الفلسطينية بوجه العرب ، كانت القدس وما زالت بؤرة هذه القضية ، التي تتكسر عليها ، كل محاولات الحلول المجترحة ، على كافة المستويات الدولية وعبر العقود الطويلة ، إذ يضع اليهود المدينة المقدسة ، هدفاً كبيراً لاستيطانيهم واطماعهم التلمودية ، ضاربين بعرض الحائط ، قدسية هذه المدينة ، عند المسلمين والمسيحيين ، بل ينكرون هذه القدسية تماماً ، ولم يتصدَّ لهذه الهجمة اليهودية على القدس ، كما تصدى لها الهاشميون ، عبر القرون: فلم تعرف المدينة المقدسة ، حماية حقيقية لها ، منذ العهدة العمرية ، مروراً بتحريرها ، على يدي جيوش نورالدين زنكي ، بقيادة صلاح الدين الأيوبي ، إلا الولاية الهاشمية: فالشريف الحسين بن علي ، كما سجل التاريخ ، ضحَّى بمُلكه ، من أجل حماية القدس ، من الاحلام اليهودية المشبوهة والمشوهة ، مروراً باستشهاد الملك عبدالله الأول ، على أبواب الأقصى ، إلى ان آلت الراية ، إلى عبدالله الثاني بعد الحسين الأول ، وتستمر الولاية الهاشمية ، جيلاً بعد جيل ، حفاظاً على الأمانة الغالية: فالدور الأردني في حماية القدس ، لا يستطيع أن ينكره أحد أو يتجاوزه ، ولم يكن هذا الدور تنظيراً في فراغ ، بل كان وما زال على الأرض ، دعماً للصامدين هناك ، وحفاظاً على المقدسات ، كلف الأردن المليارات رغم ضيق اليد وعسرالحال ، وفوق كل هذا ، كان الدم عنواناً كبيراً لهذه المسيرة: فالدم الأردني الهاشمي ، ما زال يشخل على تراب القدس ، وسيظل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

ولا يكاد العالم يسمع صوتاً ، يدافع عن القدس ويكشف حقيقة الأطماع الصهيونية فيها ، إلا صوت الأردن ، على مختلف المنابر والمحافل الدولية. ولولا هذا الصوت والنفَس الأردني ، لكاد العالم ينسى خصوصية القدس.

إن أي محاولة التفاف ، على الدور الأردني في القدس ، تعتبر طعنة في ظهر المدينة المقدسة ، في الوقت الذي تمر فيه ، بأدق سنوات تاريخها ، وهي تواجه الغول اليهودي المتمرد على كل القيم والأخلاق والأعراف الدولية.

إن محاولة البعض ، في القمة العربية الأخيرة ، إيجاد ما يسمى "مفوضا عاما" للقدس في الجامعة العربية ، سواء كان بحسن نية ، أو غير ذلك ، ما هو إلا وضع العصا في الدولاب ، وارباك للدور الأردني على الأرض في القدس ، والحفاظ على حق العرب والمسلمين فيها ، ان أي حديث اليوم ، عن الدور الأردني في القدس ، من أي جهة كانت ، هو حديث مشبوه ، لأن الظرف الذي تمر به المدينة المقدسة ، بحاجة أكثر من أي وقت مضى ، لتقويةهذا الدور هناك على الأرض ، لأن الأردن أثبت في مهمته المقدسة هذه ، أنه يمارس دوره التاريخي ، مترفعاً عن كل الأطماع والحساسيات السياسية ، التي آلت بقضية فلسطين ، إلى ما نراه الآن ، من ضياع وتمزق ، بين أنياب الغول اليهودي والتآمر العالمي.

إن الردة الفكرية والسياسية والاجتماعية ، التي يعاني منها العرب اليوم ، بسبب عجزهم عن ادراك الأطر العريضة ، لطبيعة استهدافهم من أعدائهم ، وانكفائهم على المذهبية والطائفية والقضايا الخلافية ، التي تفرق وتضعف ، بل وتدمر كل عوامل الوحدة بينهم ، وبالتالي تهدم قوتهم ، أدت إلى قعودهم هذا المقعد الضعيف والمتخلف ، إلى الدرجة التي ضعفت بها بنيتهم الداخلية ، وسهل على أعدائهم أن يلجوا حدودهم ، وما استقواء اليهود اليوم عليهم ، إلا دليل على صدق هذا القول ، لذلك كله ، كان لا بد للأردن الهاشمي ، بشرعيته التاريخية ، وبقربه من الرسالة ، أن يبرز الصفوف ، متصدياً لليهود في هجومهم على القدس ، مترفعاً على كل عوامل الفرقة والأطماع ، في سبيل تأدية رسالته التاريخية ، التي نذر نفسه لأجلها.

مطلوب من العرب والمسلمين اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، دعم الموقف والدور الأردني ، على الأرض في القدس ، ليقوم الاردن بمهمته المقدسة ، حماية لحق الامة فيها ، وهو القابض على الجمر ، في مواجهة عقلية يهودية ، لا تعترف ، إلا بأحلام مريضة ، متحكمة بعقول متحجرة عفنة.الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :